استطاعت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور عبد المنعم كامل تنظيم احتفال فنى ضخم للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وذلك فى إطار احتفالها بمرور 113 عاما على ميلاده، حيث نظمت فرق الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا المصرية مجموعة حفلات خلال شهر مارس فيها أعذب ألحانه منها "النهر الخالد" والتى غناها المطرب محمد الحلو، وذلك بمصاحبة فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربى بقيادة المايسترو جورج بشرى على مسرح سيد درويش بالإسكندريه، إضافة إلى مجموعة من أشهر أعماله منها (أهواك، حب الوطن، أنت عمرى، أنا والعذاب وهواك) وغيرها والتى غناها محسن فاروق بمصاحبة فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى. ومن المقرر أن ينظم مسرح الجمهورية فى الثامنة من مساء الخميس المقبل حفلاً لفرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو فاروق البابلى، والتى سيتغنى بها مجموعة من نجوم الفرقة بأروع أغانيه منها قصيدة جارة الوادى، ست الحبايب، يانايمة الليل وأنا صاحى، هان الود، إضافة إلى افتتاح متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية لمدة أسبوع، امتد لأسبوع آخر نتيجة الإقبال الجماهيرى العربى والأجنبى المتزايد لمشاهدة المقتنيات الثمينة لموسيقار الأجيال. كما قدمت دار الأوبرا مفاجأة إلى جمهورها فى افتتاحها لمتحف عبد الوهاب والذى يتميز بطرازه المعمارى الفخم حيث تميز بوجود النقوش والزخارف التى تزين الجدران، وموسيقى عبد الوهاب التى يستمع الجمهور إليها عند الدخول للمتحف، إضافة إلى غرف نومه ومكتبه الخاص ومجموعة من قطع الأثاث المفضلة لديه وبعض المتعلقات الشخصية التى أهدتها أرملته السيدة نهلة القدسى إلى دار الأوبرا منها العود الخاص به، وعصا القيادة، ومصحفه، ونظارته، والكاسيت، والأورج والبدلة العسكرية. ويلقى المتحف أيضاً الضوء على طفولته ونشأته وخطواته الأولى إلى عالم الموسيقى العربية والسينما المصرية وعلاقته بالكتاب والفنانين والجوائز التى حصل عيها وتكريمه فنجد الأسطوانة البلاتينيه التى فاز بها فى فبراير عام 1978 والعديد من الأوسمة والميداليات من الرؤساء والملوك العرب وتمثال نصفى لعبد الوهاب وأوراق من مذكراته الخاصة، كما يتيح المتحف مشاهدة كل الأفلام التى قدمها للسينما المصرية من خلال شاشات خاصة وكذلك الاستماع ومشاهدة لأعماله من موسيقى وأغانى وألبومات الصور الشخصية ومع الشخصيات العامة والفنانين. يذكر أن معهد الموسيقى العربية افتتح فى عهد الملك فؤاد الأول 1923 ليكون أول منارة فى مصر والوطن العربى للموسيقى الشرقية ثم قرر الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة إعادة ترميم وتطوير معهد الموسيقى العربية فى شارع رمسيس، ويعد هذا المبنى الأثرى تحفة معمارية نادرة بعد أن تسلمته دار الأوبرا المصرية وضمه إلى مسارح دار الأوبرا حتى تفضلت السيدة سوزان مبارك بافتتاحه فى شهر يونيو 2002 . كان فاروق حسنى، وزير الثقافة، قد قرر أن يقام متحف لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أول فنان يقف على خشبة هذا المسرح أثناء افتتاحه عام 1923.
