تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو نادرا للمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق خلال حرب أكتوبر 1973، وقت أن كان قائدًا لكتيبة 16 مشاة برتبة عميد أركان حرب. وقال طنطاوى خلال الفيديو، إن الكتيبة 16 كانت من أوائل الكتائب التى عبرت قناة السويس قبل توقيت العبور بدفع عناصر اقتناص الدبابات ورفعت علم مصر على الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية. وأضاف طنطاوى، أن بطولات الكتيبة كثيرة ولو تحدث عن المعارك التى خاضتها لم يسعفه الوقت لإنجازها، مستعينا بعدد من الأحاديث فى كتاب كتبه الإسرائيليون اسمه "عيد الغفران" قائلًا "على بعد بضعة كيلومترات من الدبابات كانت لاتزال المعركة دائرة حول المزرعة الصينية وعندما حل يوم 16 أكتوبر كانت المعركة لاتزال مستمرة فقد تعطلت القوة الإسرائيلية التى بدأت منذ 48 ساعة تهاجم الموقع ومنيت بخسائر فادحة وبعدها تم اللجوء إلى وحدات المشاة والمظليين للقضاء على التحصينات المضادة للدبابات المصرية". ويروى طنطاوى كلام قائد القوات الاسرائيلية تفاصيل المعركة "وضعوا أمامنا خريطة مقياس واحد إلى 100 ألف وقالوا لنا هناك وحدة بجوار الشاطئ، والتحصينات التى يملكها المصريون المضادة للدبابات تحول بيننا وبين تعزيز قوتنا لمهمتنا ومهمتكم هى تطهير هذه التحصيات بأسرع ما يمكن وتقدمت ليلا مع وحدات المظلات حتى بضع مئات من الأمتار صوب الهدف غير أن وابلا من الرصاص كان فى استقبالهم، ولسوء الطالع اصطدم المظليون بمواقع مصرية محصنة مسلحة بعشرة مواقع لرشاشات ووحدتين للدبابات وفصائل مشاة مزودة بالصواريخ المضادة للدبابات وعلى مقربة من الموقع كان هناك موقع آخر ثم ثالث ثم رابع ولم تتمكن عناصر المظليين من الهجوم أو الانسحاب واستمرت عمليات إخلاء الجرحى طوال الليل وتعرضت فرق الإغاثة لخسائر فادحة وعند الفجر كان لابد من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قوات المظليين بإرسال قوة مدرعة لإخلاء من تبقى على قيد الحياة". واستطرد طنطاوى تفاصيل الواقعة قائلا "فى ذلك الوقت لم أذق طعم النوم لمدة 48 ساعة وعند الساعة الواحدة شعرت بالهدوء ونمت ثم استيقظت بعدها بنصف ساعة، بعد أن أخبرتنى القوات بوجود أعداد كبيرة من الإسرائيليين بالضفة الشرقية وطلبت تزويد المراقبة وإبلاغ القيادة العليا وبعد ساعة شاهدوا عناصر من القوات الإسرائيلية تحاول عبور حقول الألغام، على الفور أيقنت أنهم أعداد كبيرة من المشاة تحاول عبور ثغرة فى اتجاه مواقع الكتيبة". وعرض طنطاوى تفاصيل المعركة التى دارت بمنطقة المزرعة الصينية، وهو موقع موجود شرقى محافظة الإسماعيلية، موضحاً التفوق الهائل للقوات المسلحة المصرية فى المعركة على جيش الاحتلال. وتابع "أعطيت أوامر بتجهيز كافة الأسلحة المتواجدة فى الكتيبة والمدفعية والهاون والأسلحة المضادة للطائرات وأعطيت أوامر عن منع استخدام النار إلا بإشارة حمراء منى شخصيا"، مضيفا "أعطيت الاشارة وفتحت جميع أسلحة الكتيبة على القوات المظلية للعدو وكانت المعركة طوال ساعتين ونصف ومن حسن حظ الإسرائيليين أن الضباب جعل تركيز النيران عليهم فى الصباح لم تكن بالكفاءة الكافية مما أمكنهم من سحب خسائرهم وبعض من تبقى على قيد الحياة". وأوضح قائلا "كل همى مايرجعش ولا فرد من الإسرائيليين حى ويكفى الكتيبة فخرا أنه فى عملية العبور لم تتكبد الكتيبة أية خسائر سوى شهيد واحد".
