سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدء معارك "فتح" و"حماس" الكلامية.. حركة المقاومة تنتقد أبو مازن: فاقد للشرعية ويتأخر فى تنفيذ التصالح.. وأحمد عساف يرد: انتقاد الرئيس "بذاءة".. والهباش: تخدم مصالح إسرائيل.. و"الجهاد" تدعو للالتزام
شن المتحدث الرسمى باسم حركة حماس هجومًا وانتقادات حادة للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، متهمًا إياه بالتأخر فى تحقيق بنود المصالحة المتفق عليها بالقاهرة. ووصفت حركة "حماس" على لسان متحدث رسمى باسمها، الرئيس محمود عباس أبو مازن بأنه "فقد شرعيته"، وذلك لأنه "انقض على المجلس التشريعى ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن كان رئيسًا توافقيًا". وشن صلاح البردويل، الناطق باسم الحركة وعضو المجلس التشريعى عن مدينة خان يونس، هجوما شرسًا على أبو عباس وقال: "السيد محمود عباس يعيش حالة من الصمت السلبى ولا يريد أن يفعل شيئًا فلا دعا المجلس التشريعى ولا دعا لاجتماع القيادى لمنظمة التحرير ولا هو حتى يعطى حكومة الوفاق الحرية فى أن تباشر عملها فى قطاع غزة". أكد البردويل أن حركة فتح غير مهتمة بجهود التفعيل التشريعى وتمتنع عن الرد أو الاجتماع فى إطار الجهود المبذولة لذلك، الذى نص عليه اتفاق القاهرة وحدد 15 نوفمبر الجارى سقفا لذلك، واعتبر القيادى بحماس أن الرئيس محمود عباس لا يريد أن يأخذ الأمور بجدية ويراهن بشكل كبير جدا على حرق الزمن، ويعتمد على المتغيرات فى المنطقة من أجل الانقضاض على حركة حماس وعلى المصالحة الفلسطينية وفق تصريحات أدلى بها البردويل لموقع كتلة حماس فى التشريعى. وأضاف: "تم التوافق مع حركة فتح فى آخر اتفاق فى القاهرة على أن يكون 15 نوفمبر هو سقف الاتفاق واجتماع المجلس التشريعى، يسبق هذه المدة مشاورات بين الكتل والقوائم البرلمانية، وبعد ذلك تقدم الكتل البرلمانية توصيتها أو اتفاقها للرئيس ليدعو فورا المجلس التشريعى للانعقاد، وهناك توقع بأن يأتى عزام الأحمد إلى غزة من أجل هذا الغرض ولكن حتى اللحظة لم يأت. وأشار البردويل إلى أنه "حال فشلت تلك الجهود، فهناك تفكير لعقد جلسة طارئة وفقا لأحكام المادة 22 من النظام الداخلى للمجلس التشريعى لمناقشة الوضع السياسى، بما يتعلق بعدة موضوعات منها مستقبل النظام السياسى الفلسطينى فى ظل إصرار الرئيس بعدم الالتزام ببنود المصالحة، ومناقشة شرعية ولاية عباس وتحديد الموقف النهائى للمجلس التشريعى من هذا الموضوع، لاسيما بأن شرعيته انتهت، وأن ما يثبته هو التوافق وهو الآن ينهى التوافق، ومناقشة مخالفات حكومة التوافق ببنود اتفاق المصالحة وأحكام القانون الأساسى فهى لا تعمل من خلال المجلس التشريعى ولا من خلال أى قانون ولا حتى من خلال العرف الذى يجرى فى كل العالم فهى تحرم قطاع غزة من كل الخدمات والموزانات، ومناقشة مستقبل عمل المجلس التشريعى حال استمرار تمنع الكتل والقوائم البرلمانية وعلى رأسها حركة فتح عن المشاركة الحقيقية" على حد تصريحات البردويل. وأكد البردويل أن النظام السياسى الفلسطينى فى مهب الريح، وأن الرئيس محمود عباس رئيس بالتوافق وانقضاضه على التوافق يلغى شرعيته، وقال: "السيد محمود عباس ليس شرعيا انتهت ولايته وإنما تمدد له هذه الولاية بسبب التوافق، وهو الآن ينقض على التوافق فلا يكون له شرعية، فهو انقض على المجلس التشريعى وانقض على منظمة التحرير". من جانبه شنّ أحمد عساف، المتحدث الرسمى باسم حركة فتح، هجومًا عنيفًا على القيادى بحركة حماس صلاح البردويل، بعد النقد الشديد الذى وجهه الأخير للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن. وأكد عساف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن القيادى بحركة حماس صلاح البردويل يعتبر الرئيس المصرى الأسبق محمد مرسى هو رئيسه ومحمد بديع مرشدهم العام فهم حلفوا القسم أمام مرشد الإخوان، مشيرًا إلى أن هذا يفسر حديث صلاح البردويل بهذا الأسلوب الوقح على الرئيس أبو مازن، وتابع: "مرسى رئيسهم وأى جهة تموّل حماس تصبح رئيسها وولى نعمتها، فخالد مشعل الذى يقيم بالقرب من قواعد العديدية والسيلية بحماية المارينز يعتبر حلف الناتو وليًا له ورئيسًا له" على حد قوله. وأشار عساف إلى أن تصريحات صلاح البردويل تتويج لحملة ممنهجة بدأت ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن منذ فترة فى محاولة لإفشال حكومة التوافق الوطنى والعودة لمربع الانقسام مرة أخرى، واصفا تصريحات البردويل ب"البذيئة" وتؤكد موقف حركة حماس من المصالحة وعدم نيتها إنهاء الانقسام. وأكد عساف أن قيادات حركة حماس متضررة وتبحث عن مصالحها الشخصية على حساب الشعب الفلسطينى، موضحًا أن من يقوم بتمويل حركة حماس أمرها بإفشال الوفاق الوطنى وتفجير الوضع الحالى بغزة والقطاع، متسائلاً: "هل يوجد مواطن فلسطينى لديه ذرة وطنية يتحدث عن الرئيس بهذه الطريقة؟". بدوره قال الدكتور محمود الهباش، قاضى قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن تصريحات صلاح البردويل القيادى بحركة حماس تعكس نوايا غير حميدة لدى بعض قيادات الحركة تجاه المصالحة الفلسطينية. وأكد الهباش، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن تصريحات البردويل تنسجم تماما مع المواقف الإسرائيلية، ففى الوقت الذى تشن فيه تل أبيب بحكومتها ومؤسساتها هجوما شرسا على القيادة الفلسطينية وعلى الرئيس أبو مازن، لإشغال الرأى العام غير المبرر وغير الوطنى، عما يحدث فى مدينة القدس من انتهاكات بحق المقدسات الدينية وهى القضية المركزية. وأوضح الهباش أن حماس تريد أن تشغل الرأى العام الفلسطينى عن قضايا رئيسية هامة، وتريد أن تحشد كل الجهود الفلسطينية خلف القضية المركزية الأولى وهى قضية القدس، متسائلا: ما هو المبرر الوطنى لمثل تلك التصريحات التى لا مكان لها فى أبسط مشاعر الحس الوطنى؟ وأشار إلى أن تصريحات البردويل تعبر عن نفسيات مريضة تثير حولها شبهات وأقاويل وتضع نفسها فى موقع الشبهة، مؤكدا أن شخص الرئيس أبو مازن لا يلتفت لمثل هذه الخزعبلات التى تعد إسفافا لا قيمة له عند الرجال الأصلاء، الذى يعملون لصالح قضية كبيرة مثل القضية الفلسطينية، واصفات تلك التصريحات بأنها "تثير الغثيان عند المواطن الفلسطينى". وفى تحرك لتهدئة الأجواء دعا الدكتور خالد البطش، القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، لوقف حالة التلاسن التى تتم الآن بين حركتى فتح وحماس، مشيرا إلى أن ذلك يعزز حالة الانقسام والشرخ فى الصف الوطنى الفلسطينى فى الوقت الذى تحتاج فيه البلاد إلى الوحدة واللحمة الوطنية للتخلص من الاحتلال الإسرائيلى. ووجه البطش من خلال تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" من قطاع غزة رسالة لحركتى فتح وحماس بضرورة الالتزام ببنود اتفاق المصالحة الذى جرى توقيعه فى القاهرة مؤخرا، داعيا الجميع لوقف كل أشكال التلاسن بين الحركتين والعودة للحوار الوطنى لحل كل القضايا العالقة من إعادة إعمار غزة بعد الدمار الأخير. وشدد البطش، على ضرورة وقف كل الهجوم والتلاسن القائم بين أعضاء بحركتى فتح وحماس، مؤكدا أن كثرة التلاسن والتنابذ والمنكافات السياسية تحدث مزيدا من الشرخ ويعزز الانقسام وتؤدى لتراجع القضية الفلسطينية فى الوقت الذى يعانى فيه القدس والمقدسات من مخاطر جمة، واختتم البطش تصريحاته قائلا: "أدعو الجميع لوقف كل أشكال التلاسن الآن والعودة للحوار الوطنى لحل كل القضايا العالقة التى تشغل المواطن الفلسطينى". موضوعات متعلقة مستشار أبو مازن: هجوم حماس على محمود عباس لخدمة المصالح الإسرائيلية