بين المرض النفسى والاختلاف شعرة.. إزاى تعرف إذا كان طفلك مريضا أو طبيعيا..الشقاوة ساعات بتبقى مرض فرط حركة.. والانطواء ممكن يكون توحد..والتأخر الدراسى قد يكون مرض صعوبات التعلم..ويمكن إصابته بالاكتئاب

نمو الأطفال لا يقتصر فقط على الوزن، الحجم، الطول، فسلوكياتهم وشخصيتهم تنمو هى الأخرى مع مرور السنوات، وفى الأمراض النفسية والسلوكية نواجه صعوبة فى اكتشافها بشكل خاص لدى الأطفال، نظرًا لعدم اكتمال ملامح شخصياتهم.
فطفلك شديد الانطوائية قد يكون خجولا بطبعه أو يعانى من مرض التوحد، والطفل كثير الحركة قد يتجاوز الأمر كونه طفلًا شقيًا إلى طفل يعانى مرض فرط الحركة، فى حين أن التأخر الدراسى قد يدل على معاناته من مرض صعوبات التعلم.
وبين تلك الأمراض وطبيعة طفلك هناك خيط عليك التمسك به وإدراكه جيدا، حتى تستطيع مد يد العون له لتجاوز محنته ومرضه النفسى فى الوقت المناسب.
وفى سبيل ذلك يقدم لك أطباء سلوكيات الأطفال أهم العلامات التى توضح ما إذا كانت سلوكيات طفلك طبيعية أم أنه يعانى من مرض نفسى.
تأخر النطق وطريقة اللعب ونظرات طفلك إليك أهم العلامات فى تشخيص التوحد..
وتساعدنا د.هالة حماد استشارى طب نفس الأطفال فى اكتشاف أهم علامات مرض التوحد والتى تتمثل على حسب قولها فى:
- عدم قدرة الطفل على التواصل العينى مع الآخرين، فهو لا يتمكن من النظر إلى وجه أمه مثلا بشكل مباشر، وغالبا ما يكون اتجاه نظرات عينه إلى الفراغ ودائما ما يعيش فى عالمه الخاص المحاط بجدار يعزله عن العالم الخارجى، وتلك العلامة يمكن اكتشافها مبكرا وفى شهور عمره الأولى.
- طريقة لعبه تختلف كثيرا عمن هم فى سنه، فنلاحظ اهتمامه بتحريك اللعب والأشياء بشكل دائرى، أو متكرر ولفترة طويلة دون ملل.
- يتعلق بأشياء معينة كلعبة أو قطعة ملابس ولا يتخلى عنها بسهولة.
- يعانى ضعفا فى المهارات اللغوية والاجتماعية.
وتنصح "هالة" بأنه فى حالة ظهور بعض من تلك العلامات يجب التوجه إلى الطبيب النفسى لبدء العلاج مبكرًا حتى لا تتأخر الحالة.
- بين فرط الحركة والشقاوة شعرة اسمها تركيز الطفل..
يتميز معظم الأطفال فى سنوات طفولتهم الأولى بالنشاط وكثرة الحركة، ولكن ما هى الحركة الطبيعية والمرضية والتى يطلق عليها "فرط الحركة" "وكيف يمكن تحديد الفرق بينهما، وطريقة علاج فرط الحركة أن ثبت إصابة الطفل به؟".
أجاب الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب الأطفال، موضحًا "فرط الحركة هو مرض سلوكى أى أنه نوع من الاختلاف غير الطبيعى فى سلوك الطفل، والذى يؤدى إلى تأخر فى مهاراته".
وتابع "وغالبًا لا يتم اكتشاف هذا المرض إلا بعد التحاق الطفل بالمدرسة أو الحضانة، وملاحظة أن الحركة الزائدة لديه تؤثر على تركيزه وتحصيله العلمى، ويكون انتباه الطفل مشتتا وهذه النقاط تحديدًا هى التى تحدد الفرق بين الطفل النشيط والطفل مفرط الحركة، فالطفل النشيط لا يؤثر نشاطه على مستواه الدراسى وتطوره العقلى كما يسهل لفت انتباهه وفضوله لاكتساب معلومات ومهارات جديدة".
وأشار إلى أنه فى حالة كان نشاط الطفل الزائد يمثل عائقا له ولا يمكن لفت انتباهه بسهولة مع وجود تأخر ملحوظ فى تحصيله الدراسى وتركيزه، هنا يمكن القول "إن الطفل يعانى من فرط الحركة مع العلم أنه فى بعض الأحيان يتميز هذا الطفل بكونه عدوانيًا ومدمرًا ويرغب بتهشيم الأشياء بلا هدف أى أنه لا يدمر بغرض اكتشاف الأشياء كما يفعل بعض الأطفال، لافتًا إلى أن جزءا كبيرا من أسباب هذا المرض وراثية سواء من أقارب الدرجة الأولى أو الثانية.
وللتأكد من إصابة الطفل بهذا المرض يتم إخضاعه لاختبار نفسى متخصص فى الكشف عن مرض فرط الحركة، وهو عبارة عن بعض الأسئلة التى تحدد من خلال نتائج إجابات الطفل إصابته بالمرض ودرجته. أما بالنسبة للعلاج فينقسم إلى جزئين:
الأول: وهو العلاج السيكولوجى وهو علاج نفسى يهدف إلى تعويد الطفل على الإنصات والتركيز والتحكم فى نشاطه الزائد.
الثانى: وهو العلاج الدوائى ولا ينصح به إلا فى حالة فشل العلاج السيكولوجى، ويكون بجرعات محددة تحت إشراف الطبيب المعالج. ويجب الإشارة إلى أنه فى بعض الحالات يكون الطفل مصابا بمرض فرط الحركة ولكنه لا يؤثر على مستوى تحصيله الدراسى، وهذه الحالة تحدث للأطفال شديدى الذكاء بمعنى أن مستوى ذكائهم حاد جدا لدرجة عدم تأثرهم بفرط الحركة، وهؤلاء الأطفال يتم علاجهم من خلال العلاج السيكولوجى فقط وبغرض إكساب تصرفاتهم نوعًا من الهدوء لا أكثر.
- طفلك أيضًا قد يعانى من الاكتئاب، والأرق والانعزال من أهم علاماته:
تؤكد د.هالة حماد أن مرض الاكتئاب لا تقتصر الإصابة به على كبار السن والبالغين فقط فالأطفال قد يصابون به وربما بصورة أعمق وأكثر تأثيرا، و فى مرحلة متقدمة من الطفولة، تبدأ عند ثمانية أعوام.
وأسباب اكتئاب الأطفال كثيرة قد تكون بسبب المشاكل العائلية أو مشاكل يواجهها فى المدرسة.. ومن أهم الأعراض التى تظهر على الطفل فى تلك الحالة: الأرق أى قلة واضطراب النوم، الانعزال وعدم التفاعل اجتماعيا على غير المعتاد، المغص المعوى بدون أسباب مرضية، القلق الدائم دون سبب واضح.
- تأخر طفلك الدراسى قد يتجاوز كونه "مش شاطر فى المدرسة " إلى معاناته من صعوبات التعلم..
وعن أسباب الإصابة بصعوبات التعلم ومؤشراتها يوضح الدكتور طلعت أن صعوبات التعلم هى معاناة الطفل من تأخر فى قدراته الخاصة بأى من الجوانب الثلاثة "الكتابة، القراءة، إجراء العمليات الحسابية".
وتعنى كلمة تأخر أن الطفل يحصل فى أى من هذه المهارات على تقدير أقل من المتوسط، مقارنة بمن هم فى نفس سنه. كما أنها تشمل تلك المهارات الثلاثة فقط ولا تمتد إلى باقى المواد الدراسية والمهارات الفكرية الأخرى.
وفى بعض الأحيان تكون صعوبة التعلم نتيجة لمشكلة أخرى يعانى منها الطفل مثل مرض التوحد أو المشاكل الاجتماعية والأسرية مثل انفصال الوالدين أو حتى وجود مشكلة عضوية فى يد الطفل تؤثر على قدرته على الكتابة أو وجود مشكلة فى أذنه أو لسانه، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى تأخره لغويا.
مع العلم أن أى شىء يؤثر على أعصاب الطفل وحالته النفسية من الممكن أن تتسبب فى إصابته بصعوبة فى التعلم، ولو بشكل مؤقت.
أما بالنسبة لصعوبة التعلم المرضية بحد ذاتها ودون أى مؤثر خارجى فهو ما يمكن الكشف عنه بإجراء اختبار ذكاء للطفل، وهو ما يظهر أن مستوى الذكاء لديه أقل من المتوسط.
وغالبا ما يتم اكتشاف هذا المرض بعد التحاق الطفل بالمدرسة، ولكن هناك بعض المؤشرات والدلائل السابقة والتى يمكن أن تشير إلى المرض مثل:
1- صعوبة الكلام.
2- ضعف الذاكرة.
3- انخفاض مستوى الذكاء مقارنة بالأطفال الآخرين من نفس العمر.
4- وجود مشاكل لغوية فى نطق الكلام بما لا يتناسب مع عمره.
ومن الممكن أن يعانى الطفل من صعوبة التعلم فى جانب واحد أو أكثر من الجوانب الثلاثة السابق ذكرها من صعوبات التعلم