شارك المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، صباح اليوم، فى الاحتفال الذى أقامته هيئة الرقابة الإدارية، بمناسبة اليوم العالمى لمكافحة الفساد، حيث شهد الحفل إطلاق "الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد" للسنوات من 2014 إلى 2018. وقد ألقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، كلمة خلال الاحتفال أكد فيها على وجود إرادة سياسية قوية لمكافحة الفساد، وذلك من منطلق التزام الدولة بما عبر عنه الدستور من إرساء مبادئ الشفافية والنزاهة وسيادة القانون، وتأكيدا لنهج الدولة فى الإصلاح الشامل والجاد فى كل المجالات بالمجتمع المصرى. وأضاف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، أن العائد الحقيقى من الاشتباك مع الفساد عائد تراكمى يظهر أثره فى أداء الخدمات للمواطنين، وفى ازدياد الرضاء العام للمواطنين، وزيادة ثقتهم ودعمهم للحكومة، مشددا على أن هذا يؤثر بشكل عام على الإنتاج الكلى، ويؤدى إلى تقدم البلاد وتحسين أدائها فى جميع المجالات. وأوضح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، أنه بمجرد تأكيد الإرادة السياسية لإيمانها بمكافحة الفساد، تم الإعلان عن منهجية واضحة فى هذا الصدد، تمثلت فى تشكيل لجنة قومية لتفعيل مواد الدستور وإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وهو ما كان له بلا شك أثر إيجابى ومباشر فى رصد منظمة الشفافية الدولية فى تقريرها السنوى لعام 2014 تقدم مصر تقدما ملحوظا. كما أشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد ترمى إلى وضع الأهداف والسياسات والبرامج والآليات التى تكفل محاصرة الفساد، وتفعيل ثقافة مجتمعية رافضة له، موضحا أن المسار الاستراتيجى لمكافحة الفساد قد تمثل فى رؤية واضحة، وهى مجتمع يكافح الفساد ويستعيد ثقافة العمل والشفافية والنزاهة والولاء بدعم من أجهزة إدارية فعالة، مؤكدا على أنه قد تم تبنى رسالة واضحة وهى مكافحة الفساد والحد من أثاره السلبية على كافة النواحى الإدارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونشر الوعى بهذه الأثار، ورفع قدرات أجهزة مكافحة الفساد، والتعاون مع كافة الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية فى مكافحة الجرائم المتعلقة به. وأوضح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى، أن الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد تتمثل فى الارتقاء بمستوى أداء الجهاز الحكومى والإدارى بالدولة وتحسين الخدمات الجماهيرية، وإرساء مبادئ الشفافية والنزاهة لدى العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، وسن وتحديث التشريعات الداعمة لمكافحة الفساد، فضلا عن دعم الجهات المعنية بمكافحة الفساد، والارتقاء بالمستوى المعيشى للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى جانب رفع مستوى الوعى الجماهيرى بخطورة الفساد وأهمية مكافحة وبناء ثقة المواطنين فى مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المحلى فى مجال مكافحة الفساد، ومشاركة منظمات المجتمع المدنى فى مكافحة الفساد. وأكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى خلال كلمته على أن الدولة ستعمل على تقليل فرص الفساد من خلال العمل بجدية على التوسع فى خدمات الحكومة الإلكترونية، بحيث تصل للمواطن دون الاتصال المباشر، فضلا عن القيام بإصلاح إدارى، مشددا على أن الدولة تعلن انحيازها الواضح والصريح وغير المشروط ضد كل أنواع الفساد وضد ثقافته، مناشدا الجميع من موظفين عموميين وجهات رقابية وقادة ورأى عام ألا يتهاونوا مع الفساد أو يبرروه أو يشيعوا ثقافته أو أن يعطوا انطباعا كاذبا عن أن الفساد فى كل مكان بدون أدلة وبراهين. وفى ختام كلمته، قدم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصرى التهنئة لأعضاء كل من اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد، واللجنة الفرعية المنبثقة عنها، وكافة المشاركين من أعضاء هيئة التدريس والخبراء لما قاموا به من عمل وما أبدوه من اهتمام بالغ لوضع اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد فى حيز التنفيذ، لتكون الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد عهدا جديدا للقضاء على شرور الفساد، مؤكدا على أننا معا يمكننا أن نحدث التغيير للأفضل. تجدر الإشارة إلى أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد تعد إطارا عاما للخطة الوطنية لمكافحة الفساد للسنوات 2014-2018، وتتبنى العديد من المبادئ أهمها ترسيخ مبدأ المساءلة والمحاسبة دون أى مجاملة أو تمييز واعطاء رسالة قوية أن محاربة الفساد والوقاية منه مسئولية مشتركة لكافة سلطات الدولة والمجتمع، وتحتاج إلى تكاتف الجهود لتحقيق التوعية اللازمة والوقاية والردع للفاسدين، وأن من حق المواطن التعرف على نتائج الجهود المبذولة فى هذا الصدد أولا بأول، وأن مشاركته فى مكافحة الفساد واجب وطنى بما يحقق التنمية المستدامة للوطن والرفاهية لشعب مصر العظيم.. وفى ظل الجهود المبذولة فى مجالى الإصلاح الإدارى والاقتصادى كمدخلين رئيسيين للحد من الفساد، وتصديق مصر على اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد عام 2005، والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد عام 2014 وما واكبها من التزامات تجاه الدول الأطراف تتطلب اتخاذ بعض الإجراءات فى مجال التدابير الوقائية للحد من الفساد، وتحديث التشريعات بما يتواءم مع الالتزامات الواردة بالاتفاقية بالنسبة للأفعال المجرمة، وكذا بعض الالتزامات فى مجالات التعاون الدولى واسترداد الموجودات والمساعدات التقنية. لذا، فقد تم إعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والتى تمثل رؤية لمجتمع يكافح الفساد ويستعيد ثقافة العدل والشفافية والنزاهة والولاء بدعم من أجهزة إدارية فعالة، وبهدف الحفاظ على المال العام، وكذا رسالة للتأكيد على أن النزاهة والشفافية والمساءلة تعد أولوية للدولة فى كافة المجالات، هذا وتهدف الاستراتيجية أيضا إلى وضع خطة واقعية لمكافحة الفساد فى مصر تعتمد على الإمكانات والطاقات المتاحة بهدف الحد من مظاهر الفساد بالمجتمع من خلال وضع الأهداف والخطوات التنفيذية التى تكفل محاصرة هذه الظاهرة وتقويم سلوك الأفراد للارتقاء بالأداء لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمواطنين.