فى مثل هذه الأيام كان أبطال القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية يعدون الساعات الفاصلة التى تسبق الإعلان عن الجائزة، وما بين ثقة "زيدان" بالفوز، ويقين "مكاوى سعيد" من الخسارة، استمع اليوم السابع إلى هذه الذكريات.. ويحكى لنا "زيدان" ذكريات وكواليس حصوله على الجائزة العام الماضى فيقول" فى مثل هذه الأيام من العام الماضى كنت فى أبو ظبى مع زملائى أعضاء القائمة القصيرة، وكانوا جميعا حاضرين، فجاء الأديب الكبير "محمد البساطى والسورى "فواز حداد" والتونسى "الحبيب السالمى" والعراقية "إنعام كجه جى" والأردنى "إبراهيم نصر الله"، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء وحشد كبير من الإعلاميين وسط أمواج من التوقعات التى أثارتها الهواجس الأدبية العربية عن صعوبة حصول مصرى على الجائزة بعد بهاء طاهر، وفى هذه الأوقات أيضا كنت مشغولا بوضع اللمسات الأخيرة على كتابى "اللاهوت العربى" ولم أخرج من غرفتى بالفندق فى اليومين اللذين سبقا الإعلان عن الجائزة لانهماكى الشديد فى البروفة الأخيرة للكتاب، وكان موقع الجائزة على الانترنت قد أجرى تصويتا إلكترونيا للقراء الذين أعطوا الجائزة لعزازيل وبفارق كبير عن باقى الأعمال وبالتالى شعرت أن "عزازيل" قد حصلت على الجائزة من القراء والنقاد حتى لو لم تحصل عليها الآن. ويتابع "قبل حفل إعلان الجوائز الأخير بدقائق هاتفنى المهندس "إبراهيم المعلم" رئيس مجلس إدارة دار الشروق وسألنى عن سر اختفائى فأخبرته أننى فى الطريق إلى القاعة التى سيعلن فيها الفائز وقد كانت فى نفس الفندق الذى أقيم فيه، وفى طريقى إلى القاعة التقيت به فى المصعد وبالصدفة قابلنا أحد أعضاء لجنة التحكيم ولم أكن أعرفه، وابتسم له "المعلم" وسأله "هل انتهيتم إلى قرار؟" فلم يعلق عضو اللجنة ولم يبتسم ولم يعبس، وبالتالى لم يكن لدى أى انطباع مسبق عن قرار اللجنة ولم أفاجأ لحظة أن أعلنت "يمنى العيد" رئيس لجنة التحكيم منح "عزازيل" الجائزة وبإجماع اللجنة، ومن لحظتها بدأت وسائل الإعلام العربية والدولية فى إجراء المقابلات حتى أننى 9 بقيت 3 أيام دون نوم، وعندما عدت إلى مصر وجدت فى انتظارى أمرين متناقضين "فرحة عامرة من جمهور الشباب والقراء الذين التهموا 10 طبعات كاملة من عزازيل، وعلى الجانب الآخر ثورة غضب من الكنيسة وبعض الأدباء.. ولكن كل ما فات مر، فكأنه لم يكن. وبالعودة إلى ذكريات العام قبل الماضى والجائزة فى نسختها الأولى، يروى لنا الروائى الكبير "مكاوى سعيد" صاحب "تغريدة البجعة" التى كانت ضمن القائمة الست القصيرة ذكريات إعلان الجائزة التى حصدها المبدع الكبير "بهاء طاهر" عن روايته "واحة الغروب"، فقال "سعيد": نزلنا من الفندق الذى كنا نقيم فيه بأبوظبى بعد أن تناولنا العشاء إلى القاعة التى ستشهد الإعلان عن الجائزة، وبدأ الحفل بكلمة رئيس لجنة التحكيم، وكلمة للشيخ الإماراتى ممثل الشركة راعية الجائزة، وكلمة لمندوب جائزة البوكر العالمية، تلا ذلك الاحتفال بقائمة الست القصيرة وتسلم كل مبدع جائزته المالية التى تقدر ب10 آلاف دولار، ثم انتظروا قليلا وأعلنوا لنا الفائز النهائى وهو المبدع الكبير "بهاء طاهر" ويضيف "لم تكن مفاجأة بالنسبة لنا فكلنا توقعنا ذلك فالأستاذ بهاء قامة كبيرة لا يمكن تجاوزها ومع ذلك كنا نترقب.."، وبعد الإعلان عن الجائزة سعدت كثيرا بذلك ولكننى لم أستطع أن أصل إلى "طاهر" لأهنئ، لأن وسائل الإعلام ووكالات الأنباء تزاحمت حوله، وفى اليوم التالى خرجنا معا فى نزهة اصطحبته فيها إلى المناطق الشعبية بأبوظبى بعيدا عن اللقاءات الرسمية وكان سعيدا بذلك. اليوم السابع هاتفت "طاهر" لتستمع منه إلى ذكريات ليلة البوكر، إلا أنه كان مريضا، ونتمنى له الشفاء ودوام الصحة والعافية..