بعد سيطرة المتمردين الحوثيون الشيعة، الثلاثاء الماضى، على العاصمة اليمنية صنعاء، وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية، ومن خلال متابعة الدور الذى يقوم به الإعلام الإيرانى فى تناوله الأحداث فى اليمن، وتصريحات بعض المسئولين التى تصف صنعاء بالعاصمة الرابعة التى أصبحت تلتحق بركاب إيران، كل هذا يضع علامات استفهام كبرى حول الدور الذى تلعبه إيران فى اليمن. ووصف كبريات الصحف الإيرانية التى تنتمى لجبهة المحافظين "كيهان" ما يحدث فى اليمن بأن الحوثيين حطموا رقماً قياسياً قد لا يتكرر فى تاريخ المنطقة الخليجية، ورأت الصحيفة أن 55 يوماً من عمران إلى تلة التلفزيون فى صنعاء كانت كفيلة بنقل حركة أنصار الله من فئة معزولة خارجة من الحسابات الدولية إلى عامل تأثير أصعب فى حركة المد والجزر لبحرى العرب والأحمر عند مضيق باب المندب الاستراتيجى. وعليه انجلى غبار الرد على قصف الفرقة الأولى مدرعات لمخيمات المعتصمين فى طريق المطار إلى ثلاث نتائج سترسم ملامح شبه الجزيرة العربية برمتها. ورأت الصحيفة أن نتائج سيطرة الحوثيين هى وصولهم للمرة الأولى منذ نشأة حركتهم السياسية منذ 22 عاماً إلى المشاركة فى صناعة القرار الحكومى اليمنى، وخروج قطر كلياً كقوة تأثير فى السياسة اليمنية، بعدما أصبح حليفاها حزب الإصلاح واللواء على محسن الأحمر فارين ومطلوبين للعدالة، وسقوط خطة التقسيم الفيدرالى لليمن إلى غير رجعة، بل وفتح الباب جدياً أمام الجنوبيين المطالبين بالانفصال، وللمرة الأولى منذ العام 1990 إلى المشاركة فى رسم السياستين الاقتصادية والأمنية للجمهورية الموحدة. كما وصف مندوب مدينة طهران فى البرلمان الإيرانى، على رضا زاكانى، صنعاء بالعاصمة العربية الرابعة التى باتت فى طريقها للالتحاق بايران، قائلا "إن ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإسلامية، وإن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التى باتت فى طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية".