عندما أحدث رئيس مجلس النواب الأمريكى جون بينر وهو جمهورى هزة فى واشنطن الأسبوع الماضى بتوجيه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لالقاء كلمة أمام الكونجرس قال مكتبه حينها ان الدعوة وجهت "بالنيابة عن قيادة الحزبين". وفى حقيقة الأمر كانت هذه الخطوة من بين أكثر الخطوات حزبية حتى الان من قبل الكونجرس الذى بات يهيمن عليه الجمهوريون. ويقول الزعماء الديمقراطيون فى الكونجرس وقد تملكهم الغضب إنه لم يتم التشاور معهم مما أثار تساؤلات حول ما اذا كان بينر قد جسد على نحو دقيق طبيعة الدعوة. وقال متحدث باسم بينر يوم الجمعة، إن الدعوة صيغت على ذلك النحو لان "بينر هو رئيس المجلس بأكمله ومنتخب من المجلس بأكمله." وأعيد انتخاب بينر كرئيس للمجلس فى السادس من يناير كانون الثانى وحصل على 216 صوتا كلهم جمهوريون من بين أعضاء مجلس النواب الذين أدلوا بأصواتهم وعددهم 435. وقال هارى ريد زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ ونانسى بيلوسى زعيمة الديمقراطيين فى مجلس النواب إنه لم يتم ابلاغهما سلفا بخطة بينر المتعلقة بدعوة نتنياهو. وقال البيت الأبيض أيضا إن الرئيس باراك أوباما وهو ديمقراطى لم بتم ابلاغه قبلها. وقالت بيلوسى فى مؤتمرها الصحفى الأسبوعى يوم الخميس "رئيس المجلس لديه سلطة مرعبة. اعرف ذلك، كنت هناك.. ورغم ذلك فالحقيقة هى ان تلك السلطة لا يمكن التفريط فيها." وفى توجيه للدعوة يوم الأربعاء وصف بينر نتنياهو بانه "صديق عظيم لدولتنا." وأضاف "فى هذا الوقت الذى نشهد فيه تحديات أطلب من رئيس الوزراء التحدث أمام الكونجرس بشأن التهديدات الخطيرة التى يمثلها الإسلام الراديكالى وإيران على أمننا وحياتنا." ووصف الديمقراطيون فى الكونجرس تحرك بينر بانه حيلة سياسية مفضوحة. ومن المتوقع أن يدعم نتنياهو تحركات الجمهوريين للضغط على أوباما لاتخاذ نهج أشد صرامة فى المحادثات النووية مع إيران. ومن المقرر أن يلقى رئيس الوزراء كلمته أمام الكونجرس قبل أسبوعين من الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة فى 17 مارس والتى سيتنافس فيها من اجل الفوز بفترة ولاية رابعة. وزاد هذا التحرك من الادراك المتنامى بأن حكومة نتنياهو أصبحت لاعبا جمهوريا حزبيا فى السياسات الأمريكية رغم علاقتها الوثيقة التاريخية باعضاء الكونجرس فى كلا الحزبين. والجمهوريون لا يعترفون أو يعبرون عن اسفهم. وقال جون مكين وهو جمهورى من اريزونا إن الحزب أذاق أوباما من نفس الكأس. وفى حديث عند مدخل الكونجرس وصف الدعوة بانها "فكرة عظيمة" بعد اعلان أوباما بانه سيمضى قدما فى سياساته دون انتظار التوصل لاتفاق مع الكونجرس. وأضاف مكين "قال فى الأساس (سأقوم بمهامى وانتم تقومون بمهامكم). الرسالة وصلتنا.. وصلتنا الرسالة."