قالت مسئولة بالأممالمتحدة أمس الجمعة إن الأطفال فى ليبيريا وسيراليون وغينيا يشعرون بالأسى العميق والحيرة من تفشى فيروس الإيبولا الذى خلف 3700 طفل يتيم وأغلق المدارس أمام الملايين، ومنع ممارسة الرياضة لتجنب الاختلاط. وعادت سارة كرو رئيسة قسم اتصالات الطوارئ بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى نيويورك الأسبوع الماضى، بعد أن قضت أكثر من شهر فى ليبيريا حيث قالت، إن الحمى النزفية "سرقت كل جوانب الحياة". وسألتها طفلة عمرها ست سنوات فى ليبيريا "متى تترك الإيبولا ليبيريا لأننى أريد العودة إلى المدرسة؟". وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن عدد وفيات تفشى فيروس الإيبولا ارتفع إلى 4546 من 9191 حالة إصابة فى غينياوليبيريا وسيراليون. وسجلت حالات إصابة أيضا فى نيجيريا والسنغال وإسبانيا والولايات المتحدة. وأضافت المنظمة أن تفشيا منفصلا عن الفيروس الحالى أودى بحياة 49 شخصا فى جمهورية الكونجو الديمقراطية. وعن أسوأ تفش لفيروس الإيبولا الذى ينتشر من خلال الاتصال المباشر مع سوائل جسم شخص مصاب قالت كرو "غيرت طريقة عيش الناس وغيرت طريقة وفاة الناس.. تآكل الشعور بالرحمة." وقالت منظمة اليونيسيف أنها بحاجة إلى ما يربو على 200 مليون دولار لمواجهة الإيبولا لكنها حتى الآن تلقت ثلث هذا المبلغ فقط. وأضافت أن حوالى 3700 طفل فى غرب أفريقيا فقدوا أحد الأبوين أو الاثنين بسبب الإيبولا. وقالت كرو إن حوالى 600 طفل فى ليبيريا فقدوا آبائهم جرى لم شملهم مع أحد أفراد الأسرة. وأضافت أن الأطفال يشعرون بالارتباك عند مشاهدة فرق دفن "تبدو مثل رواد فضاء يرتدون ملابس رش المحاصيل" تأتى إلى منازلهم لنقل أقاربهم المتوفين أو المرضى. وقالت أن الرياضة مثل كرة القدم منعت لوقف انتشار المرض. وأوضحت كرو أن منظمة اليونيسيف تقيم مراكز للرعاية المؤقتة حيث تجرى رعاية الأطفال الذين خالطوا المصابين من خلال ناجين من الإيبولا بعدما اكتسبوا مناعة ذاتية من المرض. وقالت "هذا يعنى أن لديهم القدرة على تقديم الحب والرعاية والاهتمام الذى يحتاج إليه الأطفال الصغار بشكل خاص." وحذرت كرو من أن تفشى الإيبولا يهدد بضياع المكاسب التى تحققت فى المنطقة فيما يتعلق بمعدل وفيات الأطفال وصحة الأم. وأضافت أن ليبيريا حققت أسرع انخفاض فى معدل وفيات الأطفال فى أفريقيا فى السنوات العشر الماضية. وروت كرو قصتى امرأتين واحدة تفقد طفلها والثانية تموت أثناء الولادة بعدما رفضت المراكز الصحية استقبالهما خشية أن تكونا مصابتين بالإيبولا. وفضلا عن مكافحة الإيبولا تحاول منظمة اليونيسيف إعادة بناء نظم الرعاية الصحية الأولية. وقالت كرو "فى مواجهة هذا الوباء سيكون من العار أن يموت الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة جدا مثل الحصبة والملاريا."