وعد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، نظيره العراقى حيدر العبادى، بأن المملكة المتحدة ستقوم بكل شيء ممكن لوقف سفر المقاتلين الأجانب إلى العراق للانضمام إلى تنظيم "داعش". وفى تصريحات فى مقر رئاسة الوزراء البريطانية، صباح اليوم الخميس، قال كاميرون لنظيره العراقى "التهديد الإرهابى الذى تواجهه فى العراق هو نفس التهديد الذى نواجهه هنا فى المملكة المتحدة". وأضاف "سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة فى وقف سفر المقاتلين الأجانب لبلدكم، والفوضى التى نراها اليوم". من جهته حذر وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند من أن مسلحى تنظيم "داعش" قد يبدأون فى التخطيط لهجمات إرهابية فى المملكة المتحدة ودول غربية أخرى من قواعدهم فى سوريا إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة. وحذر فى تصريحات لشبكة "آى تى في" البريطانية من أن أكبر خطر يواجه بريطانيا حاليا هو احتمال شن هجمات عشوائية بدون تخطيط مسبق أو بتخطيط قصير المدى، وهى الهجمات التى تستوحى من الجهاديين فى الخارج ويقوم بها أفراد غير منتمين لجماعات متطرفة، إلا انهم يتبنون هذه الأفكار عبر الانترنت، قائلا "إذا تمكن المتطرفون من الحفاظ على الأراضى التى يسيطرون عليها فى منطقة الشرق الأوسط، فان المملكة المتحدة قد تتوقع هجمات منظمة يجرى التخطيط لها وتنفيذها من بعيد". يأتى ذلك فى الوقت الذى ينطلق فيه فى العاصمة البريطانية لندن اليوم الخميس مؤتمرا للتحالف الدولى ضد داعش برئاسة وزيرى الخارجية البريطانى فيليب هاموند والأمريكى جون كيرى، وحضور 21 دولة من التحالف الدولى إضافة إلى الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة لمناقشة الجهود الدولية ضد داعش. وعلى جانب آخر قال هاموند، إن هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابى أمر حاسم لأمن بريطانيا والبريطانيين. وفى مقاله فى صحيفة "التليجراف" البريطانية، كتب فيلب هاموند قائلا "يجب أن نهزم مسلحى داعش الذين يسعون إلى تخريب وتدمير القيم الديمقراطية، إنه أمر حاسم لأمن بريطانيا". وقال هاموند فى مقاله "نحن فى خضم صراع جيل ضد أيديولوجية سامة متطرفة، ولن نضلل أنفسنا بأن الفوز بالمعركة ضد التطرف الإسلامى سيحسم بمجرد دحر داعش من العراقوسوريا". وتابع "للأسف، انتشر السم ويهدد الآن مساحات كاملة من شمال وغرب أفريقيا، فضلا عن بلدنا وحلفاء رئيسيين لدينا فى جميع أنحاء العالم، هذا هو السبب فى أننا نتخذ هنا فى بريطانيا تدابير أفضل لحماية مواطنينا من عودة الجهاديين. وسبب فى أن أجهزة الأمن والاستخبارات لدينا تعمل لإحباط المؤامرات فى المملكة المتحدة التى غالبا ما تنبع من الخارج". وأوضح وزير الخارجية البريطانى "يسعى تنظيم داعش الإرهابى لتأسيس ما يطلق عليه خلافة فى الشرق الأوسط توفر ملاذا آمنا للمتطرفين ليشنوا منه اعتداءات ضد الغرب". وقال "يقول البعض بأن على بريطانيا التخلى عن قتال داعش ليتولاه آخرون. لكن لا يمكننا تكليف الآخرين بحماية بلدنا". وأضاف "نفذ التحالف فى الستة شهور الماضية أكثر من ألف ضربة جوية ضد داعش فى العراق لإضعاف قدرتهم القتالية ومساندة القوات العراقية والكردية. القصف وحده لا يكفى لهزيمة داعش بل علينا قطع مصادر التمويل وتدفق المقاتلين ومواجهة الأيديولوجية المعوجة لهؤلاء الإرهابيين". وأوضح أنه يجب مساندة حكومة العراق لتكون ممثلة للجميع وقادرة على توحيد الصفوف وحرمان داعش من أن يلقى من يؤيده لدى أى من العراقيين. وقال "فى سوريا سنواصل دعم المعارضة المعتدلة فى قتالها ضد داعش ولإنهاء وحشية نظام الأسد"، مؤكدا على أن الاعتداءات الوحشية فى فرنسا وأستراليا ونيجيريا وباكستان وتهديد داعش لحياة رهينتين يابانيين يقوى عزمنا على مواجهة داعش."