ننشر خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد القيامة وشم النسيم    منخفضًا 0.5%.. تراجع أسعار الذهب في مصر للأسبوع الثاني    محافظ أسوان يتابع نسب التنفيذ ب53 مشروعا بقرية وادي الصعايدة بإدفو    تطورات مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة برعاية مصرية.. «تقدم ملحوظ»    وزير الرياضة يُشيد بنتائج اتحاد الهجن بكأس العرب    في أسبوع المرور العربي.. رسالة من الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب    ضبط 22 ألف قرص تامول مخدر تقدر ب2 مليون جنيه في مطروح    عضو ب«النواب»: توعية المواطنين بقانون التصالح خطوة مهمة لسرعة تطبيقه    تسلم 102 ألف طن قمح من المزارعين في المنيا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد    الرئيس السيسي يعزي رئيس مجلس السيادة السوداني في وفاة نجله    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    صراع الهبوط في الدوري المصري .. ثنائي جماهير تحت التهديد    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    «رونالدو» يقود الهجوم.. تشكيل النصر المتوقع أمام الوحدة في الدوري السعودي    ضياء السيد: أزمة محمد صلاح وحسام حسن ستنتهي.. وأؤيد استمراره مع ليفربول (خاص)    "تنسيقية شباب الأحزاب" تهنئ الشعب المصري بعيد القيامة المجيد    محافظ الوادي الجديد يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    تفاصيل إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارة شرطة يالدقهلية    تأجيل محاكمة عاملين بتهمة قتل مواطن في الجيزة    كل عضو بسعر بالملايين.. اعترافات تقشعر لها الأبدان للمتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    عيد العمال.. مدارس التكنولوجيا التطبيقية طريق الفنيين للعالمية    اليوم.. إعادة فتح البوابة الإلكترونية لتسجيل استمارة الدبلومات الفنية 2024    علي ربيع الأضعف جماهيريًا الجمعة.. تعرف على إيرادات فيلم عالماشي    تقديرًا لدوره الوطني خلال حرب أكتوبر.. «الوطنية للإعلام» تنعى الإعلامي الراحل أحمد أبوالسعود    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    "السياحة" في أسبوع.. مد تحفيز برنامج الطيران العارض.. والاستعداد لموسم الحج    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    مستشار الرئيس للصحة: مصر في طريقها للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    شم النسيم.. تعرف على أضرار الإفراط في تناول الفسيخ    الكشف على 2078 حالة في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    تفاصيل مشروعات الطرق والمرافق بتوسعات مدينتي سفنكس والشروق    وزير الري: نعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين بالصعيد    الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي تُناقش آفاق التعاون مع وكالة تمويل الصادرات البريطانية    الدفاع الأوكرانية: تمكنا من صد عشرات الهجمات الروسية معظمها بالقرب من باخموت وأفديفكا    كوريا الجنوبية: ارتفاع عدد الهاربين للبلاد من الشمال لأكثر من 34 ألفا    الصحة السعودية تؤكد عدم تسجيل إصابات جديدة بالتسمم الغذائي    إندونيسيا: 106 زلازل ضربت إقليم "جاوة الغربية" الشهر الماضي    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    ما حكم الإحتفال بشم النسيم والتنزه في هذا اليوم؟.. «الإفتاء» تُجيب    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    إسماعيل يوسف: كهربا أفضل من موديست.. وكولر يحاول استفزازه    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    عاجل| مصر تكثف أعمال الإسقاط الجوي اليومي للمساعدات الإنسانية والإغاثية على غزة    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    «سببت إزعاج لبعض الناس».. توفيق عكاشة يكشف أسباب ابتعاده عن الإعلام    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    حفل ختام الانشطة بحضور قيادات التعليم ونقابة المعلمين في بني سويف    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 46.. حسنى مبارك بعيداً عن السلطة..رصد اتصالات بمبارك بعد التنحى.. والصدفة وحدها كشفت استمرار زكريا عزمى فى القصر الرئاسى
نشر في اليوم السابع يوم 06 - 08 - 2014

تنحى مبارك وانسحب إلى شرم الشيخ، ومثلما لعبت المفارقات والمصادفات لعبتها مع مبارك، ليصل إلى قمة السلطة، فإن نفس المفارقات جعلت من مبارك مستمرا بعد خروجه من السلطة، وبعد أن ظل متأخرا فى اتخاذ القرارات المصيرية فى الأيام الأخيرة، فقد جاءت لحظة شعر فيها أنه لم يعد موجودا أو أن عليه أن يرتب أوضاعه بعد السلطة. بدا مبارك فى لحظة ما مستسلما لأقداره، وبدأ يعيد تأمل مسيرة حياته من دون قرار، فلم يعد القرار فى يده، شعر مبارك أن سلطته تتراجع بعد البيان الأول للمجلس العسكرى، وبالرغم مما بدا من سعى كل الأطراف فى المجلس العسكرى للحفاظ على مبارك، لكن وضح أن الجميع شعر فى لحظة ما أن المشكلة أصبحت فى مبارك، خاصة بعد خطابه الأخير الذى تدخل جمال مبارك فيه ليجعله أحد عناصر الغضب الإضافية.
كان رفض المشير طنطاوى لتولى منصب نائب الرئيس عندما عرضه مبارك مؤشرا على استشعار المشير لكون سلطة مبارك انتهت، وساهم الموقف الأمريكى وإصرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما على رحيل مبارك، فى الإسراع بالخروج، بالرغم من أن مبارك قال إنه يرفض التدخل الخارجى فى القرار، وللمفارقة أن المحاولات التى بذلها جمال مبارك ومعه والدته، للحفاظ على السلطة، كانت أحد أسباب الإطاحة به، وآخرها تدخل جمال فى الخطاب الأخير، وحذف كل ما يمت للتنحى، وبعدها انتهت أى سلطة لمبارك وجمال وأصبحا مع علاء محل قرارات المجلس العسكرى.
كانت فكرة الحوار الوطنى التى بدأها نائب الرئيس عمر سليمان تدور فى الوقت الضائع، فلا يوجد قيادات حزبية أو أحزاب قوية، وكانت جماعة الإخوان ظهرت فى الصورة بقوة، وكان اختيار عمر سليمان نائباً، والفريق أحمد شفيق رئيساً للوزراء، متأخرا ولم يترك أثرا فى الشارع وميدان التحرير. ويقول سامى عنان: لكن توقيت الحوار لم يكن يساعد على النجاح، فالحوار يتم تحت ضغط نتيجة لما يحدث فى الشارع والاختلاف المفاجئ فى موازين القوى يقلل من فرص التفاهم والتواصل، ويضيف عنان: أثبتت التجربة أن الأحزاب السياسية فى مصر بالغة الضعف والتهافت، ولا تملك قواعد شعبية قادرة على التأثير، وهذه الوضعية هى ما تبرر ارتماء أغلبية هذه الأحزاب فى أحضان الإخوان، لأن الجماعة هى الأقوى والأكثر تنظيماً.
إذا كان عمر سليمان أعلن رسميا تنحى مبارك عن السلطة مساء يوم 11 فبراير، فإن قرار التنحى، توافق عليه المشير طنطاوى، والمجلس العسكرى ورئيس الحكومة الجديدة وعرضوه عليه فوافق عليه بسهولة لأنه أدرك قبلها بأسبوع أنه يستحيل عليه البقاء فى منصبه.. ولم يكن هو من اتخذ قرار تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، إنما طلب منه فوافق عليه، وكان المشير قد حصل على موافقة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تولى إدارة شؤون البلاد مساء يوم الخميس 10 فبراير، خلال اجتماع المجلس الذى تم لأول مرة بدون مبارك.
وكان هناك إصرار على رحيل مبارك ويوم الجمعة 11 فبراير 2011 أعلن تخليه عن منصبه، على أن تتم إذاعة نبأ التخلى بعد سفره إلى شرم الشيخ صباح الجمعة، وفى 12 فبراير 2011 وقع عمر سليمان، نائب الرئيس، قراره بالتخلى عن موقعه، وأصبحت السلطة فى يد المشير طنطاوى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
بالرغم من أن المجلس العسكرى تولى السلطة قبل يوم من إعلان تنحى مبارك، فى اجتماع المجلس بدون مبارك وسيطرة الجيش على مبنى ماسبيرو وإبعاد أنس الفقى، ولم يبد أن لدى المشير طنطاوى والمجلس العسكرى تصورا عن اليوم التالى، وقد أنهى دور النائب عمر سليمان، فكرة المجلس الرئاسى، وانسحب عمر سليمان بعد شعوره بأن السلطة أصبحت فى يد المشير والمجلس العسكرى، ومع هذا فقد تمسك طنطاوى بالفريق أحمد شفيق فى رئاسة الوزراء ويقول شفيق: طلبت من طنطاوى، مرتين، إحالتى إلى المعاش لكنه كان يرفض ويقول: يا أحمد، أنت عاوز تخربها وخلاص يا أحمد؟ إيه الكلام الفارغ ده؟ لكن بعد تزايد الضغوط للمطالبة باستقالة شفيق، قال المشير لشفيق: كنت طلبت الاستقالة فقال له: نعم.
فقال له: أنا قبلتها. ويقول شفيق: وفى ذلك الوقت، كان حسين طنطاوى ومجموعته يطبخون شروط الترشح للرئاسة، فجاءنى زويل لأتغدى معه، وقال لى إنه كان عند طنطاوى وسأله: ما معنى أن تضعوا ضمن شروط الترشح، أن تكون زوجة المرشح مصرية؟ والكل يعلم أن زوجة زويل سورية، فوعده المشير بأنه سيدرس الأمر، ويعلق شفيق: أدركت عندها أن الشروط وُضعت لتحرم البعض من فرصة الترشح، كان الدكتور أحمد زويل من بين الشخصيات العامة التى ظهرت فى هذه المرحلة، وأصدر عدة بيانات حول الإصلاح والمستقبل من مقر إقامته بفندق ماريوت.
وكثيرون ممن شاركوا فى مظاهرات إسقاط مبارك، لم يتوصلوا إلى «كيف أسقطوه»، وعجز كثيرون عن معرفة طريقهم فى بناء نظام جديد، لليوم التالى من خروج مبارك، وتخبطوا كثيرا وساروا فى طرقات مختلفة بحثا عن طريق الخروج من نظام مبارك، فإذا بهم يكتشفون بعد طول السير أنهم يدخلون من حيث خرجوا، وبالرغم من ظهور نظام مبارك كنظام قوى، فقد بدا ما بعد انسحابه أشبه بما بعد الانفجارات النووية، إشعاع وتأثيرات تفوق الانفجار نفسه. وبدت التأثيرات التى تركها مبارك على النظام، من حيث عدم توقع أى طرف من الأطراف لما يجب أن يتم، وبدأت المطالب والمساعى والتحالفات متناقضة، خاصة بعد أن تم فض ميدان التحرير فى أعقاب تنحى مبارك.
قرر المجلس العسكرى تشكيل لجنة عليا لدراسة الوضع، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وكان التشكيل يضم السيد المستشار ممدوح مرعى وزير العدل، والسيد المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا، واللواء ممدوح شاهين كممثل قانونى عن القوات المسلحة، ولم يتطرق التفكير إلى الإخوان فى البداية، ولم يكن اتجاه المجلس العسكرى واضحا، ولا اتجاهات قيادات الميدان، وبدأت وحدة الأيام الأولى تتسرب، لتحل مكانها مطالب متناقضة، كانت هناك مطالب بالبدء فى وضع الدستور، وخرجت شعارات من الميدان ترفض إقرار دستور تحت حكم العسكر، وكانت لجنة تعديل الدستور التى شكلها مبارك انتهت من تعديلات تم رفضها لكونها، حسب آراء من الميدان، تنتمى لمبارك وعصره، ورفضوا الاستمرار مع دستور 71، وكان هناك من طالب باستمراره.
من هنا بدا المجلس العسكرى مرتبكا، وكأنه فوجئ بانتقال السلطة إليه، وقال سامى عنان: لم يكن أمامنا إلا أن نلتزم بما يوصى به القانونيون من أهل العلم والتخصص، ويقول: الانتخابات أولاً أم الدستور أولاً.. قضية يتحدث عنها الكثيرون، والخلل الرئيسى هنا هو إدخال الجيش كطرف فى المعادلة، وإغفال حقيقة أن المشير طنطاوى كان مستعداً لتنفيذ ما تشير به اللجنة القانونية، وأصر على ألا تزيد الفترة الانتقالية على ثلاثة أشهر، بهدف الحفاظ على الجيش من السياسة، وعودة الحياة إلى إيقاعها التقليدى، لكن اللجنة القانونية رأت أن ثلاثة شهور لا تكفى لإعداد الدستور والتوافق حوله والاستفتاء عليه، وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية، وقالت اللجنة، إن هذا الملف يحتاج بين عام ونصف العام وعامين، وجاءت التوصية بانتخابات مجلسى الشعب والشورى، خلال ستة أشهر، ثم الدعوة إلى انتخابات رئاسية، على أن يتولى المنتخبون شعبياً مهمة إعداد الدستور. ويقول عنان: لو أننا فعلنا العكس وأعددنا الدستور أولاً، لقيل إن العسكريين يضعون الدستور وفقاً لمصالحهم، وكان شعار: «لا دستور فى ظل المجلس العسكرى». وفى 13 فبراير 2011 أعلن المجلس العسكرى التزامه بعدم الاستمرار فى الحكم، وتعهد بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة فى غضون ستة أشهر، أو حتى يتم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتعطيل مجلسى الشعب والشورى 2010 وتعليق العمل بدستور 1971.
تشكلت لجنة لتعديل بعض مواد دستور 1971 كان التيار الوحيد الممثل فيها هو «الإخوان المسلمين»، ومثلهم صبحى صالح، فضلا على المستشار طارق البشرى، وجرى استفتاء 19 مارس 2011، الذى كان بداية شق الصف بين القوى الدينية والمدنية، ووقتها كان الإخوان قد اقتربوا من المجلس العسكرى وأيدوا إجراءاته وحشدوا لتأييدها، بداية الخطأ الذى سوف يتسبب فى كل الارتباك والتضارب، فقد ارتفعت دعوات من داخل الميدان بإقالة أحمد شفيق ولم تكن هناك أسماء مطروحة، وورد اسم الدكتور عصام شرف وزير النقل فى عهد مبارك، الذى كان ظهر فى مظاهرات ما بعد جمعة الغضب، وتم اختياره رئيسا للوزراء ويومها رفعه البعض على الأعناق فى الميدان حيث ذهب ليخطب ويعد المتظاهرين بتحقيق أهداف الثورة.
كانت قرارات المجلس العسكرى بداية الصراعات، وساعد فيها تناقضات وتضارب الآراء والمطالب، بينما اختفى مبارك من السلطة وانتقل إلى شرم الشيخ، لكنه لم يغب عن الصورة، وظل حاضرا بقوة، اختار مبارك شرم الشيخ لتأكده من كونها مؤمنة بشكل تام، فالمدينة بعيدة عن الأنظار وعن تمركز الجيش وقريبة من البحر، وكان هناك من يتحدث عن اتصالات يجريها مبارك ويتلقاها من حين لآخر بعد انتقاله إلى شرم الشيخ، وكان ممن أثاروا هذا الأمر الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما ذكر فى حديث له فى 21 فبراير 2011، وقال إن مبارك لا يزال يتلقى اتصالات من كل مكان، التليفونات لا تتوقف بين القاهرة وشرم الشيخ، نحن أمام بؤرة خطر فى شرم الشيخ لا بد من إزالتها لضمان نجاح الثورة، بقاء مبارك فى شرم الشيخ ممكن أن يشكل مركزا مناوئا للثورة ويؤدى إلى مشاكل وإن موقع شرم الشيخ يستغله أناس كثيرون ممن يرفضون تنحى مبارك واعتبر بقاء مبارك فى شرم الشيخ خطرا، لكن ما اتضح بعد ذلك أن زكريا عزمى رئيس الديوان الرئاسى هو الذى بقى فى القصر بعد رحيل مبارك، ولعل هذا هو ما دفع كثيرين للقول بأن مبارك ما يزال يواصل اتصالاته. نقلت صحف عن مصدر قريب من المجلس العسكرى القول، إنه سمع عن اتصال هاتفى أو أكثر جرى بين مبارك وشخصيات مهمة فى إدارة شؤون البلاد خلال الأيام الماضية وإن طاقم المعاونين لمبارك مازال يتحرك بين القاهرة وشرم الشيخ جيئة وذهابا.
اكتشف الناس وجود زكريا بالمصادفة، عندما أجرى مداخلة مع برنامج تليفزيونى، يوم 9 مارس 2011، مع الإعلامى جمال عنايت ودافع عن نفسه، ونفى أن يكون متورطا فى الفساد، وقال، إنه الآن لا يعمل مع مبارك وكشف أن يعمل بتكليف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى القصر الرئاسى حتى يأتى رئيس جديد، وأنه مسؤول عن مؤسسة الرئاسة حتى يتسلمها غيره، وقال إنه اتصل بمبارك بعد التنحى «يمكن فى اليوم الأول أو الثانى، إذ كنا نعمل مع الرئيس مبارك وهى فترة انتهت ومضت، ونحن نحيى ثورة 25 يناير بلا نقاش ونشارك الكل فى هذا لأنها نقلة فى تاريخ مصر، والتاريخ سيحاسب كل شخص عما فعله».
لكن الحقيقة أن مبارك كان فى صباح السبت 12 فبراير 2011، ما يزال لم يستوعب بعد فكرة أنه لم يعد صاحب سلطة، واستيقظ فى الخامسة صباحا، كما اعتاد طوال أكثر من خمسين عاما، لكنه للمرة الأولى لم يكن فى شرم الشيخ لقضاء إجازة، وقد أصيب بشبه أزمة قلبية، لكن حالته كانت أفضل من حالة زوجته سوزان ثابت التى كانت تبدو شاحبة، تعانى من تأثيرات انهيارات الأمس، عندما غادرت الطائرة من القصر، وسندها الحرس وحاولوا تهدئتها لتركب الطائرة مع ولديها جمال وعلاء، طلب الانتقال إلى شرم الشيخ متصورا أن تنحيه سيكون كافيا لامتصاص الغضب الشعبى، لكن الشارع لم يهدأ وطالب بمحاكمته، مع أحاديث عن ثروته ومخالفاته ومسؤوليته عن قتل المتظاهرين، وبعد 60 يوما على تنحيه عندما سجل بيانا صوتيا أرسله لقناة العربية التى أذاعته يوم 10 إبريل 2011، يؤكد فيه أنه وأسرته ليس لديهم أموال فى الخارج وأن كل ما يملكونه موجود فى حسابات ببنوك مصرية.
ومن المفارقات أن مبارك بالرغم من طول بقائه فى الحكم، واستعانته بكثير من السياسيين والوزراء، لم يترك خلفه من يدافعون عن نظامه، وحتى هؤلاء الذين كانوا يبالغون فى مدح مناقبه وصفاته، وديمقراطيته، انقلبوا عليه، وسارع كل منهم بتبرئة نفسه، والتأكيد أن مبارك كان حاكما فردا، لا يسمع لغير نفسه، وعليه لم يترك من يدافعون عنه مثل السادات أو عبدالناصر، بل ترك منتقمين، ومن المفارقات أن كل من كانوا يمثلون أعمدة النظام تبرأوا منه، وقال فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، إنه كان يعلم أن كارثة ستحدث بعد انتخابات مجلس الشعب وما شابها من تزوير وإنه حذر من أفعال أحمد عز، وقال إن علاقته به كانت متوترة، وقال سرور، إنه كان مسؤولا عن إدارة مجلس الشعب وليس عن القوانين.
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 45.. مبارك يتراجع.. والمشير يتقدم..مبارك عرض على طنطاوى منصب النائب قبل عمر سليمان لكن المشير رفض فقال له: روح بيتك
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 44.. مبارك.. ونهاية دور عمر سليمان..جمال مبارك تدخل فى الخطاب الأخير لمبارك وحذف منه كل ما يتصل بالتنحى..مبارك رفض عرض عمر سليمان بالسفر للخارج
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 43..مبارك وحسين سالم.. لغز الألغاز..لغز المليارات التى هربها حسين سالم بعد ثورة يناير بطائرة خاصة من مطار شرم الشيخ
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 42..مناورات اللحظة الأخيرة بين مبارك وأوباما..مبارك التقى فرانك وايزنر وقال له إنه سيترشح ثم عاد وقال لن أترشح فأصيب أوباما بارتباك
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 41.. مبارك بعد فوات الأوان.. عمر سليمان رفع لمبارك تقريرا يوم 19 يناير يحذره من المظاهرات لكنه تجاهله وأحاله إلى رئيس الوزراء
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 40.. مبارك وتونس والإنذار الأخير..بعد هروب الرئيس التونسى قال مبارك لعمر سليمان: أنا مش جبان علشان أهرب زى زين العابدين بن على
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 39.. مبارك وعمر سليمان والمشير.. توازن الأمن..اللواء عمر سليمان الذى كان أقرب المقربين لمبارك لم يكن يحظى بثقة كاملة من الرئيس
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح»
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 37.. مبارك والشاطر والإخوان.. من التحالف للصدام .. رسالة الجماعة لرئيس المخابرات: لا نسعى إلى الحكم وعلى استعداد تقديم ضمانات ..ورد مبارك: "اتركوهم يعملوا"
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 36 ..مبارك والعادلى.. الأمن والسياسة ..مبارك تردد فى تعيين العادلى بعد حادث الأقصر وفكر فى تعيين وزير من الجيش لولا تحذير زكريا عزمى
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 35 ..مبارك وتحالف جمال وزكريا عزمى وأحمد عز.. أحمد نظيف يقدم سجل إنجازاته فى خمس سنوات ويتحدث عن نسبة النمو ويتجاهل الفقراء.. زكريا عزمى يلعب دوراً مزدوجاً
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 34.. مبارك يترشح وجمال يحكم..ترشح مبارك وفاز لكن جمال هو الذى كسب المزيد من السلطة داخل الحزب والحكومة وسيطر على حكومة نظيف
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. حلقة 33.. مبارك سافر لإجراء جراحة خطرة بألمانيا وقال: اعتبرونى إجازة ورفض تعيين نائب.. أعلن تعديل الدستور من مدرسة المساعى المشكورة وعاد للمنوفية بعد غياب نصف قرن
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 32.. مبارك وجورج بوش والفرص الضائعة..نجا مبارك من حرب الخليج الأولى والثانية وأصر على التلاعب بمطالب الأمريكان بين التغيير والهروب
للاطلاع على المزيد من حلقات مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" أضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.