سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    ضغوط جديدة على بايدن، أدلة تثبت انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي في غزة    سيد عبد الحفيظ: أتمنى الزمالك يكسب الكونفدرالية عشان نأخذ ثأر سوبر 94    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    تستمر يومين.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب مصر خلال ساعات    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    وفاة الإذاعي أحمد أبو السعود رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية الأسبق.. تعرف على موعد تشييع جثمانه    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    تعثر أمام هوفنهايم.. لايبزيج يفرط في انتزاع المركز الثالث بالبوندسليجا    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 42..مناورات اللحظة الأخيرة بين مبارك وأوباما..مبارك التقى فرانك وايزنر وقال له إنه سيترشح ثم عاد وقال لن أترشح فأصيب أوباما بارتباك
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 08 - 2014

سوف يتوقف مبارك كثيرا عند مايسميه مؤامرة على إسقاط النظام، لكنه لا يستطيع وهو خارج السلطة أن يتجاهل الأخطاء التى ارتكبها والتحذيرات والأجراس التى دقت له، وكانت المؤشرات واضحة، ولو كانت هناك مؤامرات فقد بدأت بعد التأكد من فقدان مبارك قدراته التى ميزته طوال فترة حكمه، ولم يكن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يمكنه الضغط على مبارك، لولا أنه كان متأكدا أن مبارك لم يعد هو نفسه الذى رآه فى الولايات المتحدة قبل شهور قليلة، والذى أبدى له غضبا لمجرد أن بعض أعضاء إدارة أوباما حدث مبارك عن الديمقراطية.
بعد مظاهرات يناير، كان العالم يتابع، وحسنى مبارك أحد أهم حلفاء أمريكا الذى تراوحت العلاقة بينهما بين الصعود والهبوط. عاصر مبارك 6 رؤساء أمريكيين من نهاية حكم الرئيس كارتر مرورا بالجمهورى رونالد ريجان لفترتين، ثم الجمهورى جورج بوش الأب فترة، ثم الديمقراطى بيل كلينتون فترتين، وجورج دبليو بوش لفترتين، وأخيرا باراك أوباما فى فترته الأولى. خلال هذه السنوات حافظ مبارك على علاقته بالولايات المتحدة مقتديا بالرئيس السادات أن أمريكا معها %99 من أوراق اللعب فى الشرق الأوسط، لكن الأمر لم يخل من شد وجذب.
كان الأمريكيون كثيرا ما ينظرون لمبارك نظرات متناقضة، ويعتبروه مراوغا، وأنه يحافظ دائما على شعرة العلاقة معهم لكنه كثيرا ما كان يخدعهم، لأنهم كانوا يعتبرونه مراوغا، له خبرة فى السلطة مكنته من السيطرة على السلطة فى أكبر دولة عربية لثلاثة عقود. ويعتبروه أستاذا فى فن البقاء، لأن مبارك عاصر الكثير من الأحداث سقطت أنظمة وتفككت إمبراطوريات وقامت حروب وإرهاب وبقى مبارك فى السلطة. كان حليفا مهما وإحدى ضمانات استقرار السلام. أما مبارك فقد كان دائما ما يقول «المتغطى بالأمريكان عريان»، وأن أمريكا لا تساند أحدا، لكنها تعرف مصالحها.
ولهذا عندما قامت مظاهرات يناير 2011 كان هناك حالة من القلق والارتباك فى الإدارة الأمريكية وأيضا فى إسرائيل وذكرت «كيم غطاس» مراسلة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، وإحدى المقربات من دوائر صنع القرار الأمريكى: كانت هناك نقاشات واسعة فى أروقة الإدارة الأمريكية حول الموقف فى مصر بعد اندلاع المظاهرات فى الشوارع.. كان بعض المسؤولين يدركون خطر انهيار مؤسسات الدولة، بشكل يلقى مصر فى جوف هاوية عميقة، خاصة أن مبارك لم يكف عن التلويح بأن البديل له، هو فوضى الإرهاب والتطرف»، وكانت إسرائيل أيضاً تشعر برعب من أن يتم استبدال نظام مبارك بحكومة متطرفة، ومهما كان السلام مع مبارك بارداً، ظل يحافظ على معاهدة السلام.
هيلارى كلينتون وزير الخارجية الأمريكية السابقة فى إدارة باراك أوباما قدمت رصدًا لمواقف إدارة أوباما من ثورة 25 يناير، وكانت هيلارى حتى اليوم الأخير لمبارك، تعتبره حليفا ثابتا وقويا للولايات المتحدة. أحد مساعدى أوباما قال: «نحن نعرف مبارك. ولا أحد يعرف ما قد يأتى بعده. وعندما لا تعرف ماذا بعد. من الصعب أن تطالب أى شخص بأن يذهب». لكن أوباما كانت وجهة نظره: «إذا لم نطلب من مبارك الذهاب، لن يستطيع البقاء لقد فقد السيطرة».
هيلارى كلينتون كانت تعرف مبارك جيدًا وعبرت عن قلقها من «تبديل ديكتاتور معتدل بمتطرف منتخب لا نعرفه. وكان لتحفظها جزء شخصى، هو علاقتها وزوجها الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كيلنتون مع الرئيس حسنى وزوجته سوزان، فى إبريل 1993، استقبل كلينتون مبارك فى البيت الأبيض. وقالت هيلارى: أنا أعتبر مبارك وزوجته صديقين لعائلتى.
هيلارى كلينتون تحدثت فى مذكراتها «خيارات صعبة»، عن الانقسام داخل الإدارة الأمريكية من أحداث يناير 2011، وتقول إنها دفعت باتجاه بدء مبارك فى عملية انتقال منظم للسلطة، يكون فيه دور ما لرئيس المخابرات عمر سليمان، وصنفت نفسها ضمن الحرس القديم الذين كانوا خائفين من الرحيل الفورى لمبارك ومعها جو بايدن، نائب الرئيس، ومستشار الأمن القومى توم دونيلون، ووزير الدفاع روبرت جيتس، بينما جيل الشباب. وعلى رأسهم سامنثا باور، كبيرة المستشارين فى السياسة الخارجية، كانوا يلحون على أوباما قائلين: لا يمكننا أن نوقف التاريخ ونعرض مصداقيتنا للخطر.
أوباما تعامل بوجهتى النظر وكان يعلن تأييده للشباب فى المظاهرات ويرسل مسؤولين للقاهرة للقاء مبارك.
وقد أيدت مذكرات وزير الدفاع الأمريكى فى فترة أوباما الأولى، روبرت جيتس، ما ذكرته هيلارى التى قالت: لم يكن مبارك يستمع لأحد، واقترحت على أوباما إيفاد السفير السابق فى القاهرة فرانك ويزنر ليحمل رسالة إلى مبارك يطالبه فيها بإلغاء قانون الطوارئ، ويتعهد بعدم ترشيح نفسه أو ابنه جمال كوريث له. وافق أوباما. وفى 31 يناير، التقى ويزنر مع مبارك، وقال إنه كان عصبياً متوتراً ومضطرباً، لكنه لم يكن مستعداً للتخلى عن السلطة، هذا العجوز العنيد، صم أذنيه، ولم يكن يفكر فى تغيير طريقته فى إدارة الأمور. لم يكن حاسما فيما يخص الترشح أو البقاء، وتعامل بمناورة بأنه ينوى الترشح لفترة جديدة فى 2011. وفى نهاية اللقاء قال إنه لن يقضى يوما بعد نهاية فترته.
سافر ويزنر إلى ميونخ، حيث كان ينعقد مؤتمر الأمن الدولى لمناقشة الوضع فى مصر، وقال فى إحدى الجلسات: إن مبارك يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا فى مستقبل مصر. أبدى أوباما اعتراضه وقال لهيلارى كلينتون إنه غير راض عن هذه الرسائل التى تدعو إلى الارتباك.
كانت هناك نقطة تثير قلق الإدارة الأمريكية كما ذكرت مراسلة بى بى سى كيم غطاس: «أن وراء مبارك مؤسسة هائلة لم تمس، قادرة على إدارة الأمور به أو بدونه. كانت الولايات المتحدة واعية تماماً بمدى حجم وقوة الجيش المصرى، خاصة بعد أن التزم بعدم إطلاق النار على المتظاهرين فى الشوارع. وأبدت هيلارى مخاوفها من أن يأخذ الجيش السلطة.
كان مبارك قد عين عمر سليمان نائباً له بغير حماس، على أمل تهدئة المتظاهرين، وتقول هيلارى لا تعيين سليمان ولا الحوار الوطنى نجحا فى طمأنة المتظاهرين. بعدها، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً، أعلن أنه يساند المطالب المشروعة للمتظاهرين، ويتعهد بعدم إطلاق النار. كان من المفترض أن تكون هذه إشارة شديدة الوضوح لمبارك، بأنه لا سبيل أمامه للاستمرار فى السلطة.
كانت علاقة مصر بأمريكا فى عصر مبارك متشعبة، فى الثمانينيات كان مبارك حريصاً على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وفى التسعينيات حصل تقارب فى العلاقات بين البلدين بعد مشاركة مصر فى حرب تحرير الكويت، وظلت العلاقة مع إدارة بيل كلينتون مستقرة، حتى مباحثات كامب ديفيد الثانية مع الفلسطينيين عندما ضغط الرئيس كلينتون على عرفات لقبول وضعية مختلفة للقدس واللاجئين، ورفض عرفات، وطلبوا من مبارك الضغط على عرفات، لكن مبارك رفض وساند وجهة نظر عرفات، عندها حدثت فجوة مع كلينتون وبعدها تم استهداف عرفات، واستمرت الفجوة فى عهد إدارة جورج دبليو بوش، وكانت العلاقة بين مبارك وبوش مترددة، بين التقارب والتباعد، خاصة أن مبارك كان متحفظا على غزو الولايات المتحدة للعراق وشهدت العلاقة مع الولايات المتحدة فى عهد بوش منعطفات مختلفة كان مبارك رافضا للمشاركة فى الحرب على العراق على عكس موقفه من تحرير الكويت، لأنه كان يرى صدام غازيا، وقد سرب الأمريكان أن مبارك أبلغ إدارة بوش بامتلاك صدام لأسلحة بيولوجية، وهو ما نفاه مبارك واعتبره افتراء.
وبعد غزو العراق بدأت الولايات المتحدة تضغط من أجل الديمقراطية فى الأنظمة العربية بينما مبارك كان يعلن أن الإصلاح مستمر من الداخل. كان هذا التوقيت بين 2003 و2004، وبعدها قال مبارك إن الأمريكان يريدون منه الرحيل عن الحكم. وقد ذكر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق فى مذكراته أن مبارك أبلغه عام 2005 أن الأمريكيين يريدون منه الرحيل يقول أبوالغيط: سار معى الرئيس، وأنا أقترب من باب الصالون المتسع الذى استقبلنى به، فى الدور الأرضى بقصر الاتحادية فى هليوبوليس، وقال جملة موجزة، صدمتنى، ولم أتحدث بها مع شخص قط.. قال إنه لا يستبعد أن تكون لدى الأمريكيين رغبة فى إقصائه عن الحكم. يقول أبوالغيط: دُهشتُ لهذا القول... ويقول أبوالغيط إنه استمع كثيرا لمبارك وهو يقول: المتغطى بالأمريكان «عريان». رددها فى نقاشاته حول أوضاع باكستان، وما وقع للجنرال مشرف من اضطرار إلى التخلى عن السلطة فى عام 2008.
كان مبارك زار مزرعة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى تكساس عام 2004. وغضب عندما حدثه بعض مساعدى بوش عن الديمقراطية، وتوقف مبارك عن زيارة أمريكا، وأرسل جمال مبارك 2006. وكثيرا ما كانت الإدارة الأمريكية تستخدم فى ضغوطها على مبارك فى القضايا الإقليمية، أوراقا داخلية، يستقبلون معارضين أو يضغطون فى الكونجرس لخفض المعونات.
وكانت الزيارة الأخيرة لمبارك إلى واشنطن 2010 وغضب من صدور بيان من البيت الأبيض 1 سبتمبر، أشار إلى أن الرئيس أوباما أكد خلال لقائه بمبارك على أهمية وجود منافسة سياسية مفتوحة، وانتخابات شفافة فى مصر، غضب مبارك وكان هذا قبل شهور قليلة من مظاهرات يناير.
مع أحداث يناير كانت الإدارة الأمريكية تائهة بين سيناريوهين وكما وصف مسؤول أمريكى: إما أن نشهد تكرار عام 1989 عام سقوط سور برلين وما أعقبته من الانفتاح السياسى والاقتصادى بأوروبا الشرقية، وسيناريو عام 1979 شهد الثورة الإسلامية بقيادة الخومينى فى إيران، وكانت التوصية لا نريد خومينى آخر فى مصر.
يوم 1 فبراير، أعلن مبارك أنه لن يسعى لإعادة ترشح نفسه، لكنه لم يشر إلى عدم ترشح ابنه جمال. واتصل أوباما بمبارك فى نفس يوم 1 فبراير فى مكالمة استمرت 30 دقيقة. وقال لمبارك: أنت قائد خدمت بلادك لزمن طويل، لكن الأمور بهذا الشكل لن تتم. وعليك أن تعجل بنقل السلطة. أعرف حبك لوطنك ولا شك أن آخر شىء تريده لبلادك هو عدم الاستقرار.
رد مبارك على أوباما: أنت لا تعرف شعبى، هم يعرفون أننى وحدى القادر على تحقيق الاستقرار فى مصر. فسأله أوباما: ماذا لو كنت مخطئاً؟ رد مبارك: أنت لا تعرف شعبى.. هنا قال أوباما: دعنا نتحدث إذن مجدداً بعد 24 ساعة. لكن مبارك رد: لا، سوف نتحدث بعد بضعة أيام، سيكون كل شىء أصبح على ما يرام.
أوباما قال: ربما كنت محقاً لكن ماذا لو كنت على خطأ؟ المخاطر عالية جداً بالنسبة لك أيضاً. هذا الوضع لن يستمر إلى الأبد. لكن مبارك أنهى المكالمة: أقول لك إننى أنا من يعرف شعبى، أنت الذى لا يعرفه.
وكانت تلك هى آخر مكالمة بين مبارك وأوباما. وفى اليوم التالى، حدثت موقعة الجمل. اتصلت هيلارى كلينتون بنائب الرئيس عمر سليمان. وطمأنها أن هذا الموقف لن يتكرر.
علمت هيلارى من قيادات بالجيش أن مبارك سيعلن استقالته مساء 10 فبراير. ورفع رئيس المخابرات المركزية ليون بانيتا تقريرا للكونجرس يقول إن هناك احتمالاً كبيراً بأن مبارك سيتنحى فى هذا المساء.. أما هيلارى فتقول إنها كانت مقتنعة بأن مبارك سيراوغ. وقالت لمعاونيها: لا أتخيل أن هذا العجوز سيقف ويقول: أنا راحل. هكذا ببساطة. استمرت خطبة مبارك 17 دقيقة.. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: ما زلنا نحاول فك ألغاز كلماته. كان مدير المخابرات، يبدو فى صورة الأبله الذى يستقى معلوماته من الإعلام ورفع تقريرا خاطئا.
مساء ذلك اليوم، اتصل وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس بوزير الدفاع المشير حسين طنطاوى، وقال له إن الوضع الآن خطر. وعلى مبارك أن يرحل. وتقول كيم غطاس إن جنرالات الجيش كانوا بالفعل مرهقين ومتوترين، لكنهم كانوا يوازنون بين الخيارات المطروحة أمامهم، ولم يبدوا إعجابهم أو حماسهم للاستماع لنصائح من الخارج.
وعندما ألقى نائب الرئيس عمر سليمان بيان التنحى كان الأمر مفاجأة، فيما بدا للأمريكان وكأن مبارك يلعب معهم فصلا جديدا. لكن الحقيقة أن الأمريكان لم يكن ممكنا أن يمنعوا سقوط مبارك لأنه كان قد تجاهل عشرات التقارير والإشارات، وسقط فى الداخل أولا بعد أن أضاع الفرص.
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 41.. مبارك بعد فوات الأوان.. عمر سليمان رفع لمبارك تقريرا يوم 19 يناير يحذره من المظاهرات لكنه تجاهله وأحاله إلى رئيس الوزراء
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 40.. مبارك وتونس والإنذار الأخير..بعد هروب الرئيس التونسى قال مبارك لعمر سليمان: أنا مش جبان علشان أهرب زى زين العابدين بن على
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 39.. مبارك وعمر سليمان والمشير.. توازن الأمن..اللواء عمر سليمان الذى كان أقرب المقربين لمبارك لم يكن يحظى بثقة كاملة من الرئيس
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح»
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 37.. مبارك والشاطر والإخوان.. من التحالف للصدام .. رسالة الجماعة لرئيس المخابرات: لا نسعى إلى الحكم وعلى استعداد تقديم ضمانات ..ورد مبارك: "اتركوهم يعملوا"
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 36 ..مبارك والعادلى.. الأمن والسياسة ..مبارك تردد فى تعيين العادلى بعد حادث الأقصر وفكر فى تعيين وزير من الجيش لولا تحذير زكريا عزمى
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 35 ..مبارك وتحالف جمال وزكريا عزمى وأحمد عز.. أحمد نظيف يقدم سجل إنجازاته فى خمس سنوات ويتحدث عن نسبة النمو ويتجاهل الفقراء.. زكريا عزمى يلعب دوراً مزدوجاً
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 34.. مبارك يترشح وجمال يحكم..ترشح مبارك وفاز لكن جمال هو الذى كسب المزيد من السلطة داخل الحزب والحكومة وسيطر على حكومة نظيف
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. حلقة 33.. مبارك سافر لإجراء جراحة خطرة بألمانيا وقال: اعتبرونى إجازة ورفض تعيين نائب.. أعلن تعديل الدستور من مدرسة المساعى المشكورة وعاد للمنوفية بعد غياب نصف قرن
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 32.. مبارك وجورج بوش والفرص الضائعة..نجا مبارك من حرب الخليج الأولى والثانية وأصر على التلاعب بمطالب الأمريكان بين التغيير والهروب
للاطلاع على المزيد من حلقات مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" أضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.