استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    تشكيل ليفربول المتوقع ضد توتنهام.. هل يشارك محمد صلاح أساسيًا؟    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحتفل باليوم العالمى لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق.. الأحد
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 11 - 2014

يحتفل العالم يوم 16 نوفمبر باليوم العالمى لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق 2014 تحت شعار "السرعة شبح قاتل"، حيث لابد أن نتذكر بأسى وحزن شديدين من يلقون مصرعهم ومن يصابون جراء حوادث طرق فى العالم، الذين يقدر عددهم سنويا ب1.5 مليون شخص وأكثر من 50 مليون مصاب، كما يهدف الاحتفال إلى الجهود العالمية الرامية إلى الحد من الإصابات على الطرق، فهو يوفر فرصة لتوجيه الانتباه إلى حجم الدمار العاطفى والاقتصادى الناجم عن حوادث الطرق، والاعتراف بمعاناة ضحايا حوادث الطرق وأعمال خدمات الدعم والإنقاذ.
وكان قد بدء الاحتفال باليوم العالمى لذكرى ضحايا حوادث المرور على الطرق فى عام 1993 من قبل جمعية السلام على الطرق (مؤسسة خيرية وطنية فى المملكة المتحدة لرعاية ضحايا حوادث المرور على الطرق)، والذى اعتمدته الأمم المتحدة فى أكتوبر 2005 كيوم عالمى يتم الاحتفاء به فى العالم أجمع فى يوم الأحد الثالث من نوفمبر من كل عام.. والهدف من هذا الحدث العالمى السنوى هو الدعوة إلى تذكر آلاف الأفراد ممن يلقون حتفهم أو يصابون نتيجة تصادمات المرور على الطرق كل يوم.. كما يشيد هذا اليوم بمجهود وعمل كل الأطراف المعنية بالتعامل مع ما يلى التصادم سواء من رجال الإطفاء أو الشرطة أو الإسعاف أو الأطباء أو الممرضات أو المستشارين.
وفى عام 2006، اشتركت منظمة الصحة العالمية مع الاتحاد الأوروبى لرعاية ضحايا المرور على الطرق، والسلام على الطرق فى إعداد دليل للمنظمين، وكان الهدف من هذا الدليل هو مساعدة الأفراد والمنظمات التى ترغب فى تنظيم الأحداث، وإعداد المواد التثقيفية ذات الصلة، كما أنه يقد الاقتراحات لتعزيز سبل التعاون بين العديد من القطاعات للتأكد من تحقيق الفرص التوعوية لهذا اليوم بالكامل.. وشهد عام 2010 إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أول "عقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011-2020" سعيا لإنقاذ حياة 5 ملايين إنسان.
ويشير تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية لعام 2013 عن "حالة السلامة على الطرق" أن حوادث التصادمات على الطرق تحصد أرواح 1.24 مليون شخص سنويا على مستوى العالم، وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن الإصابات الناجمة عن حوادث السير تحتل المركز التاسع فى سلم الأمراض حسب إحصاءات عام 1990 ، وستصبح فى المركز الثالث عام 2020، وذلك فى الدول منخفضة الدخل بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الملائمة لمنع تفاقم حجم المشكلة وما ينجم عنها من خسائر جسدية ومادية.
وأشار إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير فى الدول المتقدمة ينخفض بشكل سنوي، حيث تشير الدراسات إلى أنها ستنخفض بمقدار 30 % ما بين عامى 2002 و2020 ، فى حين أن العدد فى ازدياد مستمر بالدول منخفضة الدخل لعدم تبنيها خططا وقائية ناجعة تحد من تزايدها وتفاقمها، وذكر أن هناك نحو 1.2 مليون شخص يموتون بسبب حوادث الطرق سنويا وهناك ما بين 30 و50 مليون إصابة قد تصل نسبة العجز والقصورات فيها إلى 30 %، ويعيش أكثر من 80 % من هؤلاء بالدول النامية على الرغم من أنها لا تملك أكثر من 20 % من عدد المركبات.
وأوضح التقرير أن تكلفة حوادث السير فى البلدان النامية تتراوح من 70 إلى 100 مليار دولار سنويا، وهذا يفوق قيمة المساعدات الخارجية التى تتلقاها هذه البلدان، لافتا إلى أنه فى العالم النامى يقيم 70 مليون مريض فى المستشفيات سنويا نتيجة تعرضهم لحادث مروري، وتشغل هذه الإصابات 25 % من أسرة المستشفيات.
وأكد أن حوادث النقل العام مسئولة عن 40 % من حوادث السير بشكل عام، لافتا إلى ازدياد عدد الوفيات فى الشرق الأوسط بسب حوادث السير بنسبة 20 % خلال السنوات العشر الأخيرة، فى حين نقص عدد الوفيات فى الدول المتقدمة من 10 إلى 50 % بحسب الدول المختلفة.
وذكر التقرير أن إقليم شرق المتوسط مسئول عن 10 % من الوفيات العالمية الناجمة عن حوادث الطرق إذ بلغ معدل الوفيات فيه 21.3 لكل مائة ألف من السكان، ويضم إقليم شرق المتوسط 22 دولة منها مصر والعراق والمغرب وباكستان إضافة إلى الأراضى الفلسطينية، وإن الدول العربية تفقد مواطنا كل 15 دقيقة يموت نتيجة حادث مروري، وتشير السجلات الرسمية إلى أن أكثر من نصف المليون حادثة مرور تسجل سنويا فى الوطن العربى تخلف ما يزيد على 36 ألف قتيل ونحو 400 ألف بين جريح ومعاق إلى جانب ما تخلفه الحوادث من خسائر اقتصادية كبيرة.. ويتصدر "الإقليم الأفريقي" قائمة منظمة الصحة العالمية للحوادث التى تسبب أكبر عدد من الوفيات إذ يبلغ المعدل 24.1 حالة وفاة لكل مائة ألف من السكان.
ولفت التقرير إلى أن هناك 28 دولة فقط يعيش بها 7 % من سكان العالم لديها قوانين شاملة للسلامة على الطرق تغطى عوامل الخطر الرئيسية وهى القيادة تحت تأثير الكحول والسرعة وعدم استخدام خوذات الدراجات وأحزمة المقاعد ومقاعد تثبيت الأطفال، وأضاف أنه "من عام 2007 إلى عام 2010 نجحت 88 دولة فى خفض عدد الوفيات فى حوادث الطرق فى حين ارتفع عدد الوفيات فى 87 دولة خلال الفترة نفسها".
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن "هناك حاجة للإرادة السياسية على أعلى المستويات الحكومية من أجل ضمان إصدار التشريعات المناسبة للسلامة على الطرق وإنفاذ القوانين الصارمة التى يتوجب علينا جميعا الالتزام بها".
ووجد تقرير المنظمة أن المشاة وراكبى الدراجات يشكلون 27 % من مجموع الوفيات فى حوادث الطرق على الصعيد العالمى وأنهم يمثلون 45 % من ضحايا حوادث الطرق فى إقليم شرق المتوسط، وأضاف أنه على الرغم من هذا لم يضع سوى عدد قليل من الدول سياسات وطنية توفر بيئات مناسبة للتشجيع على المشى وركوب الدراجات أو لفصل مستخدمى الطرق المعرضين للخطر عن غيرهم، مشيرا إلى أن 59 % من ضحايا حوادث الطرق تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاما وأن 77 % منهم من الذكور.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن تأخر سيارات الإطفاء والإسعاف بالإضافة لعدم خبرة بعض المسعفين يضاعف عدد ضحايا حوادث الطرق فى مصر على الأقل لأربعة أضعاف، مبينة أن أى حادث يقع على الطرق المصرية يؤدى إلى وفاة شخص على الأقل ، وأن تأخر سيارة الإسعاف تؤدى إلى وفاة عدد من المصابين كما أن عدم خبرة بعض المسعفين فى التعامل مع الإصابات تؤدى إلى وفاة عدد أخر.
وأوضحت المنظمة فى تقرير موسع لها عن حوادث الطرق فى العالم أن عدد ضحايا الطرق فى مصر بلغ 41.6 لكل 100 ألف، وأشار التقرير إلى أن نسبة الوفيات لشرائح مستخدمى الطرق المختلفة منحت حوادث سيارات الدفع الرباعى المركز الأول بحوالى 48 ضحية لكل 100 ألف نسمة، تليها حوادث المشاة برصيد 20 لكل 100 ألف نسمة، وراكبى الدراجات الهوائية برصيد 2 لكل 100 ألف نسمة، بالإضافة إلى 30 أخرى غير محددة سواء كانت حوادث قطارات أو حوادث أخرى، فى حين لم تسجل أية حالة لمركبات ثنائية أو ثلاثية العجلات.
وأشار إلى أن دول العالم العربى وعلى رأسها مصر تعتلى قائمة أعلى معدلات وفيات حوادث الطرق على مستوى العالم، وأن شوارع مصر تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والأمان، مطالبا مسئولى الدول العربية وعلى الأخص بسرعة الحد من هذا المعدل المرتفع لوفيات حوادث الطرق، والعمل على تحسين معايير السلامة والأمان، وزيادة الوعى العام حول القيادة الآمنة لدى مستخدمى الطرق، خاصة وأن هذه المعدلات مرشحة للارتفاع بشكل كبير، بسبب الزيادة المضطردة فى أعداد المركبات المستخدمة.
فى حين أصدر الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، النشرة السنوية لحوادث السيارات والقطارات لعام 2013، حيث كشفت أن أعلى نسبة فى وفيات حوادث السيارات بلغت 50 % للفئة العمرية (15- 29) بمعدل 13.3 شاب لكل 100 ألف نسمة عام 2013، أى إن ضحايا حوادث الطرق فى مصر خلال عام 2013 بلغوا 12 ألف قتيل ونحو 40 ألف مصاب، وأن مصر تخسر نحو 17 مليار جنيه سنويا بسبب حوادث الطرق، وبلغ إجمالى عدد حوادث السيارات 15578 حادثة عام 2013 مقابل 15516 حادثة عام 2012 بنسبة ارتفاع 0.4 %، وبلغ عدد حوادث القطارات 781 حادثة عام 2013 مقابل 447 حادثة عام 2012 بنسبة ارتفاع 74.7 %، ويرجع ذلك إلى استمرار القصور فى أحوال بوابات المنافذ ( المزلقانات) ، وسجل شهر ديسمبر أكبر عدد من الحوادث خلال العام 1350 حادثة بنسبة 8.7 %، بينما سجل شهر يناير أقل عدد 1240 حادثة بنسبة 8.0 % من إجمالى الحوادث فى المحافظات والطرق السريعة عام 2013.
وأشار التقرير إلى أن عدد الحوادث فى السعودية تجاوز 435 ألف حادثة وأن أكثر تلك الحوادث داخل المدن، فى حين أن الوفيات ترتفع نسبتها فى الحوادث التى تقع خارج النطاق العمرانى ، وأن تلك الحوادث لها انعكاسات اقتصادية سلبية إذ تبلغ أكثر من 12 مليارا، إلى جانب الخسارة التى تتكبدها وزارة الصحة وجهات أخرى. وتشير تقارير من وزارة الصحة السعودية أن 30 % من أسرة المستشفيات فى السعودية تشغلها الحالات الناجمة عن الحوادث المرورية وترتفع نسبة إشغال هذه الحالات لأقسام العناية المركزة بالمستشفيات لتصل إلى 50 % من الطاقة الاستيعابية للمستشفيات. وبحسب التقرير الإحصائى السنوى للإدارة العامة للمرور أن للمملكة نصيبا كبيرا من المأسى بسبب الحوادث المرورية التى فتكت بعدد كبير من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و30 سنة .
وقد قررت المملكة العربية السعودية الاستعانة بمنظمة الصحة العالمية للتقليل من الخسائر البشرية الناجمة عن حوادث الطرق. وكانت المملكة قد احتلت المرتبة العشرين ضمن الدول الأعلى تصنيفا فى أعداد الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق لعام 2010 . وأشارت دراسة حديثة ذكرت أن التكلفة الإدارية للحوادث المرورية فى العاصمة السعودية الرياض تبلغ 62 مليون ريال سنويا، وبينت الدراسة التى أجرتها الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض مع إدارة المرور أنه من الضرورى إنفاق 10% من التكلفة التى تتحملها الدولة والمجتمع من أجل تنفيذ مشاريع للسلامة اللازمة، على أن يتم توجيه طرق الصرف نحو مجالات تطبيق اللوائح المرورية وهندسة السلامة المرورية.
وأوضح التقرير أنه لا بد للحكومات من اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان السلامة على الطرق بأسلوب كلى يقتضى مشاركة قطاعات متعددة (النقل والشرطة والصحة والتعليم) ويتناول المسائل المرتبطة بمأمونية الطرق والمركبات وسلامة مستخدمى الطرق أنفسهم.. ومن الإجراءات الفعالة فى هذا الصدد تصميم بنية تحتية أكثر مأمونية وإدراج خصائص السلامة على الطرق فى خطط استعمال الأراضى وخطط النقل؛ وتحسين خصائص سلامة المركبات؛ وتحسين رعاية الضحايا عقب تعرضهم لحوادث المرور.
ومن الأمور الأخرى التى تكتسى أهمية أيضا التدخلات التى تستهدف سلوكيات مستخدمى الطرق، مثل وضع وإنفاذ القوانين المتعلقة بعوامل الخطر الرئيسية وإذكاء الوعى العام بها.. وفيما يلى بعض من تلك العوامل: السرعة، حيث أن هناك علاقة مباشرة بين زيادة متوسط السرعة وبين احتمال وقوع حادث وآثاره على حد سواء، ويمكن أن تسهم المناطق التى يمنع فيها تجاوز سرعة 30 كلم/الساعة فى الحد من مخاطر وقوع الحوادث وهى من الأمور الموصى بها فى الأماكن التى يشيع فيها مستخدمو الطرق المعرضون للخطر (مثل المناطق السكنية والمناطق المحيطة بالمدارس)، كما يمكن أن يؤدى خفض متوسط سرعة القيادة، إلى جانب إسهامه فى الحد من الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، إلى إحداث آثار إيجابية أخرى على الحصائل الصحية (مثل التقليل من المشاكل التنفسية المرتبطة بانبعاثات السيارات) ؛ القيادة تحت تأثير الكحول، حيث تزيد مخاطر التعرض لحادث بشكل كبير فى حال اجتياز معدل معين من تركيز الكحول فى الدم وهو 0.04 غ/دل، إقامة نقاط تفتيش لتحقق من رزانة السائقين وإخضاعهم لاختبار التنفس بشكل عشوائى من الأمور الكفيلة بتقليل حوادث المرور المرتبطة بالكحول بنحو 20%.
وتبين أيضا أنها من الإجراءات العالية المردود؛ ارتداء خوذة واقية بشكل مناسب لدى ركوب دراجة نارية من الأمور التى يمكنها الحد من مخاطر الوفاة بنسبة 40 % والحد من مخاطر التعرض لإصابة خطيرة بنسبة تفوق 70%، وعندما يتم إنفاذ القوانين المتعلقة بالخوذات الواقية الخاصة بالدراجات النارية بفعالية، فإن معدلات ارتداء تلك الخوذات تزيد لتبلغ أكثر من 90%، كما أن اشتراط استيفاء الخوذات الواقية لمعايير السلامة المعترف بها من الإجراءات المهمة لضمان إسهام الخوذات، بفعالية، فى الحد من أثر الإصابات التى تلحق بالرأس فى حال وقوع حادث مرور؛ ارتداء حزام أمان يخفض من مخاطر موت ركاب المقاعد الأمامية بنسبة 40 % إلى 50 % ويقلل من موت ركاب المقاعد الخلفية بنسبة تتراوح بين 25% و75%.
كما أظهرت القوانين التى تلزم استخدام أحزمة الأمان هى وآليات إنفاذها فعالية كبيرة فى زيادة معدلات استخدام تلك الأحزمة، وتسهم أحزمة ومقاعد الأطفال فى حال تركيبها واستخدامها بالطرق الصحيحة فى تخفيض وفيات الرضع بنحو 70% وتخفيض وفيات صغار الأطفال بنسبة تتراوح بين 54 % و80%، كما أن هناك أشكال عديدة من السهو يمكنها أن تؤدى إلى عرقلة القيادة، ولكن سجل مؤخرا حدوث زيادة ملحوظة على الصعيد العالمى فى استخدام السائقين للهواتف المحمولة مما أصبح يثير قلقا متناميا فى مجال السلامة على الطرق.. وبإمكان السهو الناجم عن استخدام الهواتف المحمولة عرقلة أداء السائق من جوانب عدة، مثل إسهامه فى تمديد الوقت الذى يستغرقه رد الفعل لاسيما الوقت الذى يستغرقه رد الفعل بالفرملة، بل كذلك رد الفعل حيال إشارات المرور، والإنقاص من القدرة على المكوث فى الممر الصحيح وتقليص مسافات التتابع. كما تتسبب كتابة وقراءة الرسائل القصيرة أيضا فى الحد بشكل كبير من أداء السائق، علما بأن السائقين الشباب معرضين بوجه خاص لآثار السهو الناجم عن هذا الاستخدام.
ويواجه السائقون الذين يستخدمون الهواتف المحمولة أكثر من غيرهم بأربع مرات تقريبا مخاطر التعرض لحادث مرور، والجدير بالذكر أن الهواتف التى تتيح إمكانية التكلم دون استخدام اليد لا تضمن قدرا أكبر من السلامة مقارنة بالهواتف المحمولة باليد، فى حين لا يوجد حتى الآن إلا القليل من البيانات على كيفية الحد من استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، فإنه يجب على الحكومات اتخاذ إجراءات استباقية فى هذا المجال، ومن الإجراءات التى يمكن اتخاذها اعتماد تدابير تشريعية؛ وإطلاق حملات للتوعية العامة؛ والعمل بانتظام على جمع البيانات الخاصة بالسهو أثناء القيادة من أجل تحسين فهم طبيعة هذه المشكلة.
وفى عام 2010 كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت عقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2011 - 2020 الذى حدد هدفا يتمثل فى إنقاذ حياة 5 ملايين شخص عن طريق اتخاذ عدد من التدابير المختلفة مثل تحسين سلامة الطرق والمركبات وتعزيز سلوك جميع مستخدمى الطريق.. وتم إطلاق عقد العمل هذا فى مايو 2011 فى أكثر من 110 بلدان بغرض إنقاذ ملايين الأرواح عن طريق تحسين مأمونية الطرق والمركبات، وتحسين سلوكيات مستخدمى الطرق، وتحسين خدمات الطوارئ.
وتضطلع منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع اللجان الإقليمية التابعة للأمم المتحدة بمهام أمانة عقد العمل وتؤدى دورا رئيسيا فى توجيه الجهود العالمية من خلال مواصلة الدعوة على أعلى المستويات السياسية إلى ضمان السلامة الطرق؛ وتجميع وتعميم الممارسات الوقائية الجيدة؛ وتبادل المعلومات مع الجمهور بشأن المخاطر وكيفية الحد منها؛ واسترعاء الاهتمام إلى ضرورة زيادة التمويل فى هذا المجال.
كما تضطلع بأنشطة عدة فى البلدان، بدءا بأنشطة الوقاية الأولية من خلال تأهيل الذين تعرضوا لحوادث مرورية.. وفى هذا الصدد تنتهج المنظمة فى عملها أسلوبا متعدد القطاعات وذلك بالتعاون مع أصحاب المصلحة الوطنيين المنتمين إلى قطاعات متنوعة (مثل الصحة والشرطة والنقل والتعليم) ومع الأطراف الأخرى المعنية بالوقاية من إصابات حوادث المرور، مثل المنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية.. وفى عام 2010 حصلت منظمة الصحة العالمية هى وخمسة من شركائها فى هذا المجال على تمويل من مؤسسة بلومبرغ الخيرية من أجل تعزيز السلامة على الطرق فى 10 بلدان.. ويسعى ذلك المشروع الذى يدعى "مشروع تحسين السلامة على الطرق فى 10 بلدان" إلى دعم حكومات البرازيل وكمبوديا والصين ومصر والهند وكينيا والمكسيك والاتحاد الروسى وتركيا وفيتنام عن طريق التركيز على عوامل مختارة من عوامل الخطر المرتبطة بحوادث المرور.
وتركز الجهود التى تبذل فى إطار هذا المشروع على تعزيز التشريعات وإنفاذها، وتطوير القدرات وتثقيف الجمهور من خلال حملات التوعية الاجتماعية، كما تدعم المنظمة بطرق أخرى ما يبذل من جهود من أجل ضمان السلامة على الطرق من خلال العمل مثلا، على تحسين السلامة حول المدارس فى ملاوى وموزامبيق، والمساعدة على تحسين خدمات الطوارئ فى كينيا والهند، وتحسين نظم جمع المعلومات (فى قطاعى الصحة والشرطة على حد سواء).. وستواصل المنظمة على مدى السنوات 10 دعم تلك الجهود وغيرها من المبادرات الوطنية التى ترمى إلى تحقيق السلامة على الطرق وتؤدى إلى إرساء برامج حكومية مستديمة.
كما توفر منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية تبرز الممارسة الجيدة فى مجال الوقاية من إصابات حوادث المرور، وتدعم الحكومات أيضا فى تنفيذ البرامج أو السياسات المقترحة.. فقد تم مثلا، تنفيذ دليل للممارسة الجيدة حول زيادة استخدام الخوذات الواقية الخاصة بالدراجات النارية والحد من نسبة القيادة تحت تأثير الكحول فى عدد من بلدان رابطة أمم جنوب شرق آسيا، وسيتم استخدام دليل لتحسين الرعاية السابقة لدخول المستشفى فى كينيا والهند.
ويجرى تطوير القدرات داخل البلدان من خلال تنفيذ الدليلين المذكورين، وكذلك عن طريق التدريب المباشر فى مختلف مجالات الوقاية من الإصابات كالدورات التدريبية التى تنظم مثلا، فى مجالى ترصد الإصابات وتحسين خدمات رعاية الرضوخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.