الأطراف العلوية فى الإنسان تمتد من الكتف وتشمل العضد والكوع والساعد والرسغ إلى اليد، وهناك العديد من الأمراض والإصابات التى تتسبب فى تشوه الطرف العلوى مما يتسبب فى صعوبة استعمال اليد، وهناك 3 محاور مهمة يمكن أن يشكو منها المريض: ضعف وظيفة الذراع، أو تشوه الشكل، أو الألم أثناء الاستعمال أو أثناء الراحة. وأسباب هذه الإصابات أو التشوهات سواء فى الأطفال أو الكبار قد يرجع إلى الأسباب الآتية: 1. إصابة العظام مثل كسور العظام وكسور المفاصل مثل كسر الكوع أو الرسغ أو إصابات مركز النمو فى الأطفال. 2. إصابة الأربطة كما يحدث فى إصابات أربطه الكتف والتهاباتها وهذا يحدث فى الرياضيين مثل إصابات الملاعب أوفى السن المتقدمة مثل مرضى السكر. 3. إصابات الأعصاب: مثل ملخ الولادة فى الأطفال أو إصابات الأعصاب مثل اختناق العصب لدى السيدات والكبار. 4- إصابات العضلات أو الأوتار مثل الإصبع الزنادية وقطع العضلات. ولتشخيص هذه الحالات يجب فحص المريض جيدا لتقييم مجال الحركة والقوه العضلية وليونة المفاصل والتأكد من حاله العظام، بعدها يتم عمل أشعات لتقييم الحالة ومنها الأشعات العادية أو المقطعية أو الرنين المغناطيسى (حسب التشخيص والتقييم الأولى) وفى بعض الحالات يجب عمل رسم للأعصاب والعضلات لتحديد حالة الأعصاب وقدرتها على توصيل الإشارة العصبية إلى العضلات لتحديد مكان إصابة العصب لعلاجه. والعلاج يعتمد على عوامل متعددة منها نوع الإصابة ودرجه الإعاقة وسن المريض واحتياجاته. ومن الحالات المنتشرة فى هذا الصدد ما يسمى ملخ الولادة وهو إصابة للأعصاب تحدث أثناء الولادة نتيجة الشد على الأعصاب فى منطقة الرقبة وأعلى الكتف، وهذه الحالات يمكن علاجها مبكرا بجراحة استكشاف للأعصاب فى أول 6 أشهر من العمر لإصلاح القطع أو الإصابة. أما فى الحالات المتأخرة فيكون العلاج الطبيعى له دور مهم فى العلاج وتقوية العضلات لتعويض الضعف الناتج عن إصابة الأعصاب كما أنه يمنع حدوث تشوهات مزمنة بالكتف والكوع والرسغ. وفى مرحلة 3 إلى 8 سنوات يحتاج الكثير من هؤلاء الأطفال إلى جراحة لنقل الأوتار بالكتف والكوع والرسغ (حسب الحالة وتقييمها) وذلك لرفع كفاءة الذراع ومجال الحركة وتحسين الوظيفة. أما فى مرحلة ما بعد سن 14 سنة فيحتاج بعض هؤلاء المرضى إلى جراحة لتحسين شكل الذراع مثل جراحة إطالة الذراع أو إصلاح الاعوجاج لتحسين الشكل. حاله منتشرة أيضا هى اختناق العصب عند مفصل الرسغ وهذا يتسبب فى ألم شديد فى اليد خاصة فى المساء أو بعد المجهود. وفى هذه الحالة يجب عمل رسم للأعصاب لتقييم العصب وسبب الاختناق ومكانه. ولو كان الاختناق شديدا ومستمرا لفترة طويلة فيجب علاجه جراحيا لتوسيع القناة العصبية. أما لو الاختناق بسيط أو مؤقت (كما فى الحالات المصاحبة للحمل والرضاعة) فيكون العلاج الدوائى والطب الطبيعى كافيا جدا لتحسين الحالة. حاله ثالثة منتشرة هى تيبس مفصل الكتف فى مرضى السكر نتيجة التهاب الأوتار وهذا يحدث فى مرضى السكر الذين لا يتابعون مستوى السكر فى الدم بصورة منتظمة ويمكن علاج هذه الحالات بضبط السكر مع تمرينات العلاج الطبيعى، وفى الحالات التى لا تتحسن يجب التدخل جراحيا بالمنظار لاستعادة مجال الحركة بالمفصل، وكانت هذه بعض الأمثلة لإصابات وتشوهات الأطراف العلوية ودور جراحة العظام فى علاجها.