سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالأرقام.. إهدار مليون ساعة سنويا فى المعاكسات بغرف المطافى.. "عمليات إطفاء" القاهرة: نستقبل 1600 مكالمة هاتفية كل 8 ساعات يوميا.. معظم المكالمات من فتيات ليل.. وإحداهن: "نسيتنى يا بكاش؟"
شكك الكثيرون خلال الفترة الأخيرة فى كفاءة جهاز الحماية المدنية، فى الوصول إلى أماكن البلاغات، دون مراعاة الظروف التى يعملون فيها؛ وتعايش "اليوم السابع" يوم كامل من العمل داخل غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، ورصد خلالها عشرات المكالمات التى تحمل معاكسات تهدر وقت العاملين فى الإدارة ولا تراعى ما يعانونه من حرص على حفظ أمن وسلامة المواطنين فى التواصل معهم لإنقاذ أرواحهم من مخاطر الحرائق. ويشتكى العاملون من المعاكسات التى تهدر أوقاتهم فى المكالمات الهاتفية، حيث لا غرض منها، وتستقبل عمليات الإطفاء يوميا مكالمات من فتيات ليل وغيرهن من الشباب غير الواعى وأطفال مما يساهم فى إهدار الوقت لدى العاملين بداخل الغرف فى التوصل إلى أماكن البلاغات، بالإضاقة إلى البيانات المضللة عن وجود حريق فينتقل رجال الإطفاء إلى المكان أكثر من مرة و لا يجدون شيئا. يقول العقيد المحمدى الباشا، رئيس غرفة عمليات إطفاء القاهرة: "نواجه العديد من المعاكسات بشكل يومى ونتلقى على مدار ال8 ساعات بمعدل 1600 بلاغا، مما يهدر الوقت بشكل غريب ويساهم فى إضاعة فرص كبيرة على مبلغى إخطارات إيجابية عن وجود حرائق أو أى بلاغات أخرى إنقاذ أو مفرقعات لأنه فى حالة الاتصال على رقم 180 أو أى أرقام لخطوط تليفون أرضى يجده مشغولا ولا يمكن الرد عليه، مما يساهم فى تأخر الوصول إلى البلاغ". ويضيف العقيد المحمدى الباشا، رئيس غرفة عمليات إطفاء القاهرة: "رجل الإطفاء كل ما يشغل باله هو تأديه رسالة إنسانية فى إنقاذ الأرواح عندما يستنجد به أحد أثناء الاتصال على غرف الإطفاء يتم الانتقال إليه بشكل سريع، و لا يتوقع أن المتصل عليه هو شخص يريد التسلية، ولكن خلال استقبال تلك المعاكسات يضيع الوقت كثيرا على بلاغات أخرى حقيقة"، مؤكدا أنه لا يوجد لديه أى تقصير فى تلقى أى بلاغ بوجود حريق، لافتا إلى أن تلك المعاكسات تؤدى إلى تأخير الوصول إلى مكان البلاغ. وأوضح العقيد المحمدى الباشا، رئيس غرفة عمليات إطفاء القاهرة، أنه أثناء تلقى تلك المعاكسات يجب التحقق من جميع المعلومات الكاملة عن البلاغ لأن تلقى الإخطار يأتى عن طريق رقم 180 المخصص لتلقى جميع الإخطارات أو عن طريق غرفة النجدة، التى تقوم بالإخطار، حيث يتم الاستعلام عن الاسم والتليفون وبيانات كاملة عن الحريق حتى يتم انتقال عدد معين من سيارات الإطفاء. وأكد العقيد المحمدى الباشا، رئيس غرفة عمليات إطفاء القاهرة، أنه لا يمكن التوصل إلى هوية تلك الأشخاص الذين يقومون بالمعاكسات، حيث معظم تلك الأرقام التى تظهر على شاشة التليفون الأرضى بالغرفة ليست مسجلة بشركات الاتصالات ولا يمكن التعامل معها بعمل أى محاضر، قائلا: "نجد صعوبة فى الإجراءات الروتينية للتوصل إلى هوية المبلغ وهناك معاكسات لفيتات ليل عديدة ويتلفظن بعبارات خادشة للحياء، وتريد منا الإطالة معها فى تلك الأحاديث ويتم إغلاق سماعات التليفون فى وجهها". وأضاف أن من تلك المعاكسات التى استقبلها رئيس الغرفة، قيام أحد الأشخاص يدعى "محمد إبراهيم" بالابلاغ عن حريق فى شقة "أم رحاب"، و تم أخذ رقم تليفونها والاتصال على صاحبة البلاغ للتأكد من ذلك إلا أنها أنكرت وجود حريق. وأشار إلى أن آخر قال أكثر من مرة: "السلام عليكم" ويرد رئيس الغرفة السلام وبعدها السلام عليكم السلام عليكم.. مطافى القاهرة يا فندم وفى نهاية المكالمة إيه إيه يا رضا طيب يا سيد عمارة ماشى يا باشا سلام"، وسيدة تقول "المصرية للاتصالات المصرية للاتصالات أنا أسفة النمرة غلط".. و"طفلة تقول هو مين معايا مطافى القاهرة". ومن خلال معايشة "اليوم السابع" وخلال 12 دقيقة داخل غرفة إدارة الحماية المدنية، تلقت الإدارة 7 بلاغات سلبية كانت عبارة عن مزاح ولهو. وبعدها بثوانى معدودة اتصل طفل: "أنا محمد ازيك يا بابا.. أنت بابا صح وربنا هشتمك لو ما قولت إنك بابا قليل الأدب انت.. طيب ماما جنبك طيب هنروح فين النهاردة وانت جاى هاتلى شيكولاتة متنساش سلام بقى يا أهبل". فيما قالت سيدة: "انت مش عارفنى أنا بوسى يا بكاش مش فاكرنى زعلانة منك هستناك فى مصر القديمة فى مكانا القديم هتيجى لازم ما تتأخرش عليا لأنى ما أقدرش على بعدك". ويناشد رئيس الغرفة بعدم اتصال المواطنين على أرقام الإطفاء إلا فى حالة الضرورة مراعاة لظروف العمل وعدم إهدار الوقت فى التوصل إلى بلاغات إيجابية عن اندلاع حرائق وإنقاذ أشخاص أسفل عقارات منهارة أو غيرها من البلاغات الأخرى.