"هل يجوز أن يحاصر الأدب فى بلد الأدب.. والصحافة فى بلد الفكر والقلم الحر؟"..سؤال وجهته الكاتبة الصحفية والروائية اللبنانية سونيا بوماد، المقيمة فى النمسا، إلى المسئولين فى مصر، بعد أن رفضت السفارة المصرية بالنمسا، إعطاءها تأشيرة دخول الأراضى المصرية، لتوقع عقد روايتها الجديدة، والمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته المقبلة، لأسباب غير واضحة، وبدون مبررات. التقيتُ الكاتبة سونيا بوماد، على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته السابقة، كانت الابتسامة لا تفارق شفتيها، معبرة عن سعادتها الوافرة بوجودها بمصر، وباحتفاء المصريين من القراء والأدباء بوجودها، وبروايتها "كايا" الصادرة عن دار الرواق؛ إذاً فكيف ترفض سماء مصر أن يطل وجهها المشرق كالقمر عليها مجددًا. عرفتها إنسانة خلوقة، محبة للأدب وللثقافة، وعاشقة لمصر، تزرع السلام بكلماتها وحروفها، وتحصد ما تحصده الآن!!؛ ولمن لا يعرفها، فهى صورة حقيقة للإنسانية التى بتنا نفتقدها هذه الأيام، فهى بجانب كونها صفحية وروائية، وبجانب عملها كمدرسة بيانو معروفة فى النمسا، فهى ناشطة فى مجال حقوق الإنسان، تمنح هذا المجال جزءا كبيرا من وقتها ومجهودها، عن طيب خاطر، من أجل مجتمعات أجمل، وعالم أفضل، هذا إضافة إلى كونها مؤسسة جمعية شرق غرب العربية النمساوية والتى تعتنى بأدباء فيينا والمهجر، ذوى الجذور العربية، وبالكتاب النمساويين الذين لديهم إصدارات عالمية مترجمة. سونيا بوماد لا تعرف سببًا يمنعها من دخول مصر، ولا تجد مبررًا يجعل السلطات المصرية ترفض طلبها الحصول على تأشيرة الدخول لثلاث مرات، رغم استكمال الأوراق المقدمة لمكاتب القنصلية المصرية فى فيينا، والمرفقة بدعوة من دار نشر مصرية لتوقيع عقد روايتها الجديدة، حسب تصريحاتها لوسائل الإعلام. وهى تناشد الكاتب المصرى محمد سلماوى، بصفته رئيس اتحاد كتاب مصر، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، أن يهتم بمشكلتها، وأن يتدخل فى الأمر لعله يستطيع التوصل لأسباب حقيقية تمنعها من المجىء لمصر، أو لعله يستطيع أن يثنى السفارة المصرية عن قرارها. ومن ناحية أخرى لا أعرف كيف ندعو فى مصر إلى فتح آفاق جديدة مع العالم الخارجى، ودعم وتبادل الصلات الثقافية مع المجتمعات الغربية، والثقافات المختلفة، وفى الوقت ذاته نغلق الطرق المؤدية لذلك، فى وجوه من يطرقون بابنا، وكلهم أمل باستقبال حافل بالترحاب، لذا أضم صوتى إلى صوت الروائية سونيا بوماد فى مناشدة الكاتب محمد سلماوى، والدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرى، وكل المسئولين فى مصر، أن يولوا أهمية للموضوع، فهو بالنسبة لها مشكلة فردية، أما بالنسبة لمصر ليس كذلك أبدًا. أتضامن معها بكل ما أملك من مشاعر، برغم أن المشاعر وحدها لا تفيد، ولكنى لا أعرف كيف ولماذا "تُمنع هذه المثقفة الواعية من دخول مصر!!".