لاحظنا فى الآونة الأخيرة ميل المجتمع إلى العنف الزائد فى معظم معاملاته، ولم تسلم من ذلك طريقة الحوار وأصبحت المناقشات تتضمن وتتبنى وجهة نظر يتيمة ألا وهى "إن لم تكن معى فأنت ضدى وإن لم توافقنى الرأى فحتما أنت تعارضنى وتحاربنى"، حسبما تقول "زينب محمد" الأخصائية الاجتماعية. مضيفة "اختفى النقاش العقلانى المتفهم إلى حد كبير وأصبح غالبية المجتمع متطرفا، ومنحازا لأفكاره انحيازًا أعمى، واختفى زمن تطبيق مقولة الإمام الشافعى رحمه الله "رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب". وتتابع "من الغريب أن مع كل التقدم العلمى ووسائل التكنولوجيا المُحيطة بنا والتى جعلت الحياة أكثر مرونة مازل البعض يمتلك عقلية بهذه الدرجة من الجمود الفكرى وطفولية الحوار، فمن غير المعقول أن أحب "البامية" مثلا لأنك تحبها وإن عبرت عن عدم قبولى لها تتهمنى بأنى من المؤكد أُحب "الكوسة" وموالى لفصيلة القرع! لذا يجب أن نعود مجددًا للحوار بعقلانية ونحترم اختلاف الآخر، وننتبه إلى أننا أنفسنا نمارس هذا النوع من العنف فى الحوار، والذى يمكننا التغلب عليه من خلال اتباع 4 نصائح لحوار أنضج: - اعلم أنك لست الوحيد الذى يمتلك عقلا، فللآخرين عقول أيضا. - ليس عيبا أن تعترف أن الآخرين على صواب - ليست مهمتك أن تجعل من الجميع نسخًا أخرى منك ومن تفكيرك وأن يتبنوا نفس وجهات نظر أنت فقط تعرضها - الاختلاف فى الرأى لابد ألا يٌفسد للود قضية أما إذا تحدثنا مع شخص غير متقبل لرأينا فعلينا اتباع هذه النصائح الست ليمر الحوار بسلام: - فى بداية الحوار اتفقوا على أنكم تتحاورون لإيجاد حل إذا كان هناك مشكلة ما أو للوصول لهدف مشترك، وليس حوارا من أجل الكلام فقط لأنه سيدخلكم فى جدال عقيم - اتفقوا على عدم مقاطعة بعضكما البعض أثناء الحديث وأثناء شرح كل منكما لرأيه - اتركه يعبر عن شعوره تجاه رأيك بحرية، وكن مُنصتًا جيدًا - استخرج من كلامه نقاط اتفاق مشتركة بينكما وابدأ بها حديثك معه - ضع نفسك مكان الآخر وحاول أن تنظر للموضوع من وجهة نظره لدقائق ذلك سيساعدك على التفكير بعمق أكثر فى الموقف - ليس المهم أن تثبت أن دائما الحق معك دون الطرف الآخر، المهم أن تكون مع الحق أينما كان، سواء ظهر الحق على لسانك أنت أو الطرف الآخر موضوعات متعلقة: خطوات تقبل وجهة نظر الآخر والابتعاد عن التعصب غيَّر الواقع.. وابتعد عن التعصب وتقبَّل آراء الآخرين