سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإسكندرية/ أورام الرحم وباء يحاصر سيدات «أبيس».. سرطان الدم والكبد ينتشران بين الكبار والأطفال.. وأستاذ بطب الإسكندرية يطالب الدولة بتحديد نسب الإصابة بشكل دقيق
على بعد نصف ساعة من محافظة الإسكندرية توجد قرية «أبيس» القرية التى تنقسم لثلاثة أجزاء، كل جزء منها يتبع محافظة، ترتفع بها نسب الإصابة بمرض السرطان لعدة أسباب أولها: وجود مصنع للسماد العضوى على مدخل القرية، و17 ورشة لتشكيل المعادن، بالإضافة إلى استخدام المبيدات الزراعية الخطرة والمياه الملوثة. المصابون بالسرطان يرفض ذووهم إعلامهم بمرضهم، هكذا قال «هشام العبسى» الذى أكد أن المواطنين يجهلون أى معلومة عن مرض السرطان أو كيفية التعامل معه أو أسبابه، بل إن أغلبهم لا يملك القدرات المادية للعلاج ويعتمد على التبرعات من أهل الخير. ويضيف «العبسي»: «ينتشر مرض السرطان بدرجة كبيرة بين سكان القرية بسبب ما نعيشه من تلوث، وما نتعرض له من انبعاثات يومية من مصنع السماد، إضافة إلى المياه الملوثة». لدى أبناء القرية معاناة أخرى تتمثل فى عدم تجهيز الوحدة الصحية، حتى إن بعضا منهم يشبهها باستراحة الرؤساء من حيث التجهيزات المتواضعة، حيث يقول الأهالى «بعد الثانية عشرة ظهرا لا تجد أحدا، مما يضطر الأهالى إلى الذهاب إلى المستشفيات بالإسكندرية وقطع مسافة مدتها لا تقل عن نصف ساعة». فى القرية الحديث عن أن امرأة لديها ورم بالرحم عادى، ففى شارع واحد بالقرية هناك خمس سيدات قمن باستئصال الرحم نتيجة ظهور أورام به، السيدات التى تحتفظ «اليوم السابع» بأسمائهن قلن إن الأطباء طالبوهن بضرورة استئصال الورم، مضيفات «لا نعرف له سببا، كغيرنا من سكان القرى نعتبره ابتلاء ربانيا». محمد إبراهيم أحد الأطفال لم يكمل عامه الثانى بعد حتى اكتشف أهله إصابته بسرطان الدم، وعن ذلك تقول والدته «فى البداية كانت علامات المرض تشبه البرد وعندما ذهبنا للطبيب أعطانا دواء وشخّص المرض بأنه حساسية على الصدر، بعدها استمر المرض فذهبنا مرة أخرى للطبيب قال إنه يحتاج لعملية إزالة اللوز، وبعد إجرائها استمر التعب فذهبنا لطبيب آخر أجرى عددا من التحاليل والإشاعات أكد بعدها أن طفلى مصاب بسرطان فى الدم». لا تعرف الأسرة سبب إصابة نجلها بالمرض أو ماذا حدث، ما تعرفه فقط أن لديهم ابنا لم يتم عامه الثانى، ويخضع لجلسات الكيماوى المكثف. محمد حسن شعيب، 53 سنة، أحد المصابين بسرطان الكبد فى القرية يقول «كنت أعمل بشركة العامرية للغزل والنسيج حتى أحلت للمعاش، بعد إصابتى بفيروس سى»، مضيفا «قبل أيام قليلة فوجئت بظهور ورم فى كتفى الأيسر، شخصه الأطباء على أنه سرطان فى الكبد، أخضع الآن للعلاج الكيماوى، الورم مستمر رغم ذلك فى أعلى صدرى الأيسر ولا أعرف سبب عدم اختفائه حتى الآن». «عم محمد» يكافح ليتم كلماته، مؤكدا أن لديه ثلاثة أبناء وأسرة، سقط عائلها الوحيد مريضا ويحتاج لمصروفات كبيرة للعلاج. الدكتور «شريف شوقى» أستاذ الصحة العامة بجامعة الإسكندرية، قال إن «أبيس» واحدة من أكثر القرى التى ينتشر بها السرطان لعدة أسباب منها المياه الملوثة، والمبيدات الزراعية، إضافة إلى جهل المواطن بالمرض، فالمريض لا يجرى أى كشوفات للتعرف على حالته، قائلاً: «دائما يأتى المريض فى آخر مراحل المرض ويصعب إنقاذه». وأضاف «شوقى» أن للدولة دورا فى هذا لعدم إجرائها مسوحا كاملة للمناطق لكشف مرض السرطان مبكرا، فضلا عن تقصيرها فى محاربة التلوث فى المنطقة، متابعا «مسببات السرطان كما يؤكد ترتبط بالمبيدات، أو التلوث الناتج عن المصانع المتواجدة بجوار المناطق السكنية». وأوضح أن مرض السرطان له أسباب وراثية أيضًا منها زواج الأقارب أو إصابة أب أو جد بالعائلة بالمرض، نافيا وجود إحصائية تثبت ارتفاع نسب الإصابة بمرض السرطان فى الريف عنه فى المدن. وطالب الدولة بالقيام بمسح للمناطق المعرضة للإصابة بالسرطان وتقسيمها حضر وريف ومناطق صناعية، للتعرف على نسب الإصابة بشكل دقيق.