" لو كنت متشائما ما كنت أستحمل أن أواصل فى قضية الاحترار الحرارى لمدة 30 سنة، وشئنا أم أبينا ستزيد الحرارة الارضية ثلاثة أرباع درجة مئوية فى السنين القادمة حتى لو قرر العالم بكرة الصبح أن يتوقف عن انبعاث الغازات الدفيئة، والحرارة لو زادت عن درجتين لن يستطيع الانسان البقاء". هذا ما أكده مصطفى كمال طلبة الخبير البيئى ورئيس المركز الدولى للبيئة والتنمية، خلال الندوة التى نظمتها جمعية الارتقاء بالبيئة العمرانية بالاشتراك مع اللجنة الثقافية بنادى الجزيرة الرياضى موضحا أن الوضع خطير ويجب أن نتحرك له على مستوى واسع وألا ننتظر". وقد أوضح د. طلبة أن تغير درجة الحرارة الناتج عن تغير المناخ الطبيعى شىء عادى يحدث كل 30 أو 50 سنة ، أما الاحترار الحرارى الناتج عن نشاط الانسان يرجع إلى ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة، وأشار قائلا " كلنا بنركز على تقليل ثانى أكسيد الكربون لانه يمثل 50% من هذه الغازات ونغفل الغازات الدفيئة الأخرى، رغم أنها أكثر خطورة، فغاز الميثان مثلا لا يمثل نسبة كبيرة من الغازات الدفيئة ورغم ذلك كمية ضئيلة منه لها القدرة على رفع درجة الحرارة 40 مرة قدر ثانى أكسيد الكربون، لذا فمهما قللنا من ثانى اكسيد الكربون واهملنا الغازات الاخرى لن نوقف التغيرات المناخية". وأضاف "احنا بنقول وفيها ايه لما ترتفع درجة الحرارة درجتين مش هنحس بفرق، واحنا مش عارفين ان مقياس الدرجتين العالمى كبير جدا، فالفرق بين درجة حرارة العصور الجليدية التى استمرت 10 الاف سنة وعاشت فيها الديناصورات فقط وحاليا هى 5 درجات فقط، يعنى لو زدنا عن 2 درجة هنوصل للنص، وهذا يهدد بقاء الانسان نفسه، يعنى اللى حصل فى 10 آلاف سنة مش هنتأقلم معاه فى 100 سنة". وأوضح طلبة أن مصر نسبتها قليلة من انبعاث الغازات، رغم ذلك نعتبر من أكثر الدول التى سوف تعانى من الارتفاع، فكل الدراسات تؤكد أن السكان فى مصر سيصلون إلى 115 مليونا حتى عام 2035، والذى من المتوقع أن تزداد فيه درجة الحرارة 2 درجة، ومعنى ذلك أننا إذا لم نضع خططا مواجهة الأضرار التى ستتسبب فيها ارتفاع درجة الحرارة، سنتعرض لانهيار وكارثة. وأشار طلبه إلى أن مياه البحار والمحيطات تمتص غاز ثانى أكسيد الكربون وتحتفظ بها، ومنها البحر المتوسط، ومن ثم يزيد من حموضة المياه وبالتالى سيهرب السمك إلى القاع. ومع نقص الأمطار ستتضرر مراعى تربية الحيوانات فى الساحل الشامى وستقل إلى النصف، ومع ارتفاع منسوب المياه إما ستغمر الأراضى أو ستدخل المياه المالحة أسفل التربة وتملحها وفى الحالتين لن تكون الأرض صالحة للزراعة". وأضاف "زيادة معدل البخر سيؤدى إلى تزايد سقوط الأمطار لكن هذا لا يعنى أن الحرارة هتنخفض، لأن البخر أحد غازات ارتفاع الحرارة، كما أنه يجعلنا نتساءل أين سيتساقط المطر مما يهدد مواردنا المائية فى النيل، والتى تخرج دراسات غربية تقول إنها ستزيد 30% وغيرها تقول ستنقص 70%". شدد طلبة على ضرورة استعداد مصر لمواجهة التغيرات المناخية، وكذلك انتشار الأمراض الناتجة عن ذلك مثل الكوليرا والملاريا التى سوف تنتقل نتيجة الهجرة من جنوب أفريقيا لشمالها، واختتم كلامه قائلا "أنا بقالى 15 سنة فى مصر منذ انتهاء منصبى فى منظمة الاممالمتحدة ومش عارف مين بيشتغل فى قضية المناخ فى مصر، وللأسف الأبحاث التى تنشر فى الخارج عن مصر أكثر من البحوث الداخلية.