الخلافة هى من أصول الدين والإيمان، ودولة الخلافة التى نسعى إليها قادمة قادمة مهما طال الزمن أو قصر، ونحن إن سعينا إلى نشر دعوتنا بين الناس الآن فسيأتى الوقت المناسب الذى نقيم فيه دولتنا الموعودة، ولكن علينا التروى والصبر قليلا حتى يأتى الوقت المناسب، هذه باختصار شديد هى خلاصة رؤية الدكتور ياسر برهامى، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، التى أسست حزب النور السلفى فى مصر، وهى المنشورة على موقع أنا السلفى الناطق الرسمى للدعوة، والذى يتعلم منه شباب الدعوة السلفية كل ما يريدونه من علوم الدين والدنيا، وقد لا يسع مقالنا هذا للجدل حول فكرة الخلافة والإمامة فى الدين، سواء هى من أصول الدين، كما يدعى برهامى، أم هى فرع من الفروع، كما قال الأمام الأكبر شيخ الأزهر فى كلمته الافتتاحية فى مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب منذ أيام، وقد لا نتطرق أيضا فى هذا المقال للجدل حول الأحاديث والتفسيرات التى يستند عليها البرهامى وأمثاله فى الحديث عن الخلافة، لكننا نطرح سؤالا لوجه الله والوطن نريد الإجابة عليه. ما الفرق بين ما يراه الأخ ياسر برهامى، وما يقوله أبوبكر البغدادى الداعشى؟! ولا يحدثنى أحد عن أن هؤلاء يحملون السلاح وهؤلاء لا يحملونه، لأنه ببساطة لم يكن الشاب المصرى إسلام يكن الذى يتباهى بأنه يقتل الكفار فى سوريا ويفجر الرؤوس ليفعل ذلك إلا لأنه تعلم من الداعشى البرهامى فى مصر أن دولة الخلافة قادمة لا محالة، وأنه فرض علينا أن نسعى لإقامة هذا الأصل من أصول الدين، وأن هذه الدولة التى تحكم بشرع الله سوف تعيد أمجاد المسلمين القدماء فى الأندلس وفى كل مكان، وعندما وجد هذا الشاب فرصة للجهاد، ووجد من يدعوه إلى دار الهجرة والجهاد وإقامة دولة الخلافة التى يتآخى فيها بين المهاجرين - إرهابيى الخارج - والأنصار - إرهابيى الداخل- فلم يكن أمامه اختيار آخر إلا أن يهاجر إليهم، ويكتب مفتخرا بأنه سوف يقتل «النصارى»، وهذا بالطبع ما تعلمه على يد البرهامى وأتباعه فى حزب النور من أن المسيحيين كفرة، فلماذا حينما تحين الفرصة أمام أحد تلاميذه للقتل لا يفعلها دون تردد. إذن فقضية محاربة الإرهاب ليست قضية حصار تلك الجماعات فى سيناء، وحصار تفجيرها وإرهابها فى كل بقاع الوطن العربى، ولكن أيضا سيتم ذلك بمحاربة أفكارها، ومن ينشرون تلك الأفكار الهدامة فى المجتمع، يتم ذلك بنشر الإسلام الوسطى الذى تعلمناه فى الأزهر الشريف وتجديد الخطاب الدينى فى مواجهة الظلاميين الداعشيين أعداء الاجتهاد. إننا إذا كنا نريد أن نكسب هذه المعركة حقا، وأن نعود مرة أخرى إلى طريق التقدم والحداثة والمدنية، فلا خيار إلا أن نؤمن جميعا بأن «اللى أوله نور.. آخره داعش».