مع بداية القرن الحادى والعشرين، ظهرت تطبيقات ومواقع ما يسمى بالتواصل الاجتماعى المختلفة مثل الواتس آب والفيس بوك وتويتر وغيرها الكثير ما يقدمه العالم الافتراضى من خدمات، لقى هذا العالم إقبالاً يزداد يومًا بعد يوم لما يوفره لمستخدميه من سهولة التواصل مع الآخرين ومشاركتهم أخبارهم، ونجح البعض فى مواكبة هذا العالم لحياتهم اليومية دون التأثير عليها، والجدير بالذكر أن كثيرين اتخذوها مجرد وسيلة للتسلية فى أوقات الفراغ. وأما اليوم فقد اجتاح العالم الافتراضى عالم الواقع لدى الغالبية العظمى من مستخدميه: فازدادت تطبيقاته التى أصبحت لدى البعض جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية مهدرين كل ما تحمله حياتهم الطبيعية من معنى حقيقى غير وهمى للتواصل الاجتماعى. بل إن البعض لا يستطيعون التخلى عنه لمدة يوم واحد وكأن لا فرق بينهم وبين المدمنين، تجد اليوم أفراد الأسرة يعيشون تحت سقف بيت واحد وكل منهم يحيا فى عالمه الافتراضى سواء على هاتفه المحمول أو الحاسب الآلى. والصديق بجوار صديقه وكل منهما مشغول بعالمه الافتراضى. حتى تعبيرات الوجه من ضحكة وابتسامة وغيرها تحولت جميعها إلى إشارات مرسومة على شاشة الهاتف. حتى أن البعض يتخذون موقفًا من أصدقائهم فى عالمهم الواقعى بناءً على تعاملتهم بواسطة العالم الافتراضى. وأصبحت حياة البعض عبارة عن مجموعة من الصور والتعليقات. الأمر الذى أدى إلى انعزال البعض فيما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعى، ضالين عن المعنى الحقيقى للاجتماعية، مشتتين عن متطلبات عالمهم الواقعى سواء كانت علاقات اجتماعية حقيقية مع أفراد الأسرة والأصدقاء والمجتمع أو مسئوليات دراسية أو مهنية. فيا أجيال القرن الحادى والعشرين، تفقدون الواقع باحثين عنه فى عالمكم الافتراضى.