ما بين العمل بالآثار والأدب والصحافة والسينما انتقل كمال الملاخ بمهارة شديدة، فهو شخص متعدد المواهب والاهتمامات، لكن تميزه كان فى عالم الآثار، خاصة بعد اكتشافه لمراكب الشمس فى 25 مايو 1954، والتى تعد أهم الاكتشافات الفريدة من آثار الملك "خوفو". أسهم "الملاخ" فى مجال الآثار بشكل كبير، وعمل على ترميم آثار جزيرة "فيله" بأسوان وكشف عن حمام سباحة يونانى قديم فى "الأشمونين" ورمم هيكله، وقام بترميم قلعة برج العرب، وترميم تمثال أبو الهول وأهرامات الجيزة من الداخل والخارج 1949، وتقديرا لكل هذه الجهود كرمه منذ أيام المجلس الأعلى للآثار فى عيد الأثريين الرابع. اسمه بالكامل كمال وليم يونان الملاخ فى 26 أكتوبر 1918 فى مدينة أسيوط، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم عمارة عام 1943 من جامعة القاهرة. ثم التحق بمعهد الدراسات العليا للآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة، وحصل على ماجستير معهد الدراسات المصرية عام 1948. بدأ حياته العملية مهندسًا معماريًا، ثم ضابط احتياط بسلاح المهندسين، ثم انتقل للتدريس بكلية الفنون الجميلة ومعهد السينما والجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ثم اتجه للصحافة، وبدأ رسامًا ثم ناقدًا فنيًا فى جريدة الأهرام، ثم اشتغل بجريدة الأخبار وكان رئيسًا للقسم الفني، وبعد استقالته فى صيف 1957 من مصلحة الآثار ومن الأخبار اشتغل فى جريدة الأهرام بالصفحة الفنية. أسهم الملاخ أيضا فى مجال السينما وأسس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما فى سنه 1973.كما أسس مهرجان القاهرة السينمائى ومجاويش بالبحر الأحمر، وأسوان والإسكندرية السينمائى، والذى أهداه مؤخرا اليوبيل الفضى بسبب دوره الرائد فى تأسيس وحصول مهرجانى الإسكندريةوالقاهرة على مكانة مهمة فى خريطة المهرجانات السينمائية الدولية، كما قرر المهرجان أن يطلق على جائزة العمل الأول فى الإخراج اسم الملاخ. فى مجال الكتابة ألف "الملاخ" 32 كتابا منها "أغاخان، وخمسون سنة من الفن، وحكايات صيف، وصالون من ورق، وعلى هامش التاريخ، وسويسرا، والآثار والأقدمية، وحول الفن الحديث، وصقر الحرية، والبساط السحرى، والنار والبحر، والعصفور يغرد كثيرًا ويكتب أحيانا، وأنا وهى وباريس، والمليونير الصعلوك، وبيكاسو"، كما ترجمت له عدة كتب عن الحضارة المصرية بلغات أجنبية أهمها: `توت عنخ آمون بالألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، وحضارة على ضفاف النيل وكنوز توت عنخ آمون". حصل "الملاخ" على عدد من الجوائز، وأهداه الرئيس جمال عبد الناصر وساما رفيعا من أوسمة الدولة لاكتشافه مراكب الشمس، وفاز بجائزة الدولة التشجيعية فى أدب الرحلات لعام 1972 سلمها له الرئيس أنور السادات، كما سلمه الرئيس حسنى مبارك جائزة الدولة لتقديرية فى الفنون عام 1983، وحصل على شهادة التقدير من أكاديمية الفنون بالهرم لجهوده فى مجال الإبداع الفنى فى عيد الفن والثقافة 1978، وتوفى فى 24 أكتوبر 1998.