ظهر فى الآونه الأخيرة سلسلة من الحملات الشبابية جميعها تنطوى تحت عباءة التنمية البشرية، واستخدم متبنوها منهج التنمية الذاتية، والذى يعتمد على رفع الروح المعنوية لدى الشباب، والحث على التفكير بإيجابية، لذا كان الحل وعلى حد قولهم لتغير الرؤية المجتمعية تجاه القضايا المعايشة هو تبنى لحملات تعمل على بث هذا المنهج الفكرى، والشىء اللافت للانتباه أنه لو بحثنا خلف الستار نجدهم جميعا شباب عشرينى حاصل على لقب محاضر فى التنميه البشرية... لماذا هم شباب ولماذا هم تنمية بشرية سؤال نحاول تفسيره؟ محمد زكريا، شاب بالعشرينات محاضر فى التنمية البشرية والمدرب المصرى الأول لقانون الجذب، زكريا يتبنى حملة "هتجوز بطريقتى". عن فكرته يقول: "الفكرة مقتبسة عن قانون الجذب والذى يتحدث عن جذب المال والصحة والشهرة والتأثير فى الآخر وجذب شريك الحياة وذلك فى محاولة "للتفكير بشكل أكثر إيجابية". يهدف زكريا من خلال حملته إلى تغيير المعتقدات السلبية التى تحول دون الزواج وزرع الأفكار الإيجابية وعمل تهيئة فكرية للشباب للتعرف على أسرار جذب الشريك، لذا يرتكز زكريا فى حملته "هتجوز بطريقتى" على بعض النقاط الأساسية وهى: "كتابة مواصفات شريك الحياة بطريقة صحيحة، التخلص من أوهام الماضى وطرد البرمجة السلبية، وإعادة البرمجة من جديد والتهيئة لجذب شريك الحياة، والعملية الإبداعية وكيف تلتقى بصاحب المواصفات المرجوة". أما محمد صلاح فى ثلاثينيات عمره وحاصل على شهادة تدريب فى علم التنمية البشرية والمعتمدة من أكاديمية المدربين المحترفين بمجال التنمية البشرية وعضو بالأكاديمية الكندية للعلوم والتكنولوجيا يتنبى حملة تحت عنوان وظيفتك عندى وهى محاولة على حد قوله لتوفير فرص عمل للشباب. عن مبادرته يقول: "حملة وظيفتك عندى هى دعوة للتفاؤل الممزوج بأدوات نغير بها الواقع الذى ساد فيه حالة من الإحباط واليأس والبطالة، فهى ببساطه دعوة للتفاؤل عن طريق إيجاد الوظيفة المناسبة التى تتوافق مع قدرات كل فرد دون التقيد بمجال الكلية وذلك عن طريق التعرف على نقاط القوة والضعف بكل فرد ومنها الوصول للوظيفة المثالية التى تتناسب قدراته، ومن ثم التعرف على أحدث وأفضل طرق البحث عن وظيفة". وترتكز حملة صلاح: "وظيفتك عندى على التعريف بكيفية تعلم تكوين شبكة علاقات وكيف تستطيع التعرف على المواصفات المطلوبة لدى المديرين التى يبحثون عنها فى كل متقدم وأيضا أفضل الطرق لكسب مديريك أثناء عمل المقابلة الشخصية، فضلاً عن أفضل الطرق للمفاوضة على المرتب والحصول على أفضل الأسعار فى مستوى الوظيفة". وكان لرئيس قسم أصول التربية بجامعة حلوان د. عبد اللطيف محمود، رؤية مختلفة لعلم التنمية البشرية، حيث يقول: "إن تنميه القوى البشرية علم له أصول وما يحدث فى السوق نوع من النصب، فلابد أن تكون برامج التنمية البشرية الموضوعة لتنمية الكوادر البشرية والتى تعتبر ثروة البلد الحقيقية على صلة بالعلم من جذوره فهى ليست عملية تدريب تقنى، إلا أن ما يحدث هو نوع من التدريب المهنى، ولكن تنمية الإنسان بمفهوم التنمية البشرية لابد أن تكون تنمية شاملة ولا ترتكز على جانب واحد فقط من الجوانب التأهيلية. كما أن لعلم التنمية البشرية معايير ومؤشرات تهتم بالفرد من جميع الجوانب الصحية والتعليمية والمشاركة الاجتماعية وتنمية القدرات العقلية وقدرات الفرد على التواصل وعلى العمل التطوعى وكلها مؤشرات تصب فى علم التنمية البشرية، وتلك المؤشرات تتضح بشكل مفصل فى تقارير التنمية البشرية التى تصدر عن الأممالمتحدة أو من خلال "معهد التخطيط العمرانى" بمصر، وهى عملية تتم من خلال لجان متعددة ومتخصصة بعلم الاقتصاد والاجتماع والتخطيط والصحة والفنون، وذلك لعمل مؤشرات شاملة لتنمية العنصر البشرى بالمجتمع، ولكن ما يحدث بالسوق هو نوع من تنمية الأداء الوظيفى فحسب أو تنمية لأداء معين لا يمت بصلة من قريب أو بعيد بعلم التنمية البشرية الشامل.
