سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطب الجمعة تتناول تكريم الإسلام للمرأة.. خطيب "مصطفى محمود": تشدد البعض تجاه النساء بعيد عن تعاليم الدين.. وإمام عمر مكرم: جعلها شريكا فى كل شىء واجب.. وخطيب الحصرى: أسهمت فى بناء الحضارة الإسلامية
ناقش خطباء الجمعة اليوم دور المرأة فى الإسلام وبناء الحضارات الإسلامية والقديمة، للتأكيد على أهمية احترامها وجعلها شريكة فى كل شىء. وفى البداية، قال الشيخ أبو القاسم القاضى، الخطيب المنتدب من الأوقاف لمسجد عمر مكرم فى ظل تغيب الشيخ مظهر شاهين إمام، إن الإسلام أكرم المرأة وجعلها شريكا فى كل شىء، فهى نصف المجتمع وشريكة الرجل، وأن الخطاب الإلهى لم يفرق بين الرجال والنساء، فحث على تعليم المرأة بل وجعلها ناقلة لما تسمع من آيات القرآن، فقال الله تعالى "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا". وأضاف خطيب الأوقاف المنتدب: "المرأة ساهمت فى بناء المجتمع المسلم، بل الحضارة الإنسانية، والصحابة استعانوا بالسيدة عائشة رضى الله عنها فى أمور دينهم، وكذلك السيدة أم سلمة كانت تروى السنة - ذاكرا عدد من النماذج والفتاوى التى استعان فيها الصحابة بالنساء - مؤكد أن النبى صلى الله عليه وسلم استشار نساءه فى عدة أمور. وتابع القاضى: قضية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لم تخص الرجال وحدهم بل كان للمرأة دورا فى تلك القضية، والمرأة فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تنهى زوجها عن عمل المنكر أو جلب رزقا حرام على أبنائها. وذكر خطيب عمر مكرم المنتدب، نماذج لمساهمة المرأة المسلمة فى معارك المسلمين، قائلا: "الرسول صلى الله عليه وسلم أقر أن تداوى الرجال المصابون فى المعارك، مثل السيدة رفيدة وأم عمارة وغيرهن من السيدات"، ولفت خلال خطبته إلى دور النساء فى العمل الاجتماعى وكفالة الأيتام. وفى سياق متصل، قال خطيب مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر، إن المرأة أسهمت فى بناء الحضارة الإسلامية اسهاما واضحًا من خلال أدوارها المختلفة فى المجتمع الإنسانى، مؤكدا أن ما من دين كرم المرأة مثلما كرمها الإسلام، وأن الإسلام دين الحق والجمال، حيث لها حقوق وعليها واجبات، ومن حقوقها أن الله جعلها شقيقة الرجل فى كل شىء، مضيفا أن المرأة فى ظل الإسلام شاركت فى كل مجالات الحياة. وأضاف خطيب الحصرى خلال خطبة الجمعة، اليوم، أنه لا بد أن نعرف قدرة النساء، وأن الشرع الكريم سترها بملابسها، وتزداد جمالا على جمالها بالحجاب حيث لا يظهر منها شىء إلا وجهها ويدها، محذرا المصلين من ضرب المرأة، وأن الضرب علاج أخير فى العلاقة مع المرأة. وأشار الخطيب، إلى أن المرأة شاركت فى الحياة السياسية فى عهد النبى ممثلة فى دور زوجة النبى السيدة أم سلمة فى صلح الحديبية، عندما شعر المسلمون بأن بنود الصلح كان بها إجحاف بحقهم رافضين تفويت العمرة عليهم، حيث أنهت الأزمة بالإشارة إلى النبى بالتحلل أولا من الإحرام حتى قلده أصحابه. وفى الأثناء، أوضح خطيب مسجد مصطفى محمود، فى خطبة الجمعة اليوم، والتى كانت تحت مسمى: "الرجال والنساء فى الإسلام"، إن الله طالب المرأة أن تساعد الرجل فى عمارة الأرض وليس من أجل أن يكن كل منهم للآخر العداوة فخلق الله حواء من ضلع آدم ليحتويها ولتعينه على مصاعب الحياة لا ليقهرها كما يفعل رجال اليوم باسم الرجولة، لافتا إلى أن المرأة قبل الإسلام لم تكن تملك أمرها وكان يحق لوالدها قتلها وأخذ القرار بشأن زواجها. وضرب الخطيب مثلاً بقول الله تعالى: "وإذا بشر أحدهم بالانثى اسود وجهه وهو كظيم"، ليؤكد تدنى نظرة بعض الرجال للمرأة لجهله قيمتها ولعدم فهمه أنها قد تقيه من النار إن أحسن تربيتها سواء الأب أو الأخ ، والأصل فى ميلاد الأنثى البشرة والفرح كما ورد فى الآية. واستكمل الخطيب حديثه بقول الله تعالى "للذكر مثل حظ الانثيين"، مؤكدا أن الله جل شأنه لم يقل للذكر مثل حظ الأنثى لأن الرجل مطالب بالانفاق على المرأة من نصيبه فى الميراث ويحق لها التصرف فى ميراثها كيفما تشاء وليست مطالبة بالإنفاق على الرجل مثله، مضيفا: "الكفار كان عندهم مروءة مكانوش يقبلوا أن واحدة تصرف عليهم بعكس أشباه الرجال الآن". وأضاف الخطيب شرحا للوضع الحالى للمرأة فى مجتمعنا الآن والنظرة إليها، التى انقسمت بين اتجاه متشدد يحرم على المرأة الخروج والصلاة فى المسجد، ووصل الجمود إلى تحريم التعليم على المرأة حتى لا تقع فى الخطأ عن طريق القراءة وهذا بعيد كل البعد عن الإسلام، والاتجاه الآخر تعامل مع المرأة على أنها: "نموذج لسلعة تباع وتشترى" على الطريقة الأوروبية وهذا أيضا أبعد ما يكون عن الإسلام، مؤكدا أن الاسلام عزز المرأة ما بين هذا وذاك ووضع العلاقة بين الرجل والمرأة فى إطار شرعى ألا وهو الزواج. وطالب بغض البصر عن المرأة العارية فى التليفزيون والمجلات لأنه حرام شرعا، فالنظر إليها يجعل الرجل يتأفف من زوجته ويراها أسوء نساء الأرض. وفى سياق متصل، أكد الدكتور الشحات العزازى، خطيب مسجد النور، إن المرأة فى العالم العربى الاسلامى لم تأخذ حقها كما فى بلاد العالم الغربى، مضيفا أن دور المرأة لا يمكن إغفاله بل يجب العمل على تنميته وتطوره للاستعانه بها فى المستقبل وإخراج جيل صالح. وشدد، على أنه لا يمكن الحديث عن المرأة ودورها فى تنشئة المجتمع دون تحديد مكانتها بصفة عامة فى المجتمعات العربية والإسلامية، حيث شكلت المرأة على مر التاريخ وضعا استثنائيا داخل المجتمع من خلال علاقتها بالرجل، ودورها المؤثر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وسلوكيا. وأضاف الشحات العزازى، خطيب مسجد النور، خلال خطبته بالعباسية، اليوم الجمعة، أنه برز دور مركز المرأة فى العالم الإسلامى حيث قال سبحانه وتعالى: "لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت"، مشيرا إلى أنه إذا وضع كل انسان ذو مهنة فى مكانه الطبيعى من الطبيب والمعلم والتاجر والظابط فنكون قد وصلنا إلى ما وصلوا إليه من عزة وكرامة، ولا سيما دورها الكبير فى النهوض بمجتمع حضارى مميز ذى قيم إنسانية وأخلاقية تمتلك أدوات النهوض والتقدم. وأوضح خطيب مسجد النور، أنه لتعزيز حقوق المرأة والحد من الانتهاكات التى تتلقاها على كل من الدولة والمجتمع المدنى تكثيف الجهود للقضاء على فكرة أن المرأة ليس لها دور تنموى فى بناء مصر الحديثة كما كان لها الدور البارز القوى فى الدولة الإسلامية. فيما كزت خطبة الجمعة بجامع الأزهر على أهمية الخلق وتأديب النفس، حيث قال خطيب الأزهر إن المجتمع أصبح فى الآونة الأخيرة يعيش فى انفلات أخلاقى، سواء فى الطريق أو فى الأسرة أو فى المجتمع، مضيفا: "ذلك ما يستوجب علينا أن نتأدب بأدب الإسلام وهو أدب النفس وتزكيتها وتطهيرها وتهذيبها ليكون للإنسان الفلاح والاستقرار والأمن والأمان، مستشهدا بقوله تعالى: "إن النفس لأمّارة بالسوء إلا من رحم ربى". وأضاف خطيب الجمعة بجامع الأزهر، أن أدب النفس مطلوب فى كل زمان وبه السعادة والنجاح والفوز والفلاح، وكان الأئمة يقولون لطلاب العلم إن تعلم باب من الأدب أفضل من 70 بابا من العلم، قائلا: "لا قيمة للعلم إذا لم يتأدب صاحبة مع الناس.. فالعلم النافع لا يكون إلا لصاحب الأدب"، لافتا إلى أنه فى هذه الآونة تطاول بعض طلاب العلم على أساتذة وشيوخ العلم.