حذر المتحدث باسم حركة (فتح) الفلسطينية أحمد عساف من استهداف الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن)، وأكد أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء ووصلت بالتهديد للمس بحياة أبو مازن وهذا ليس بغريب على إسرائيل، حيث حاصرت الشهيد ياسر عرفات لأكثر من ثلاث سنوات وقامت باغتياله وهذا معروف للعالم أجمع، وذلك ردا على تداعيات الهجوم على أبو مازن من قبل الساسة الإسرائيليين واستهداف شخصه. وقال عساف - لإذاعة صوت فلسطين صباح اليوم الثلاثاء - أن "إسرائيل نفذت سياسة الاغتيالات فى حق العشرات بل المئات من القادة الفلسطينيين"، موضحا أن الرئيس الفلسطينى قد ألقى خطابا مهما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر خلاله عن إرادة الشعب الفلسطينى وعن آمال وطموحات هذا الشعب المتمثل فى الخلاص من الاحتلال. وأكد عساف أن هذا الخطاب انسجم مع القانون الدولي.. مشيرا إلى رد الفعل الهستيرى من قبل إسرائيل حيث التقى اليمين مع اليسار، المعارضة مع الحكومة، وهذا دليل على مدى الانزعاج الإسرائيلى من هذا الخطاب ودليل آخر على مدى تأثير هذا الخطاب على مصير الاحتلال الإسرائيلى وبالتالى الذى يقود معركة تحرر وطنى فلسطينى اليوم هو أبو مازن بصفته رئيس الشعب الفلسطينى. وأضاف أن "هذه الهجمة على الرئيس من قبل هذه الحكومة الإرهابية والمجنونة والتى ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بل إبادة جماعية فى حق الشعب الفلسطينى لن نسكت عليها"، على حد قوله. وألمح المتحدث باسم فتح إلى التصريحات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية وعلى الحملة التى أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية والتى ستقوم بها على مستوى العالم تحت مسمى "نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطينى"، قائلا "وكأن شرعية أبو مازن من الحكومة الإسرائيلية العنصرية الفاقدة للشرعية!..فاقد الشيء لا يعطيه". وأكد أن شرعية أبو مازن من شعبه الذى انتخبه والذى يؤيده ويلتف حوله اليوم.. وشرعيته من تاريخه النضالى والذى تجاوز أكثر من 50 عاما وبصفته أحد مؤسسى الثورة الفلسطينية وحركة (فتح). ووصف عساف كل هذه الأساليب الإسرائيلية ب "الفاشلة"، قائلا إنها "ستفشل وجربت فى الماضى ولم تحقق نتائج"، وأكد أن كل هذه التهديدات الإسرائيلية لم تضيف للرئيس إلا إصرارا على المضى قدما فى هذا الطريق الذى سيحقق أهداف الشعب الفلسطينى لإنهاء الاحتلال. وأضاف أنه "بالرغم من ذلك، نحن لا نقلل من قيمة هذه التهديدات، وصحيح أنها ليست جديدة ولكنها تصاعدت بشكل غير مسبوق لأننا الآن على أعتاب مرحلة جديدة لها علاقة بمحاصرة الاحتلال وعزله وصولا إلى دحره وإقامة دولتنا المستقلة". وردا على سؤال حول مخططات سلطة الاحتلال فى الإقدام على اغتيال أبو مازن شخصيا، حذر عساف من سياسة إسرائيل ومن هذه التهديدات، قائلا أن "الغريب فى الموضوع أنها تتم على مرأى ومسمع من العالم ولا أحد يحرك ساكنا". وأضاف أن "أبو مازن هو رئيس الشعب المنتخب وعضو فى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى والأممالمتحدة، وبالرغم من ذلك يتم تهديده بهذه الطريقة ولا أحد فى العالم يفعل شىء، وبالتالى المطلوب هو تحرك عربى وإسلامى ودولى من أجل لجم هذه التصريحات وهذه المواقف الإسرائيلية التى سيكون لها تابعات على كل المنطقة وبالتالى إذا ما أصرت إسرائيل على هذه السياسة". وأكد عساف أن أبو مازن مصر على المضى قدما فى سياسته الهادفة إلى وضع سقف زمنى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.. قائلا إننا "مقبلون على مرحلة الصدام المباشر، وبالتالى إذا كان المجتمع الدولى حقا حريصا على استقرار وسلامة هذه المنطقة فعليه أن يتدخل فورا، ولا نستبعد ولا نستغرب عن هذه الحكومة شئيا التى ارتكبت كل هذه الجرائم فى قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم". وأضاف أن "هذا الخطاب وهذه المواقف التى لا علاقة لها بالواقع إطلاقا تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية ماضية فى سياستها، حيث لم يذكر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى خطابه كلمة واحدة عن السلام أو عن المستقبل أو عن حل الدولتين أو إنهاء الاحتلال أو إزالة المستوطنات، بالعكس أنه أكد أن هذه الأرض لإسرائيل عندما قال "نحن موجودون هنا منذ زمن بعيد والحفريات تؤكد ذلك"، وبالتالى فهو ماض فى سياسته المجنونة"، على حد تعبيره. وأكد أن العالم أجمع يقف إلى جانب الحق الفلسطينى وأن العالم اليوم يؤيد سياسة الرئيس الفلسطيني، وهذا العالم الذى صوت لنا قبل عامين من الآن لأن نكون أعضاء فى الأممالمتحدة كدولة مراقب وهو نفسه الذى صوت لنا بعشرات القرارات بأغلبية ساحقة قد تصل إلى أكثر من 95%. وقال المتحدث باسم فتح إننا "مقبلون على مرحلة سياسية مهمة ومعركة سياسية كبيرة ستكون خلال المرحلة القادمة".. داعيا إلى توحد الشعب الفلسطينى خلال هذه المرحلة خلف الرئيس أبو مازن بشكل واضح من خلال تفعيل المقاومة الشعبية والموقف السياسى الموحد". وتوقع من الأشقاء العرب مواقف سياسية متقدمة ودعما سياسيا وماليا حقيقيا حتى لا يترك الشعب الفلسطينى فريسة لهذا الاحتلال الإسرائيلى البغيض، وطالب المجتمع الدولى أيضا بأن ينتصر لمبادئه المتمثلة فى الحرية والعدالة والديمقراطية. ومن ناحية أخرى اعتبرت حركة التحرير الوطنى الفلسطينية (فتح) أن حملة التحريض والتشويه والتشكيك الإسرائيلية ضد الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" (أبو مازن) تعد إرهابا منظما يهدف إلى التغطية على جرائمها، مؤكدة فشلها فى المساس بشرعية الرئيس ومكانته المرموقة محليا وعربيا ودوليا. وقال المتحدث باسم حركة (فتح) فايز أبو عيطة -فى بيان صحفى اليوم الثلاثاء - إن حملة التحريض مخطط لها مسبقا ويقف على رأسها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان للتغطية على الجرائم التى ارتكبت بحق أطفال ونساء فلسطين لتضليل الرأى العام العالمي".. واصفا حديث "نتنياهو" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ب"المجرم الذى يدافع عن نفسه". وأكد "أبو عيطة" أن إسرائيل لن تنجح فى المساس بشرعية ومكانة الرئيس عباس ولن تنجح فى إخفاء جرائمها بعد أن شاهد العالم حجم الجرائم والمجازر والدمار الذى ألحقه الاحتلال الإسرائيلى بشعب فلسطين. وعلى صعيد آخر، ذكرت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن هناك حالة من التوتر تسود سجن "النقب" الصحراوى بفعل الإهمال الطبى المتعمد للأسرى والإجراءات التعسفية التى تمارسها الإدارة بحقهم وبحق ذويهم أثناء الزيارات. وذكر الأسير "مصطفى عواد" (47 عاما) من "جنين" والمحكوم عليه ب9 سنوات أنه يعانى من شلل فى اليد اليسرى والقدم اليمنى ويعيش برئة واحدة جراء اصابته بعيار قبل الاعتقال، وهو حاليا بحاجة إلى زراعة ركبة والإدارة تماطل فى تقديم العلاج منذ 8 أعوام". أما الأسير "سامى سليم زيود" (38 عاما) من "جنين" والمحكوم عليه بالسجن ل 12 سنة فذكر أنه يعانى من إصابة بالرقبة والفك من يوم الاعتقال وأجريت له عملية جراحية لكن الاصابة أدت إلى صعوبة كبيرة فى البلع أثناء الأكل، لذلك فهو بحاجة إلى عملية جراحية أخرى لكن الإدارة أبلغته برفضها دون سبب رغم أنه عرض إجراءها على حسابه الخاص.