تسارعت التطورات فى ليبيا نحو حسم عسكرى ل "الثوار الإسلاميين" بعد سيطرتهم على بنى غازى (شرق) وإلحاقهم هزيمة كبيرة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذى سقط عشرات من جنوده قتلى فى معارك اليومين الماضيين. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن المخاوف من تصاعد حدة القتال انعكست فى تحركاتٍ متسارعةً للدول الغربية والآسيوية لترحيل أطقم سفاراتها ورعاياها من ليبيا، ما دفع المراقبين المحليين إلى استبعاد أى تدخل خارجى ولو بالوساطة بين طرفى الصراع. وحسب الصحيفة، وبعد إجلاء معظم الدبلوماسيين والرعايا الغربيين، وآخرهم الفرنسيون والبريطانيون، بدأت جمهورية التشيك ترحيل ديبلوماسييها، وتلتها الفلبين بعد اختطاف ممرضة فلبينية من مستشفى فى العاصمة الليبية لساعات، والاعتداء عليها. وشهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً أمس الأربعاء، بعد اتفاق طرفى النزاع (الإسلاميون ومقاتلو الزنتان وأنصارهم) على هدنة للسماح لرجال الإطفاء المحليين، بمحاولة السيطرة على حريق خزانات الوقود التى أصيبت بالقصف قرب مطار طرابلس. وسمع قصف متقطع بعيداً من منطقة الخزانات، فيما سادت قناعة بأن هزيمة حفتر فى بنغازى ستنعكس سلباً على حلفائه فى طرابلس. وأشارت الصحيفة إلى أن المناشدات وجهود الوساطة لم تفلح فى حقن الدماء فى بنغازى، حيث أصر "مجلس شورى الثوار" المؤلف من فصائل إسلامية عدة بينها "أنصار الشريعة"، على الحسم فى مواجهة قوات "الصاعقة" التابعة لحفتر وإجبارها على الانسحاب من آخر معسكراتها فى بنغازى باتجاه مرتفعات خارج المدينة. وطبقا للصحيفة، فقد أثر قائد "الصاعقة" العقيد ونيس بوخمادة، الذى أعلنت مصادر "الثوار" أنها اعتقلته، فيما أبلغ "الحياة" مصدر مطلع فى بنغازى أن حفتر غادر إلى مصر "لقضاء أيام العيد مع بعض أفراد عائلته الموجودين هناك". ووصف محمد حجازى الناطق باسم حفتر، انسحاب قواته من معسكراتها فى بنغازى بأنه "تكتيكى"، لكن مصادر طبية من بينها "الهلال الأحمر الليبى"، أعلنت العثور على ما لا يقل عن 75 جثة معظمها لجنود فى فصيل "الجيش الوطنى" بقيادة حفتر، والذى انحسرت سيطرته على مدينة طبرق وبعض أطراف بنغازى. فيما أكد العقيد محمد الحجازى، المتحدث باسم عملية الكرامة التى يقودها اللواء متقاعد خليفة حفتر فى ليبيا، أنه لا صحة للأخبار التى تواردت عن هروب اللواء حفتر من ليبيا عقب سقوط أكبر قاعدة عسكرية فى بنى غازى. وقال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن العمليات العسكرية مستمرة لتطهير البلاد من الإرهاب.
