تويتر من أهم شبكات التواصل الاجتماعى، التواصل بالقاصى والدانى من كل بقاع الأرض، قائم بحد ذاته على فكرة مشاركة الآخرين بكل ما يجول فى ذهنك سواء بكلمة أو ب 140 حرف. فى الحياة الواقعية مهما كنت اجتماعيا متعدد العلاقات لن تصل لهذا الكم الهائل والمتنوع من البشر فى شبكات التواصل الاجتماعى وأكبرها تويتر. عالم افتراضى له بريقه قد يشهر أشخاص ويلمعها ليس بسبب السياسة فقط، فالكوميديا والألش والكتابة والشعر والأفكار الذاتية قد تشهر أصحابها أيضًا على تويتر، فكل مغرد مختفى وراء شاشة واسم مستعار وأڤاتار أو صورة لا تعرف حقيقة من ورائها إلا من خلال تغريداته وصوصوته، قد تكون حقيقية وصادقة وتعبر عن شخصية صاحبها أو تمثيل وادعاء با ليس فيها. إلا أن وجودك مع أشخاص على تويتر ساعات طويلة وأيام وشهور، وقد تكون سنين يولد لديك نوع من الألفة لدى أشخاص لم تراها أو تعرفها من قبل ولكن قرأت أفكارها جيدًا وبات بينكم ألفة وعشرة فى العالم الافتراضى. قد يتشجع المغردون ويحبون أنهم يتقابلون فى العالم الواقعى، ويكتشفون أنهم نفس الأشخاص الذين ارتبطوا بهم ذهنيًا وفكريًا على تويتر أو إنهم مختلفون تمامًا عن التصور الذى يكون فى رؤوسهم، أو لا يتشجعون فى التعرف على بعض فى الحقيقة وتظل الصداقة التويترية مستمرة ومقتصرة على العالم الافتراضى . ولأنه عالم افتراضى احتوى على الكثير ممن لديهم نقص فى امور كثيرة فى الحياة الواقعية، بدأوا على تويتر أو إيحاء أنفسهم والآخرين بشخصيات أخرى غير الحقيقية فيها ما ينتقصون أو يتمنون أن يكون لديهم، قد ينتحلون شخصيات أو وظائف وهمية وبالذات الانتساب لجهات أمنية كالجيش والشرطة الذى انتشر فى الآونة الأخيرة، وانتشر النصب من خلالها أيضًا، أو يحتفظ بمهنته لكنه ينتحل صفات شخصية لا يتمتع بها أصلا. الرجال ولأن طبيعتهم لا تتغير لا فى عالم واقعى ولا افتراضى، عندما دخلوا تويتر نسبة كبيرة منهم اتجهت لعملية شقط الستات، وذلك ليس لإعجابهم الشديد بهم أو إن ليس لهم مثيلات خارج تويتر، ولكن لأنه هو شخصيًا لا يجد من السيدات من تعجب به فى الحياة الواقعية ينتقص هذا الأمر بشدة فلجأ إلى تويتر، حيث يتعلق المغردون بشخصيات بعضهم بالمتابعة المستمرة التى قد تخلق مع الوقت مشاعر إعجاب تسهل عليه عملية الشقط بعد ذلك وهو ما لا يقوى على القيام به خارج تويتر. هذا الداء أصاب حتى مشاهير تويتر والشخصيات العامة فيه أيضًا من الرجال لأن الرجل هو الرجل فى أى فئة أو مستوى لا يستوى ذيله ولو علقه فيه قالب. لم تلك هى المشكلة لو عاوز تشقط والشخصية المقابلة موافقة أنتم أحرار وأنتم من اخترتم هذا الطريق، لكن اللعب على نغمة العواطف والمشاعر لاستمالة الضحية وإيقاعها فى براثنه فهو قذارة حقيقية لا يرتكبها سوى الحثالة.. تانت عواطف انتحرت. وللسيدات أيضاً فى عالم تويتر أشكال وألوان وأطياف وأعمار سنية وحالات اجتماعية مختلفة، لكِ مطلق الحرية فى التعبير عن آرائك فتحفظك أو جرأتك هى لكِ وحدك والانطباع المأخوذ عنك هو لك وليس لنا، أيضًا كان هناك فئات من السيدات تعانى نقصًا شديدًا فى الحياة الواقعية أرادت أن تعوضه فى العالم الافتراضى لتويتر، فتشعبت علاقاتها بالمغردين الرجال بالأخص لعل وعسى تجد ضالتها، ولكنه عالم افتراضى أيتها المصيبة لا يأتى بمشاعر حقيقية إلا فى عالم حقيقى، وأى مشاعر صادقة تلك التى تبحثين عنها وأنت لم تكونى حتى صادقة مع نفسك. متزوجة وتخفين ذلك أو لديك أبناء وتخفين ذلك أيضًا إيه القرف ده! أنت لم تبحثى عن الصدق لتجديه فسمحتى لنفسك فى الدخول فى علاقات قد تصل إلى العلاقات الغير شرعية أحيانًا ولا تليق بامرأة متزوجة ولديها أولاد. هذا هو أكثر جانب مظلم وقذر فى تويتر وعلاقات المغردين المتزوجين تحديدًا وعلاقات غير شرعية مع بعضهم البعض بشرط أنهم ينتحلون الشخصيات العاقلة الرزينة المحترمة ويغردون بتغريدات سياسية ودينية أيضًا. الجانب الأقل ظلمة هو العلاقات العاطفية بين المراهقين والشباب السينجل وهى أقل ضررًا وضرار من الجانب السابق. لكن هناك صداقات حقيقية تكونت بين المغردين وبعضهم البعض، وصاروا أصدقاء فى العالم الحقيقى أيضًا، بالرغم من أنهم قد يكونون قلة بالنسبة لمن قد تخدع فى شخصياتهم، أنا شخصيًا حظيت بعدد قليل جدًا جدًا من أصدقاء رائعين من جملة أصدقاء كثر سيدات ورجال تعرفت عليهم عن طريق تويتر، من حظيت بهم بقربى الآن هم الپيور الذين تنتقص حياتى بدونهم وهم أجمل هدايا تويتر لى. آفة شبكات التواصل الاجتماعى إنها قللت التواصل الاجتماعى فى العالم الواقعى ودى مشكلة سخيفة فى حد ذاتها .. أوصل من ناحية وأقطع من الناحية التانية. لكن التواصلات المحترمة بين المغردين جمعت ذكريات جميلة بينهم على تويتر وضحكات وأفشات وأوقات صعبة أثناء الأحداث الملتهبة، أتذكر مثلاً أيام الحظر بعد 30 يونية كانت أيام غاية فى الصعوبة، والكل كان محبوسا إجباريا فى البيت وأمتى فى الصيف! فكان الملاذ الوحيد لتمضية الوقت هو تويتر فبرغم المعاناة وقتها والعنف وحرب العصابات فى الشوارع إلا أننا هوننا على بعضنا كثيرًا وهزرنا وألشنا. المناسبات السعيدة لا تنسى أيضاً والأعياد ومباركتنا لبعضنا البعض مسلمين ومسيحيين، الأوقات الحلوة اللطيفة ليست الغالبة دومًا، فدائماً ما يختلف المغردون ويتخانقوا مع بعض وابدأ وصلات من الشتائم والردح وتلقيح الكلام والصاق الآخر بما به وبما ليس به ده غير نشر الشائعات وما أدراك بنشر الشائعات على تويتر، قبل التأكد من المعلومة وكله يزيط فى الزيطة كشعب زياط بطبعه. الخلاف وسلوك الاختلاف هو نتاج طريقة تقكير نوعيات عديدة من البشر من بيئات مختلفة وتربيات متباينة تتعامل فى مكان واحد وهو تويتر، حتى النفسنة بين المغردين أصبحت موجودة وكيف لا وهى صفة بشرية موجودة سواء فى عالم افتراضى أو حقيقى، كله ممكن ينفسن من كله رجالة ضد رجالة وستات ضد ستات ورجالة ضد ستات عادى جدًا والفرجة ببلاش فى مولد وصاحبه غايب. وهو تويتر. عالم ممتع مثير له عيوب كثيرة وله أيضاً مزايا عديدة تفتح الشخصية وتوسع مداركها، فتويتر حالة كحال أى شىء فى الدنيا له أضرار ومزايا وأنت وحدك من تحدد طريقة استخدامه بطريقة إيجابية أم سلبية! كيف تستفيد منه وكيف تتحاشى عيوبه وتستمتع به فى الآخر.. فهو فى النهاية صوت مسموع ومؤثر لا يمكن تجاهله بأى حال من الأحوال. واعلم عزيزى المغرد أن تغريداتك ما هى إلا كلمات والكلمة نور وبعض الكلمات قبور.