سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى أول اقتحام من نوعه منذ عام 69.. جنود إسرائيل يدنسون الأقصى بأحذيتهم.."عكرمة صبرى": العناية الإلهية أنقذت من حرق المسجد بالكامل.. ويحذر من"بارود الغضب" العربى..وأبو مازن يقرر التوجه لمجلس الأمن
صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المقدسات الدينية بمدينة القدسالمحتلة، وانتهكت حرمة المسجد الأقصى المبارك، ودنسته بأحذية جنود الاحتلال الإسرائيلى، وذلك فى أول اقتحام من نوعه للمسجد منذ حرقه عام 1969م، ونتيجة للتصعيد الإسرائيلى الأخير قررت الرئاسة الفلسطينية التوجه لمجلس الأمن فورا بسبب تصعيد تل أبيب. قال الشيخ عكرمة صبرى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى المبارك، مفتى القدس السابق، إن قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلى اقتحمت المسجد القبلى الرئيسى صباح اليوم بأحذيتهم وبأسلحتهم، مشيرا إلى أنهم بدأوا بإلقاء قنابل حارقة، مما أدى لحرق أجزاء من المسجد والسجاد، وذلك بالقرب من المنبر، وتم إلحاق أضرار بمفاتيح الكهرباء المتواجدة بالمسجد. وأكد "عكرمة"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" من القدس، أن المسجد الأقصى كاد يحترق بالكامل لولا عناية الله، مشيرا إلى أن هذا هو الاقتحام الأول من نوعه منذ حريق المسجد عام 1969م، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلى لا يريد تهدئة الأوضاع فهو يقوم بفتح وغلق الأقصى وفقا لأهوائه. وأعرب عن امتعاضه من الدول العربية بسبب عدم تحركها السريع لنجدة المسجد الأقصى المبارك، الذى يتعرض لأشرس حملة انتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلى، لننتظر ما سيحدث من قبل الدول العربية، ودعا زعماء الدول العربية للالتفات لما يجرى فى الأقصى المبارك من انتهاك صارخ لحرمته. وكان حذر "عكرمة" الاحتلال الإسرائيلى من أن الاستمرار فى الضغط على المقدسيين سيؤدى إلى انفجار قد يشعل المنطقة العربية التى أصبحت تنام على "بارود الغضب"- حسب تعبيره. وأضاف فى بيان، أن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى اليوم، الأربعاء، يعتبر عملًا بربريًا جديدًا على المسجد الأقصى، ويأتى فى سياق مخطط من قبل حكومة نتنياهو، قائلاً: "لن نسمح لنتنياهو وحزبه أن يكون المسجد الأقصى والمدينة المقدسة ورقة رابحة لهم فى الانتخابات الإسرائيلية المقبلة". وفيما يتعلق بأسباب الصمت العربى وخاصة الجامعة العربية ومؤتمر التعاون الإسلامى أوضح خطيب الأقصى أن الخلافات الداخلية فى الدول العربية أحد الأسباب المهمة فى الصمت العربى تجاه ما يجرى فى المسجد الأقصى، إضافة إلى الهيمنة الأمريكية على العالم العربى وبهذه الهيمنة فقدوا السيطرة على القرارات الخاصة والعامة. وبدورها أدانت منظمة التحرير الفلسطينية بشدة اليوم، الأربعاء، اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك فى القدسالشرقيةالمحتلة، واقتحامها للمسجد القبلى ومهاجمتهم للمصلين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بكثافة بالتزامن مع دعوات متطرفة أطلقها مايسمى "اتحاد منظمات الهيكل المزعوم" لتنفيذ اقتحام مركزى للأقصى. وأدانت دائرة الثقافة والإعلام فى المنظمة- فى بيان صحفى- جملة الانتهاكات المنظمة والحثيثة، التى تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلى وتسعى من خلالها بشكل متعمد إلى تدمير فرص السلام وتعزيز العنف والتطرف فى المنطقة، بما فى ذلك إصرارها على تحدى المجتمع الدولى ومضيها فى توسيع وتكثيف الاستيطان وآخرها مصادقة ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء" الإسرائيلية على إصدار تراخيص لبناء 278 وحدة استيطانية فى مستوطنة "راموت" فى القدسالشرقيةالمحتلة استكمالا لما صادقت عليه اللجنة لمشروع بناء 500 وحدة استيطانية فى وقت سابق. وقالت: إنه لم يعد خافيا على المجتمع الدولى عدم وجود شريك إسرائيلى لصنع السلام، حيث تصب هذه الممارسات والاعتداءات المنافية للقانون الدولى والدولى الإنسانى فى خدمة الاستيطان والاستعمار بدلا من تعزيز متطلبات السلام ضمن السعى الإسرائيلى لخلق واقع جديد على حساب شعب فلسطين وحقوقه الدينية ومقدساته وهويته الوطنية التاريخية. بدورها قررت القيادة الفلسطينية اليوم، الأربعاء، التوجه إلى مجلس الأمن الدولى ضد "التصعيد" الإسرائيلى فى المسجد الأقصى شرقى القدس وفق ما أعلنت الرئاسة الفلسطينية.. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "القيادة قررت التوجه إلى مجلس الأمن فوراً وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن". وذكر أبو ردينة أن "الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولى".. وأضاف أن الممارسات الإسرائيلية "تؤكد إننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، الأمر الذى حذرنا مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدى إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة". وأكد الدكتور ياسر الوادية عضو الإطار القيادى لمنظمة التحرير رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، أن استمرار الانقسام الفلسطينى ومواصلة التراشق الإعلامى على وسائل الإعلام مهدت لجيش الاحتلال لتوسيع عملية اقتحاماته للمسجد الأقصى، وزادت من سعيه لتهويد القدس، مستغلا حالة الضعف التى أصابت الجسد الفلسطينى. واستغرب الوادية فى بيان من توجه البعض للمناكفات الحزبية وتعزيز الخلافات الفلسطينية الداخلية لصالح تحقيق بعض المصالح الفردية على حساب دم الشهداء ومعاناة العائلات النازحة وأصحاب البيوت المدمرة والمصانع المهدمة فى الوقت، التى يواجه فيها المسجد الأقصى منفردا بطش واقتحامات جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، داعيًا الجميع للعودة للضمير الفلسطينى وتنفيذ اتفاق المصالحة وتوجيه الرأى العام نحو خطر الاحتلال، الذى لا يفرق بين أحزابنا ويستهدف كل ما هو فلسطينى أو يرمز لتاريخنا أو يجسد وجودنا. وشدد الوادية على ضرورة تطبيق الخطوات العملية، التى تدعم الوجود الفلسطينى وتحقق المصالحة الوطنية وتنهى الانقسام، وتعزز من عمل حكومة التوافق وتنفذ بنود اتفاق الوحدة، وتخدم قضيتنا وتحمى أقصانا وتخرج أسرانا وترد الاعتبار لكل الشهداء، الذى قدموا دماءهم فداء لتحرير أرضنا، داعيا كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية بتوحيد الجهود نحو مواجهة تجار الانقسام ومستثمرى معاناة شعبنا وتحرير أرضنا للقضاء على كل من لا يأبه بالمشروع الوطنى، ولا يلتفت سوى للأجندة التى يطبق بنودها بعناية فائقة.