رغم مرور نحو أربعة أعوام على آخر زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمصر، إلا أن زيارة الأمس شكلت رسالة للعالم بحرص ودعم الملك عبد الله على استقرار مصر ومساندتها للخروج من محنتها وأزمته الحالية والوقوف بجانبها فى مواجهة الأخطار التى تحيط بالدولة المصرية. وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس عبد الفتاح السيسى، اجتماعا، بحثا خلاله مجمل القضايا والتطورات على الساحات الإسلامية والعربية والدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، فالسعودية بما تشكله من ثقل إقليمى ودولى تعلنها على الملأ، أنها مع مصر وقيادتها الجديدة المنتخبة ديمقراطيا قلبا وقالبا، وبوجود خادم الحرمين الشريفين فى القاهرة، وقبل ذلك حضور صاحب السمو الملكى ولى العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، لمراسم تسلم المشير عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر، تكون الرسالة بليغة وواضحة أن المملكة تدعم مصر بكل إمكاناتها ومن قمة الهرم فيها، ولا مجال للتخلى عن الدور الريادى لمصر، التى لابد أن تعود قوية إلى حاضنتها العربية كما كانت. وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على مشاعره النبيلة ومواقفه الداعمة لسلامة واستقرار ووحدة مصر وشعبها والتى لن تنساها مصر. ومن جهته، قال عبد الله الحارثى مساعد رئيس تحرير جريدة عكاظ السعودية، إن الملك عبد الله وضع مع الرئيس السيسى قواعد وأسس لإنقاذ الأمة العربية التى تتعرض لأزمات ومشكلات كبيرة، مشيرا إلى وجود رغبة غربية فى تفتيت دول المنطقة والانقضاض عليها وهو ما بحثه الملك عبد الله مع السيسى لإحباط تلك المحاولات الخبيثة وإرساء قواعد الأمن والاستقرار فى الأمة العربية. وأكد "الحارثى" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن أبرز الملفات التى تناقش فيها خادم الحرمين مع السيسى هى الأزمة العراقية والسورية والأخطار المحدقة التى تهدد تلك الدول، موضحا أن القاهرة والرياض سيشكلون تحالفا إستراتيجيا قويا فى المنطقة لحل الأزمات التى تعصف بالدول العربية. وأشار إلى أن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز جاءت فى إطار تأكيد السعودية على وقوفها بجانب مصر لاجتياز مشكلاتها الاقتصادية الحالية، ولبحث آفاق التعاون المشترك بين البلدين. ومن جانبه، قال الدكتور أنور ماجد عشقى رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجدة، إن الملك عبد الله تبادل مع السيسى وجهات النظر حول الأزمات الراهنة فى المنطقة وعلى رأسها ما يحدث بالعراق، مؤكدا أن القاهرة والرياض ستعملان معا على إرساء قواعد السلام والاستقرار فى المنطقة العربية. وأكد عشقى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، من السعودية أن زيارة الملك عبد الله للقاهرة فى ذلك التوقيت تحمل عدة رسائل أولها موجهة للشعب المصرى بأن المملكة شعبا وحكومة تقف مع الشعب المصرى وتدعمه بقوة، والرسالة الثانية موجهة للعالم العربى والإسلامى بأن السعودية ممثلة فى خادم الحرمين مع إرساء الأمن وتحقيق الازدهار والتقدم للشعب المصرى. وأوضح أن زيارة الملك عبد الله بمثابة رسالة موجهة للإخوان وغيرهم بأن يقلعوا عن إثارة الفتن وتأجيج الصراع داخل البلاد، وأن ينضموا إلى صفوف أبناء الشعب المصرى الذى يسعى لبناء دولته الحديثة، مؤكدا أن مصر عائدة وبقوة لأخذ مكانتها بين مصاف الدول الكبرى. موضوعات متعلقة: إشادة واسعة بزيارة خادم الحرمين المرتقبة لمصر.. سياسيون: هدفها تكوين تحالف قوى بالمنطقة وتعزيز العلاقات.. وما يحدث فى العراق وليبيا يؤكد أهمية وجود تعاون.. ويؤكدون: إشارة لعودة الاستثمارات السعودية "السياحة": زيارة خادم الحرمين لمصر تعكس الروابط القوية بين البلدين.. و98 ألف سعودى زاروا "المحروسة" منذ يناير إلى مايو2014.. وقضوا مليون و240 ألف ليلة بمتوسط إنفاق 100 دولار للفرد فى الليلة خبير سياسى: لقاء السيسى بخادم الحرمين خطوة مهمة لتوطيد العلاقات أستاذ علوم سياسية: زيارة خادم الحرمين الشريفين خطوة لتعزيز التعاون