حالة من الارتياح الكبير سادت جميع الأوساط السياحية بعد الإعلان عن بقاء هشام زعزوع وزيرًا للسياحة فى التشكيل الجديد لحكومة المهندس إبراهيم محلب، واستمراره فى العمل لاستكمال الخطة التى وضعها لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر إلى معدلاتها الطبيعية فى ظل الاستقرار الذى تشهده البلاد حاليًا. وأكد العاملون بالقطاع السياحى، أن وزير السياحة عبارة عن كتلة نشاط، لا يكل ولا يمل، لديه قدرة على العمل لساعات طويلة، بجانب علاقاته الداخلية والدولية ودماثة خلقه والخط المفتوح بينه وبين الجميع فى القطاع السياحى الحكومى والخاص. وحصل محمد هشام عباس زعزوع على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1976، وبعد تخرجه عمل لفترة فى قطاع البنوك، إلا أنه سريعًا ما تركه واتجه إلى العمل فى السياحة. واتجه ''زعزوع'' للعمل فى قطاع السياحة منذ عام 1980، حيث بدأ مسيرته فى قطاع السياحة مديرًا لإحدى شركات السياحة بالولايات المتحدةالأمريكية ثم انتقل إلى فرع الشركة بالقاهرة، ويتردد أن هذه الشركة الأمريكية شارك فى تأسيسها ''زعزوع'' وساهمت فى تلك الفترة فى زيادة تدفقات السياحة الأمريكية إلى مصر. كما عمل فى عدد من المؤسسات السياحية التابعة للقطاع العام، وفى عام 2004 عُين هشام زعزوع مديرًا للاتحاد المصرى للغرف السياحية، ثم تم اختياره ليكون معاونًا لوزير السياحة -زهير جرانة- عام 2007. ومع نهاية عام 2007 وقع الاختيار على زعزوع ليتولى منصب مساعد وزير السياحة واستمر فى هذا المنصب حتى عام 2011 كمساعد لوزير السياحة منير فخرى عبد النور فى حكومات ما بعد الثورة. وفى عام 2008 حصل على شهادة "ppp"، وهى شهادة تخصصية بين القطاع العام والخاص وحصل عليها من جامعة هارفارد الأمريكية، ودرس فى منظمة السياحة العالمية عدة دراسات عن السياحة الدولية وحضر العديد من المؤتمرات السياحة التى تقام فى العديد من دول العالم لدعم وتنشيط السياحة. وخلال هذه الفترة تم اختيار ''زعزوع'' لعضوية مجالس إدارات عدد من الهيئات والمؤسسات السياحية منها الاتحاد المصرى للغرف السياحية، وهيئة التنمية السياحية، ومنظمات السياحة العالمية والعربية. تولى وزارة السياحة فى حكومة هشام قنديل فى أغسطس 2012، وبعد تعيين المحافظين الجدد فى يونيو 2013، هدد بتقديم استقالته بعد تعيين محافظاً للأقصر ينتمى للجماعة الإسلامية. فى 1 يوليو، قدم زعزوع استقالته مع وزير الاتصالات والبيئة ووزير لدولة للشئون القانونية دعمًا لمطالب متظاهرى 30 يونيو ضد مرسى. تولى وزارة السياحة للمرة الثانية فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى فى منتصف شهر يوليو 2013، وكلف الرئيس المؤقت عدلى منصور، فى 25 فبراير 2014 إبراهيم محلب بتشكيل حكومة جديدة ليجدد مرة أخرى الثقة فى زعزوع للمرة الثالثة. وشهد قطاع السياحة على مدار نحو 3 سنوات منذ قيام ثورة يناير تدهورًا حادًا، حيث انخفضت أعداد السياح الوافدين إلى مصر بحوالى 22 % وتراجعت وارداته بنسبة قدرها البعض بحوالى 25%، كما تراجعت نسب الإشغال السياحى فى عدد كبير من الفنادق فى فترات الذروة، وتم تسريح الكثير من العاملين فى هذا القطاع. وفسر عدد من العاملين بقطاع السياحة هذا التراجع بأنه كان نتيجة الاضطراب السياسى والعنف الذى تزايد بشكل ملحوظ فى الشارع، حيث شهد العام الماضى وقائع اختطاف سائحين واحتجازهم وقطع طرق عليهم، وغيرها. وشهدت فترة تولى ''زعزوع'' الوزارة حالة من التذبذب فى معدلات السياحة، إلا أنه حاول جاهدًا إعادة الروح لهذا القطاع، وعودة الحياة إليها مرة أخرى، ولكنه كان يصطدم بالوضع السياسى الطارد للسياح، فضلاً عن عدم تعاون الوزارات المعنية معه لاستعادة النشاط بقطاع السياحة.
