نتهم الأغنياء بأنهم يسرقون الفقراء ويشاركونهم فى كل شىء، وهذه حقيقة يعرفها القاصى والدانى ووصلت إلى الحد الذى لا يجب السكوت عليه، وجزء من هذه السرقة وهو الجزء الأكبر يكون بالقانون. فالأغنياء لا يقفون فى طوابير العيش لسرقة العيش من الفقراء، ولا يضعون فى سياراتهم الفارهة بنزين 80 أوكتين، ولكنهم يسرقون كل شىء بطرق أخرى، وهذه مشكلة يتكلم فيها الجميع والحل فيها لرئيس الوزراء فقط ولكنى الآن أناقش قضية من نوع آخر، وهى قضية سرقة الفقراء لبعضهم البعض، وهذا يتم بطرق كثيرة ومتعددة، وهى تمثل مشكله كبيرة ولو أخذنا رغيف العيش، مثال لذلك فنجد صاحب عربية الفول يأخذ العيش المدعوم ليصنع منه رغيفًا ثمنه جنيهين، وهذا ممنوع، والبعض يشترى ألف رغيف من الفرن ويضعهم فى أكياس ليبيعهم بثلاث أضعاف الثمن، والفلاح يأتى إلى الفرن ليأخذ 100 رغيف يوميًا لتأكله الماشية، لأنه أرخص من الأعلاف والعاملين بالفرن يصنعون لأنفسهم رغيفًا متميزًا على حساب الفقراء، ولا ننسى الدور الهام لمفتش التموين ليأخذ حصته قبل مغادرة المكان وهكذا. فى كل شىء الزيت المدعم يشتريه أصحاب المطاعم من الفقراء، ليصنعوا منه منتجاتهم والسكر يباع لأصحاب المقاهى لعمل الشاى والقهوة، ولا ننسى قضية نقص البنزين التى مرت بها مصر، ونتساءل: "من كان يقف بالجراكن ليبيعها بعشرة أضعاف ثمنها من كان يتاجر على الفقير قبل الغنى"؟ ومن المؤكد، أننا لن ننسى قضية أنابيب الغاز ومن يذهب بالتروسيكل ليأخذ 20 أنبوبة ثمن الواحدة 5 جنيهات ويبيعها بمبلغ وصل إلى 80 جنيها، هل هؤلاء هم الأغنياء لا أريد تحليل هؤلاء هل هم فئة انتزع الله من قلوبهم الرحمة، لأنهم فقراء أم هم أشخاص اعتادوا التجارة الحرام، ولكن فى النهاية هم لا يضرون الأغنياء الذين لا يشترون الرغيف المدعم ولا البنزين الحقير ولا أنبوبة البوتاجاز، لأن الغاز فى فيلته، ولكنهم يتاجرون بالفقراء المعدومين الذين هم منهم، ولكن قسوة قلوبهم جعلتهم يعتقدون أنهم يأخذون حقهم من الدولة، ولكنهم للأسف يأخذون حقهم من الفقراء أمثالهم غريزة الانتقام جعلتهم لا يرون من يؤذونهم ولا من يتاجرون بمقدراتهم وتحاول الحكومة تلو الأخرى ولا فائدة، لأنها لا تستطيع الوصول للجانى فى سرقة الفقراء، لأنه للأسف واحد منهم. وأستطيع أن أؤكد لكم أن أصعب حالة سرقة هى التى تتم من داخل المنزل، فكيف يشك الأب فى ابنه أو زوجته أو ابنته أو يشك هؤلاء فى أبيهم، ولكن الحقيقة أن الباب لم يتم كسره والسارق من البيت، ولازم ولابد وحتمًا أن نُصدق لأنها الحقيقة المؤلمة وهى أن الفقراء يسرقون الفقراء.