سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. فوانيس رمضان بطعم السياسة.. من عادة مصرية فى العصر الفاطمى إلى وسيلة لتسجيل التاريخ والتعبير عن المواقف.. وفانوس "السيسى" الأحدث والأكثر مبيعا
خطوات طفولية مرحة وضحكات متقطعة مع أنوار الفوانيس التى اعتادوا حملها فى الشوارع الخلفية لحارات ضيقة أضاءتها بهجة رمضان المنتظرة، هو المشهد التقليدى المعتاد لشهر رمضان الذى وضع تراثه فى مصر مشاهد ثابتة لا يمكن تغييرها فى أذهان المصريين مهما اختلفت العادات، ومهما تطور الفانوس الذى بقت بهجته واحدة بالنسبة للأطفال، وهو المشهد الذى ارتبط بالفوانيس منذ بداية استخدامها فى العصر الفاطمى، وحتى رمضان 2014 الذى حمل لها استخداما آخر ومشاهد مختلفة لم تخلُ من إسقاطات سياسية بدأت فى مصاحبة بالمظاهر الرمضانية منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات هى عمر الثورة المصرية التى وضعت لفانوس رمضان طعماً سياسياً يختلف باختلاف الأحداث، ويسجل الوضع السياسى الراهن عاما بعد آخر. 25 يناير، الثورة مستمرة، شهداء يناير، صور مرسى، وأخيراً صور الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، هى المراحل السياسية لتطور الفوانيس فى السنوات الأخيرة، التى انضم خلالها فانوس رمضان للأحداث السياسية للمرة الأولى، وأخذ فى التحول إلى وسيلة للتعبير عن المتغيرات على الساحة السياسية، وهى المتغيرات التى استغلها الباعة وصانعو الفوانيس فى الترويج لبضاعتهم الموسمية عام بعد آخر. فانوس السيسى، أو ثورة يونيو هى أحدث صور وأشكال فوانيس رمضان التى أغرقت الشوارع منذ بداية الاستعداد لاستقبال الشهر الكريم، بأشكال وأحجام مختلفة حملت مجموعة من الصور للرئيس، الذى يعد الرئيس الأول لمصر الذى يضع الشعب وجهه على فانوس رمضان، بل وتسجل الفوانيس التى تحمل صوره الأعلى مبيعا فى سوق الفوانيس، على الرغم من ارتفاع أسعارها مقارنة بالأنواع الأخرى، ولا يختلف وضعها كثيرا عن فوانيس "تسلم الأيادى" التى نافست أغنية "وحوى يا وحوى" وغيرها من الأغانى الرمضانية التى استبدلها صناع الفوانيس بالأغانى الوطنية لجذب الزبائن. عام كامل سبق انتشار فوانيس السيسى و"تسلم الأيادى"، هو العام الماضى الذى تزامن فيه شهر رمضان مع أحداث 30 يونيو، وانشغل الجميع بمتابعة الأحداث السياسية الساخنة، ولم يتمكن سوق الفوانيس من الحصول على سمة محددة للمرحلة سوى من علم مصر الذى سيطر فى رمضان الماضى على سوق الفوانيس بالكامل، ورفع معظم التجار علم مصر على الفوانيس بأحجامها وأشكالها المختلفة، كما دخل العلم فى شكل الفوانيس الملونة. أما الأعوام السابقة فاكتسى خلالها فانوس رمضان بشعارات صورة ينارير، وتعبيرات مثل الثورة متسمرة، ولن ننسى الشهداء وغيرها من الشعارات التى دخلت ضمن تفاصيل الأسواق والمعاملات اليومية، وأسماء المحلات والبضائع، وحتى البرامج التليفزيونية والأغانى، ولم تترك فانوس رمضان إلا وتركت بصمة لم تمحُها الأحداث المتلاحقة التى يشارك فيها الفانوس بقوة عاما تلو الآخر، حتى تحول لواحد من العلامات التذكارية التى استخدمها المصريون فى تسجيل التاريخ والأحداث السياسية بصورة أو غنوة أو تعليق على فانوس رمضان.