أعرب العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى اليوم الأربعاء عن إدانته الشديدة لأية إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ، معتبرا أن نشر رسومات مسيئة تجسد الرسول العربى الهاشمى الكريم هو عمل مدان وفيه إيذاء لمشاعر المسلمين فى كل مكان. وقال الملك عبد الله الثانى ، خلال لقائه اليوم فى منطقة "الموقر" بالبادية الوسطى شيوخ ووجهاء وأبناء قبيلة بنى صخر ضمن لقاءاته وزياراته المستمرة مع أبناء الأردن فى مختلف مناطقهم والذى بثته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" مساء اليوم ، "إن الرسوم المسيئة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليست من الحريات وهى مرفوضة ومدانة". وحول مشاركته فى مسيرة فرنسا ضد الإرهاب ، قال الملك عبدالله الثانى "إننا ذهبنا إلى هناك لنقف ضد التطرف والإرهاب وللوقوف إلى جانب فرنسا كصديقة للأردن والأهم من ذلك ذهبنا حتى نقف مع ستة ملايين مسلم فى فرنسا وهم أكبر تجمع إسلامى فى دولة أوروبية". متسائلا إن لم تشارك الدول العربية والإسلامية كيف سيكون تأثير ذلك على من يقف مع المسلمين من غير المسلمين؟. وأضاف العاهل الأردنى"إن ما شهدته فرنسا من أحداث مؤخرا هدفت إلى زيادة الكراهية ضد الإسلام والمسلمين وهذا جزء من المشكلة ، وواجبنا أن نحمى صورة إسلام الاعتدال والتسامح وهذا واجب الجميع فى كل البلدان العربية والإسلامية". وتابع العاهل الأردنى "إذا أردنا أن نبنى تحالفا سياسيا ضد التطرف فمن غير المسموح أن يتم الإساءة إلى أى دين" ، منوها بموقف قداسة بابا الفاتيكان الإيجابى الرافض للإساءة للرموز الدينية. ولفت إلى النقاش الذى يحدث داخل العالم الإسلامى ومع الأجانب حول الاعتدال والتطرف ، قائلا "أنا مسلم ونحن كلنا مسلمون والمتطرفون لا يمثلون الإسلام وواجبنا حماية سمعة الإسلام والمسلمين". واعتبر أن الحرب ضد التنظيمات الإرهابية هى حرب استباقية ، قائلا " إننا نخوضها ضد المتطرفين دفاعا عن الدين الإسلامى الحنيف ويجب تبنى منهجا شموليا لمواجهة الإرهاب والتطرف عسكريا وأمنيا وأيديولوجيا والحرب اليوم داخل الإسلام ويجب أن يأخذ العرب والمسلمين زمام المبادرة نصرة للإسلام ورسالته السمحة" ، مشددا على أهمية تكثيف التحالفات ضد التطرف وأن يكون هناك تحالف عربى إسلامى للتصدى للارهاب يسهم فيه المجتمع الدولى. وعن جهود مساعى السلام فى المنطقة .. أكد الملك عبد الله الثانى على أن تحقيق السلام وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يشكل مدخلا لحل جميع قضايا المنطقة ، وأن بقاءها دون حل سيزيد من حدة التطرف الذى ستكون مواجهته أصعب. وجدد التأكيد على الاستمرار فى بذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها ، قائلا "هذا واجب وشرف ونحن مستمرون فى هذا الاتجاه". كما تحدث العاهل الأردنى عن تطورات الأوضاع على الساحتين العراقية والسورية ، مجددا موقف المملكة الداعى إلى إيجاد حل سياسى للأزمة السورية.