أكد ارتشيل دزولياشفيلى سفير جورجيابالقاهرة، أن مصر وبلاده تتمتعان بموقعين إستراتيجيين يمكن الاستفادة منهما، حيث تسعى مصر حاليا لتكون مركزا لوجستيا إقليميا للحبوب، بينما بدأت جورجيا الخطوات لبناء ميناء كبير فى المياه العميقة يقع على البحر الأسود اسمه "اناكليا"، بإجمالى استثمارات تقدر ب492 مليون دولار، والذى سيكون مركزا يغطى منطقة القوقاز ووسط آسيا، فضلا عن بناء مطار جديد خاص بالشحن بالقرب من هذا الميناء . وأضاف فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، أنه بحث مؤخرا مع الدكتور خالد حنفى وزير التموين سبل تعزيز التعاون خاصة بين ميناء دمياط وميناء "بوتى" بجورجيا ثم ميناء "اناكليا" فى المستقبل، وإمكانيات توفير التسهيلات لتصدير البضائع والمنتجات لمصر مثل القمح الذى تشتريه من الدول المجاورة . وأفاد بأنه تم مؤخرا فتح خط طيران مباشر بين تبليسى ومدينة شرم الشيخ، حيث زاد أعداد السائحين الجورجيين لمصر، فضلا عن نقل السائحين من الدول المجاورة، مثل أرمينيا وجنوب روسيا وأذربيجان لقضاء إجازاتهم فى مصر، مشيرا إلى تسيير رحلتين منتظمتين ورحلتى شارتر أسبوعيا لمدينة شرم الشيخ . وقال إنه يتم بحث فتح خط طيران مباشر بين تبليسى والقاهرة لتكون ترانزيت للجورجيين لنقلهم إلى دول أخرى، مضيفا أن حركة التجارة تشهد نشاطا بين البلدين، حيث بدأ رجال الأعمال من مصر وجورجيا فى إبرام الصفقات التجارية، وبلغ التبادل التجارى نحو 50 مليون دولار عامى 2012 و2013 . ولفت إلى أنه تم التوقيع على إتفاقية التاخى بين القاهرة وتبليسى، ثم بين مدينتى شرم الشيخ وباتومى، وينتظر التوقيع على اتفاقية التاخى بين مدينتى الأقصر وكاختى فى الفترة المقبلة، موضحا أن وفدا جورجيا سوف يقوم بزيارة لمصر قريبا للتوقيع على اتفاقية مع وزارة الآثار، لتعزيز التعاون بين المتاحف المصرية والجورجية، كما يتم التخطيط حاليا لتنظيم معرض للمخطوطات الجورجية فى مدينة الإسكندرية، لتعريف الشعب المصرى بثقافة وتاريخ جورجيا . وأفاد بأنه بلاده تسعى حاليا لتعزيز التعاون مع مصر فى مجال الزراعة، وتوريد اللحوم ورؤوس الماشية، بينما تصدر مصر بعض المنتجات مثل البطاطس والخضروات الطازجة لجورجيا، مشيرا إلى إمكانية نقل بعض البضائع على خط الطيران المباشر الذى افتتح مؤخرا ثم البدء فى تسيير رحلات لنقل وشحن البضائع . وأكد ارتشيل دزولياشفيلى سفير جورجيابالقاهرة أن التطورات السياسية الأخيرة فى البلاد فى أعقاب تغيير وزراء الدفاع والخارجية وشئون الاندماج الأوروبى، لا تؤثر على العلاقات الخارجية لجورجيا الملتزمة بالاندماج الأورو - أطلنطى، والذى لا يعد فقط أهم أولوية للسياسة الخارجية للبلاد، وإنما يعبر عن إرادة الشعب الجورجى الذى يرى أن الطريق الأورو - أطلنطى هو الطريق نحو السلام والرخاء للبلاد . وأفاد بأنه تم إحراز تقدم ملحوظ فى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى من خلال التوقيع على اتفاقية الشراكة التى تتضمن منطقة التجارة الحرة الشاملة فى قمة فيلنيوس فى يونيو الماضى، والتى تمهد الطريق نحو الاندماج السياسى والاقتصادى مع الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى التوقيع على الاتفاقية الإطارية لمشاركة جورجيا فى عمليات إدارة الأزمات للاتحاد الأوروبى. وقد أرسلت جورجيا فرقة عسكرية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى فى إطار عملية الاتحاد الأوروبى، فضلا عن استيفاء تبليسى للمتطلبات الأساسية للمرحلة الأولى من خطة عمل تحرير التأشيرات، وبدأت فى تنفيذ أولويات المرحلة الثانية من هذه الخطة وأكد دزولياشفيلى أن الاندماج مع حلف الناتو يشكل أولوية للسياسية الأمنية والخارجية لجورجيا التى ما زالت تساهم فى دعم الأمن الدولى من خلال المساهمة بقوة تبلغ 1600 من الجنود الجورجيين، وبهذا تعد أكبر مساهم لحلف الناتو من الدول غير الأعضاء، لافتا إلى الالتزام فى مهمات ما بعد بعثة "الايساف "فى أفغانستان وفى قوة الرد السريع للناتو فى عام 2015 . وعن العلاقات مع روسيا، قال إن الحكومة الجورجية تسعى إلى تهدئة التوتر والتوصل إلى تسوية مع روسيا والسعى بشكل متوازى للاندماج فى الهياكل الأوروبية والأورو - أطلنطية على أساس الاحترام الكامل للمصالح الوطنية للبلاد ووحدة وسيادتها على أراضيها، مضيفا أن رئيس الوزراء الجورجى عين مبعوثا خاصا للعلاقات مع روسيا بهدف فتح قناة للحوار المباشر مع موسكو، وهذا لا يعنى أن يكون بديلا عن آلية المباحثات الدولية فى جنيف . وأفاد بأن جورجيا تبنت إجراءات هامة للتطبيع مع روسيا من بينها الالتزام بعدم الاستخدام الأول للقوة وإعفاء المواطنين الروس من الحصول على التأشيرات، فضلا عن موافقة تبليسى لحصول روسيا على عضوية منظمة التجارة العالمية ورفضها مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية بسوتشى. ونوه إلى إدانة بلاده ما يسمى "بمشروع اتفاقية بين روسيا وجمهورية أبخازيا" الذى يعد انتهاكا صارخا للمبادئ الأساسية للقانون الدولى وتجاهل موسكو للالتزامات التى تعهدت بها، معربا عن أمله أن تمتنع الحكومة الروسية عن التوقيع على هذه الاتفاقية الجديدة والتى سوف يتم تقييمها على أساس أنها خطوة نحو ضم أبخازيا . وعن الإصلاحات الداخلية، أشار السفير إلى أن البرلمان الجورجى تبنى فى إبريل الماضى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2020، بهدف جعل الأطر القانونية والمؤسسية وثقافة حقوق الانسان وممارستها متماشية مع المعايير الأوروبية، موضحا أن هذه الإستراتيجية حددت 18 أولوية تركز على الحريات الشخصية والجسدية والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للفرد . وأكد أن جورجيا مستمرة فى إحراز تقدم فى مجال حرية الإعلام، حيث احتلت المرتبة الأولى فى مؤشر حرية الإعلام بين دول الشراكة الشرقية .