المسئولون بالسكة الحديد لا يتركون مناسبة إلا ويشيدون بمستوى صيانة القطارات، وأنه يتم فحص كل قطار قبل كل رحلة بشكل دقيق، لكن الواقع داخل الورش مختلف تماما ومخالف لما يردده المسئولون.. فالصيانة روتينية وتكاد تخرج بعض القطارات من الورش لتقوم برحلاتهم بدون فحصها فحص فعلى للتأكد من سلامتها.. الفنيون يكتفون بالملاحظات الظاهرية، والملاحظات التى ينقلهم لهم سائقو القطارات بعد كل رحلة أثناء توصيلهم للقطارات داخل الورش للصيانة اليومية. وفى جولة ل"اليوم السابع" داخل ورش صيانة القطارات بمنطقة الفرز بالقاهرة.. بدت الورش شبه مهجورة من العمال والفنيين.. القطارات تخرح للقيام بالرحلات بدون فحص فعلى، أكوام الخردة ملقاة بكل مكان داخل الورش وتعلو فى ارتفاعها لارتفاع القطارات.. قطع الغيار متناثرة بالمكان، وجراكن وبراميل بنزين تجاور القطارات، وهو ما يمكن أن يسبب كارثة فى أى لحظة. وأثناء محاولتنا دخول الورش من البوابة الرئيسية اعترضنا الأمن الموجود على البوابة، عندما علم بهويتنا الصحفية قائلا إنه ليس لديه تعليمات بالسماح لنا بدخول الورش.. فلجأنا إلى الدوران حول الورش، حتى وجدنا بابا خلفيا للورش ليس عليه أى تواجد أمنى.. دخلنا الورش من هذا الباب المجاور لمحطة الفرز دون أن يعترضنا أحد.. تجولنا بالورش ولم يعترضنا أى عامل أو موظف.. أكوام الخردة وقطع الغيار ملقاة بكل مكان داخل الورش. فى ورش الفرز يوجد ورشة خاصة بصيانة العربات الإسبانى وأخرى خاصة بصيانة العربات الفرنساوى، وثالثة خاصة بصيانة الجرارات.. كل ورش الفرز خاصة بالصيانة الدورية واليومية للعربات والجرارات.. طوال تجولنا داخل الورش الممتدة لفترة اقتربت من الساعتين لم نشاهد الكثير من العاملين والفنيين الذين يقومون بأعمال الصيانة.. ما رأيناه من العاملين والفنيين يقل عددهم عن 10، وعندما سألنا أحد العمال الذين التقيناه عن سبب عدم وجود فنيون يقوم بالصيانة رد بالقول "حاليا هم فى فترة راحة الظهيرة". وأضاف العامل الذى رفض ذكر اسمه ل"اليوم السابع" أن الفنيين يعملون بالورش بنظام ورديات على مدار اليوم، لكن غالبيتهم "يزوغون" أثناء الوردية، وأنه لا يوجد فحص دقيق للقطارات، وأن أغلب الفنيون يكتفون بالملاحظات التى ينقلها لهم السائقون أثناء دخولهم بالقطارات إلى الورش للصيانة اليومية، فيما أرجع فنيون التقيانهم سوء الصيانة إلى نقص أعداد الفنيين الموجود بالورش وعجز قطع الغيار قائلين: "أحيانا نضطر لتفكيك قطع غيار من عربات لتركيبها بعربات أخرى". فى ورشة صيانة الجرارات لم نشاهد أكثر من 3 فنيين يُجرون كشفًا على الجرارات قبل قيامها.. يكشفون على الزيت والسولار بكل جرار من أجل تموينه بالوقود فى حال نقص الكميات الموجودة ب"التنك"، واعترف الفنيون ل"اليوم السابع" بعدم إجراء الصيانة اليومية للجرارات بشكل جيد، مرجعين ذلك إلى نقص أعداد الفنيين والمهندسين الموجودين بالورش، وكذلك عدم وجود قطع غيار كافية بالورشة، لافتين إلى أنهم يجرون الصيانة يوميًّا قبل كل رحلة، محاولين تعويض نقص قطع الغيار باللجوء إلى للجرارات "المُشَرَّكة" للاستفادة من قطع الغيار الموجودة بها، وأنهم يُجرون صيانة يومية وأخرى دورية كل 15 يومًا، وكذلك تُجرى عَمْرة كل 6 أشهر وأخرى سنوية لكل جرار وعَمرة "جسيمة" كل ثلاث سنوات. وقال أحد المهندسين بالورش إنه يوجد عجز شديد فى أعداد المهندسين والفنيين، ويوجد نقص فى قطع الغيار، لافتًا إلى أنهم قدموا أكثر من مذكرة بطلباتهم، وأنهم يُجرون الصيانة للعربات بالإمكانيات المتاحة، كما أنهم يجرون صيانة يومية قبل كل رحلة، وصيانة دورية كل 3 شهور، فيما تُجرى العَمْرات فى ورش أبو راضى ببنى سويف. وأكد حسن عيسى، سائق قطار أن الصيانة تتم بالورش بشكل روتينى، وعلى الورق فقط، وفى حالات كثيرة تقوم قطارات بها عوارض ومشاكل فنية، رغم أن هذا يهدد سلامة الركاب أثناء الرحلة، مستطردًا: "أعمال الصيانة مجرد تحصيل حاصل.. والعملية ماشية بستر ربنا.. ولما بتحصل كارثة اللى بيشيلها السواق"، مشيرًا إلى أن القطارات تدخل الورش وتخرج ولا يحدث بها أكثر من تموين الجرارات بالوقود أو إصلاح العطل أو المشكلة الفنية التى ينقلها السائق للفنى أو المهندس الموجود. أما المهندس سمير نوار رئيس هيئة السكة الحديدية فقد رفض الإجابة على هاتفه رغم الاتصال به أكثر من مرة، رغم أنه لم يترك مناسبة إلا وأكد أن مستوى الصيانة بالورش تحسن وأنه يتم إجراء صيانة يومية على القطارات قبل كل رحلة ويجرى فحص دقيق للقطارات قبل قيامها. أكوام الخردة داخل الورش الخردة تحاصر القطارات الخردة فى كل مكان ورش الفرز جراكن البنزين تجاور القطارات الخردة القطارات قبل الصيانة ورشة صيانة الجرارات فنى صيانة وعاملان نظافة بالورش الخردة معرضة للسرقة عامل صيانة حال أكبر ورش صيانة قطارات بالجمهورية ورشة صيانة العربات الإسبانى خالية من أى فنيين محرر اليوم السابع داخل الورش موضوعات متعلقة : حرائق القطارات تتوالى والمتهم مجهول.. النيران تندلع بالقطارات والسكة الحديد تؤكد حدوثها عمداً وتلقى بالمسئولية على شرطة النقل.. ولجان التحقيق تنتهى للاشىء.. ومدير الشرطة: الأماكن المظلمة تسهل التخريب
