التركيز الشديد على شىء بعينه فى القيام بعمل ما، أو فى تحقيق أهداف بعينها، أو فى حادثة ما، قد يجعلنا بدون أن نشعر لا نرى من حولنا فى ما هم عليه من احتياج أو الاهتمام بهم، فتكاد تكون رؤيتنا منعدمة كوننا لا نفكر إلا فيما هو فى نطاق حيز اهتمامنا، وقد يشعر من حولنا بالألم بل والغضب وقد يكونون من أقرب الناس لنا، لأنهم خارج نطاق تفكيرنا. يقول هنرى ديفيد ثورو: «فى كثير من الأحيان لا نرى الشىء، على الرغم من أنه يكون واقعاً فى نطاق رؤيتنا، وذلك لأنه يكون خارج نطاقنا الفكرى». فكل ما يشغل تفكيرك هو ما سوف تكون أنت عليه، لذلك تجد الناجحون ينظرون نظرة شاملة لمن حولهم، وإلى مكان تواجدهم، وإلى عامل الوقت ولمن فى حيز التواجد الزمنى أيضاً، لكونه سوف تترتب عليه الكثير من الحلول والنتائج. يجب ألا تقتصر حياتك على عالمك الخاص فقط وتتناسى من حولك، أخرج من نطاق تفكيرك الضيق ووسع من نطاق رؤيتك لتجد أن هناك من ينتظرون أن تمد لهم يد العون، فمن الصعب الإحساس بهم إلا بالاقتراب منهم ورؤية الأشياء بعيونهم حتى تدرك مدى معاناتهم وتفكيرهم. أنصت لمن حولك واستمع لهم، وإلى وجهات نظرهم، والى رؤيتهم وأفكارهم بنظرة مغايرة شاملة متعاونة من أجل تقبل وجهة النظر الأخرى بحب وطيب نفس. فالنظر إلى الحياة بمنظور شامل يعمق الرؤية واليقين والأخذ بكثير من الأسباب والمتغيرات المتعددة والأخذ بالاحتمالات فى تقيم حادثة أو موقف ما، ويجعلك تسير فى اتجاه حياة شبه متكاملة، راقية وناجحة، مما يوسع ذلك من خبراتك وأفق نظرتك للحياة بمنظور أرقى. تساعدك النظرة الشمولية فى عدم وضع ذاتك فى قالب بعينه تكون سجين له بل تجعلك لا تتغافل ما ترتقى به ويرتقى بك، فإذا كنت من يريدون التغيير والإبداع فالنظرة المحدودة لن تفيدك، فالنظرة الشاملة تجعلك تنمو وتتطور بالاطلاع على خبرات جديدة توسع من عالمك ورؤيتك وتفكيرك. كن حكيماً أيضاً فى نظرتك الشاملة فى من تقابله، فقد لا تكتشف بسهولة من يحاول أن يعوق تفكيرك وأهدافك وأحلامك، فوسع من مداركك لتبصر الحقيقة بخبرة أعمق ونظرة أوسع من نظرتك المحدودة حتى تعى مع من تتعامل فليس كل من تقابله سوف يكون من أهل النصح والإرشاد والقلوب الطيبة. فنظرتك الشاملة والواعية تساعدك فى الاستفادة من الخبرات الحياتية الإيجابية، وتجنبك رد فعل الأشياء السلبية، بل تساعدك فى اكتشاف الأمور التافهة التى قد تجعلك فريسة سهلة لمن حولك، فالنظرة الشاملة تجعلك تدرك أشياء لم يتطرق إليها أحد من قبل، كون عينك ترى بمنظور مختلف بالمرة وهذا ما سوف يساعدك على الإبداع والتطور وترك بصمة فى الحياة تكون أنت جديرا بها. يجب عليك أن تسير فى الكون الواسع أن تدرك أهمية مدى نظرتك الشاملة للأعمال الكبيرة وعدم إغفالك للأعمال الصغيرة حتى تيسر بخطى متوازنة تحقق لك النضج والثبات والرقى، فكل شىء فى الحياة يقاس بمدى ما نفكر فيه.