قال الدكتور إبراهيم البحراوى، أستاذ الأدب العبرى بجامعة عين شمس، إن إسرائيل تعطى صورة ذهنية خاطئة لشبابها وأبنائها عن حرب أكتوبر، وتزعم أنهم من انتصروا فى هذه الحرب، مشيرًا إلى أن ذلك غير صحيح تمام وهى صورة خاطئة صدرتها إسرائيل للعالم كله. جاء ذلك فى الندوة التى عقدت مساء أمس، بالمركز القومى للترجمة لمناقشة كتاب "حرب أكتوبر من منظور إسرائيل"، وهو مشروع لترجمة الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر 1973، ويجيب الكتاب على تساؤلين هما لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب الوثائق لمدة أربعين عامًا، والثانى لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التى نشرت. وأكد البحراى أن الكتاب يضم 8 محاضر للجيش الإسرائيلى من الساعة 8 صباح يوم 6 أكتوبر حتى يوم 9 أكتوبر، وهى تغطى أربعة أيام من القتال. وتحدث البحراوى عن مدى الصعوبة التى واجهته للحصول على الوثائق، التى نشرها أرشيف الجيش الإسرائيلى باللغة العبرية، كما يشرح لنا لماذا حجب الإسرائيليون هذه الوثائق لمدة أربعين عامًا ليخفوا حقائق الانتصار المصرى ولكى يحفظوا معنوياتهم من الانهيار، ولم يكتفوا بذلك بل أنه عندما نشر أرشيف الجيش الإسرائيلى الوثائق على موقعة الإلكترونى قام فى الوقت نفسه بوضع عقبات فنية تحول دون الاطلاع عليها بسهولة بالنسبة للباحثين المصريين تحديدًا، وتمكن فريق من خبراء المواقع الإلكترونية من التغلب على هذه العقبات. وأوضح البحراوى، أن هذه الوثائق تضمنت مراسلات من جولدا مائير وأسحاق رابين وموشى ديان يطلبون الاستعانة فيها بأميريكا موجه للرئيس نيكسون، وبوصول هذه المساعدات يوم التاسع من أكتوبر، قالت مائير فى جلسات المحاضر "اطمنوا يا أصدقاء لقد لبى نيكسون دعوتنا وأرسل جسرا جويا"، مشيرا إلى أن الرقابة العسكرية تدخلت بعد ذلك لحجب باقى الوثائق. واقترح البحراوى على الجيش المصرى تغيير كلمة الجسر الجوى الأمريكى، لأنه كان تدخلا عسكريا بكل معانى الكلمة ولم يكن مجرد أمداد، مشيرا إلى أن ما جاء فى المراسلات المترجمة أن الجيش المصرى دمر الدبابات الإسرائيلية بكل ما عليها من قوة بشرية، قائلا "الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان صادقا عندما قال نحن لا نحارب إسرائيل ولكن كنا نحارب أمريكا"، ولذلك قام نتانياهو بحجب كل الوثائق واعتبرها تمس بالأمن القومى الإسرائيلى، لأنه لا يريد أن يعترف أن مصر أنزلت بإسرائيل هزيمة ساحقة. وأشار البحراوى إلى أنه بوصول القوات الأمريكية إلى الجولان فى سوريا يوم 10 أكتوبر بدأت القوات السورية فى التراجع يوم 12 أكتوبر وبعدها بدأت هذه القوات فى التحول لمصر. وقال الدكتور أنور المغيث مدير المركز القومى للترجمة تعقيبا على كلام الدكتور إبراهيم البحراوى، إن فرحتنا بانتصارنا فى حرب أكتوبر، وسعادتنا بكفاءة قواتنا المسلحة يجعلنا نتأكد أنها تستحق تقدير أكبر والمزيد من التكريم والاحتفاء بها.
