أوقف تنظيم داعش المفاوضات بشأن إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين بسبب توقيف السلطات اللبنانية لطليقة أبو بكر البغدادى زعيم التنظيم إضافة إلى زوجة أحد قيادات التنظيم. ونقلت صحيفة " الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله عن القيادى فى "داعش" أنس جركس- زوج علا جركس الموقوفة لدى استخبارات الجيش اللبنانى مع طفليها- تهديده فى بيان حمل "الرقم واحد"ب الثأر" من عناصر الجيش اللبنانى، وقال "سأتحرك قريباً أنا وكل الجند الذين معى لأسر نساء وأطفال الروافض (الشيعة) وعناصر الجيش، ولن تغمض لى عين ولن يرتاح لى بال قبل أن تخرج زوجتى وأطفالى ونساء المسلمين من سجون أهل الكفر". وأضاف جركس المعروف ب"أبو على الشيشاني"، فى تسجيل مصور بُثّ على يوتيوب ظهر فيه مكشوف الوجه ويحيط به مسلحون ملثمون، إن المفاوضات لحل قضية العسكريين الأسرى فى جرود عرسال ستتوقف، وإن احتجاز زوجته لن يدخل فى التفاوض فى ملف العسكريين، "ولا تحلموا بإطلاقهم من دون مفاوضات"، وهدّد بالثأر من عناصر الجيش و"نساء الروافض (الشيعة) وأطفالهم". على حد تعبيره. وقال إن اعتقال نساء قياديين فى التنظيم لن يدخل فى التفاوض، ناصحاً الموفد القطرى بعدم التوجّه إلى جرود عرسال لأنه "غير مرحّب به"، وأضاف أن "رسالتى إلى الموفد القطرى: إن لم يستطع أن يحل الموضوع، فهو ليس مرحباً به فى الجرود، ولن أسمح له بالدخول"، وحمّل مسئولية توقيف زوجته وطفليه لرئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعى. وعلمت "الأخبار" أن الموفد القطرى، السورى أحمد الخطيب، وصل إلى بيروت أول أمس من دون إبلاغ الأجهزة الأمنية اللبنانية، بعد غياب 24 يوماً، وأمضى يوماً طويلاً أمس فى المديرية العامة للأمن العام، وأجرى سلسلة اتصالات مع الشيخ العرسالى مصطفى الحجيرى (المقرب من الجماعات المسلحة)، ومع مسئولى المسلحين فى القلمون ل"إنعاش المفاوضات"، قبل أن يغادر ليلاً إلى قطر. وقالت مصادر متابعة إنه لا جديد فى المفاوضات، ونقلت عنه "استياءه من عدم تجاوب الحكومة اللبنانية فى تحديد موقفها من اللوائح الاسمية التى قدمها الخاطفون". وكان حزب "النصرة" قد قدم لائحة ب15 اسماً تريدهم مقابل إطلاق أحد العسكريين، لكن الحكومة تريد التفاوض على صفقة تبادل شاملة، وبحسب مصادر المعارضة السورية، فإن "الخاطفين يعتبرون إصرار الحكومة على الصفقة الشاملة دليلاً على وجود نيات مبيتة"، وبالتوازى، يجرى الحديث عن وساطات تجرى عبر فعاليات من البقاع اللبنانى مع قيادات من الإرهابيين، لاستعادة جثة أحد الجنود اللبنانيين الشهداء وخمس جثث تابعة لشهداء من حزب الله فى صفقتين منفصلتين. وقالت مصادر وزارية ل"الأخبار" إن خلية الأزمة الوزارية التى شكلتها الحكومة ستجتمع اليوم لمناقشة تطورات زيارة الموفد القطرى، فيما شككت مصادر وزارية بارزة فى دور الأخير. فى غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية رفيعة ل"الأخبار" إن استهداف المجموعات الإرهابية فى جرود عرسال المحتلة لعناصر الجيش اللبنانى فى اليومين الماضيين، يأتى فى سياق حرب الاستنزاف التى تعيشها الجيوش فى المنطقة، وهذا ليس منفصلاً عمّا تتعرّض له الجيوش العربية فى مصر والعراق وسوريا".