نقابة المهندسين تقرر قيد خريجي الجامعات الأجنبية في هذه الحالة    وزير قطاع الأعمال ومحافظ قنا يتفقدان مجمع الألومنيوم بنجع حمادي (صور)    مصر ترفض التنسيق مع إسرائيل في دخول المساعدات من معبر رفح    وزيرة خارجية سلوفينيا: ندين العملية العسكرية برفح الفلسطينية.. وعلى إسرائيل عدم تصعيد الوضع    الدوري الممتاز، عبد الرؤوف يعلن تشكيل البلدية أمام الأهلي    وزير الشباب من سوهاج: حجم الدعم المالي للاتحادات 512 مليون جنيه استعدادًا للأولمبياد    معظمهم طلاب مدارس، إصابة 25 شخصا بحادث سير في تركيا    يسرا عن اعتزال عادل إمام: بيحب شغله لدرجة غير عادية    الصحة: 110 مستشفى تستقبل 6 آلاف مريض فلسطيني منذ أكتوبر    ميتروفيتش يقود هجوم الهلال أمام الحزم    مهند العكلوك: مشروع قرار لدعم خطة الحكومة الفلسطينية للاستجابة لتداعيات العدوان الإسرائيلي    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    لمدة أسبوعين.. قصور الثقافة تقدم 14 مسرحية بالمجان بالإسماعيلية وبورسعيد وشرم الشيخ    إيمي سمير غانم ل يسرا اللوزي بعد رحيل والدتها: "هنقعد معاهم في الجنة"    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    حصاد 4 آلاف فدان من محصول الكمون في الوادى الجديد    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس صحة الشيوخ في يوم الطبيب: الدولة أعطت اهتماما كبيرا للأطباء الفترة الأخيرة    الخميس المقبل.. «اقتصادية النواب» تناقش خطة التنمية الاقتصادية ومنع الممارسات الاحتكارية    استعدوا لنوم عميق.. موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    «هشمت رأسه وألقته من أعلى السطح».. اعترافات المتهمة بقتل زوجها في قنا    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    وزير التموين: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    المالية: الدولة تحشد كل قدراتها لتمكين القطاع الخاص من قيادة قاطرة النمو الاقتصادي    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    باسم سمرة يكشف سر إيفيهات «يلا بينا» و«باي من غير سلام» في «العتاولة»    جامعة القاهرة تستضيف وزير الأوقاف لمناقشة رسالة ماجستير حول دور الوقف في القدس    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    تأجيل محاكمة المتهم بقتل 3 مصريين في قطر    ضبط المتهمة بالنصب والاحتيال على المواطنين في سوهاج    الإمارات تهاجم نتنياهو: لا يتمتع بأي صفة شرعية ولن نشارك بمخطط للمحتل في غزة    عقوبة استخدام الموبايل.. تفاصيل استعدادات جامعة عين شمس لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    القاهرة الإخبارية: أنباء عن مطالبة الاحتلال للفلسطينيين بإخلاء مخيمات رفح والشابورة والجنينة    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزائر كمان وكمان
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 12 - 2009

هل رأيتم ما حدث فى المباراة النهائية بين مصر والجزائر فى أم درمان ؟؟ هل كان أحد منا يتوقع قدرا مما كان.
وهل ما حدث كان شيئا طبيعيا ؟؟ هل ما حدث على المستوى الشعبى (المشجعين للفريق الجزائرى)... وعلى المستوى الرسمى (الحكومة الجزائرية)...... كان أمرا طبيعيا يمكن التسليم به كبدهية وأمر وارد الحدوث؟؟
الإجابة لا!! إذن ما أسباب التداعيات الأخيرة؟؟ وهل كان من الممكن أن نتلاشى ما حدث؟؟
الجزائر، وكما هو معروف، كانت من أكثر الدول العربية معاناة من الاحتلال. فالاحتلال الفرنسى ظل جاسما على صدر الجزائر لمائة وثلاثين عاما، كانت باريس تفترض أن الجزائر هى أرض فرنسية، وأن البحر المتوسط ليس أكثر من معبرة أو قناة مائية _ محدودة _ لا يمكن أن تشكل فاصلا يمنع تواصل البلدين.
ولمن لم يعايش أيام الاحتلال تلك، ويلمس مدى المعاناة التى عاناها الشعب الجزائرى، نقول بأن أبناء الجزائر الأبطال قد تصدوا للاستعمار الفرنسى، وإلى الدرجة التى جعلت جيش الاحتلال يتمادى فى تعذيب أبطال المقاومة الجزائريين، وعلى رأسهم جميلة بو حريد ورفاقها الأبطال إلى درجة التشويه نتيجة التعذيب الشديد والممارسات البشعة. لقد نبت فى هذه الفترة أبطالا ساهموا فى تحرير الجزائر، من أشهرهم أحمد بن بيلا، وهوارى بومدين اللذين صارا رؤساء للجزائر فيما بعد على التوالى، ويأتى الرئيس الحالى للجزائر، وهو الرئيس / بوتفليقة.. كأحد من ساهموا فى حركة التحريرالوطنى الجزائرى.
وعن الدور المصرى وقتها، كانت مصر ممثلة فى شخص الرئيس / جمال عبد الناصر... وهو أحد دعاة القومية العربية، وأهمهم على الإطلاق...... أقول كان لمصر دور بارز فى دعم حركة التحرير، ومدها بالسلاح، وإلى الدرجة التى أثارت وقتها ثائرة فرنسا المحتلة للجزائر، والتى آلمها أن ياتى الدعم للمقاومة من الشرق وتحديدا وبصفة أساسية من مصر...
فى عام 1956م قام / جمال عبد الناصر، بتأميم قناة السويس، كرد فعل على إعلان البنك الدولى عن عدم تقديم الدعم المالى لمصر لبناء السد العالى وقتها.
إذن ها هى الفرصة قد سنحت لفرنسا للانتقام من مصر، ومن هنا جاءت مشاركتها فى العدوان الثلاثى على مصر من قبل ثلاث دول هى (إنجلترا- فرنسا- إسرائيل).... وطبعا نهاية هذا العدوان كانت الهزيمة لهذا التحالف.. وانتصرت مصر وقتها انتصارا سياسيا لا عسكريا بعد تدخل روسيا (الإنذار النووى).. وتدخل أمريكا أيضا..
وماذا عن الجزائر.... لقد تحررت أخيرا من الاستعمار، ولكن كان لهذا التحرر تبعات نفسية معينة، وتبعات ديموغرافية شكلت ومازالت تشكل مسارات الأحداث وحتى الآن.
وعن التبعات النفسية أرى البعض- هناك - مازال يعيش فى حالة دفاع (سلبى) عن الذات، دفاع خفى كامن تحت الجلد، وإلى الدرجة إلى دفعت بالمسئولين هناك إلى إرسال طائرات سى130 الحربية، لنقل المشجعين إلى السودان..ولا تفسير لهذا المسلك سوى أن الأمر فى معالجته هناك، لا يحتمل لنتيجة _ ماتش كرة _ سوى أن يكون الانتصار.... نعم الانتصار وبأى ثمن حتى لو كان الثمن اهتراء العلاقات السياسية، والشعبية كما حدث.
وماذا عن التبعات الديموغرافية للاحتلال.
أدى الاحتلال.... إلى اكتساب البعض من الجزائريين للجنسية الفرنسية على أساس المبدأ الفرنسى (مبدأ البلد الواحد)..... وترتب على ذلك إمكانية العيش والعمل فى فرنسا، من قبل الجزائريين ... ولكن أى عيش هذا ؟؟
إنه العيش المتاح للمهاجرين غير المستقرين نفسيا واجتماعيا... فهناك معاناة لاشك، وهناك المواطنة الفرنسية للمواطن الجزائرى، ولكنها مواطنة من الدرجة الثانية بصفة أكيدة. أسهبت إحدى الوثائق، فى التعبير عن تلك المعاناة.... وهذه المعاناة ألقت بظلالها على جزء لابأس به من شخصية بعض الجزائريين، أولئك الذين لم تنقطع صلاتهم بالوطن الأم... فالصلات ما زالت قائمة، وهناك عبور فى كلا الاتجاهين من وإلى (الجزائر _ فرنسا).
وماذا عن اللغة هنا ودورها الأكيد.... إن اللغة هى الوعاء الذى ينقل المشاعر والأفكار والآراء والمبادئ، والفلسفات، ولابد لمن يرغب العيش منهم فى مستو لائق أن يتنازل عن لغته الأم (اللغة العربية) ويتكلم بلغة ثانية....... فيتكلم إذن بلغة أجنبية، وليكن انتماؤه هنا فرنسيا ولو لاشعوريا.
فى بداية نهاية الاحتلال الفرنسى للجزائر بإعلان الرئيس الفرنسى الأسبق (ديجول) حق تقرير المصير للجزائرى، كان المصريون الذين يذهبون بدعم كامل من الحكومة المصرية _ وقتها _ يعانون الأمرين جراء تحدث الجزائريين باللغة الفرنسية. وهذا ما تنبه إليه /أحمد بن بيلا...... وهو من أعظم الثوار الجزائريين، وأقربهم لمصر وقتها، مصر / جمال عبد الناصر، مصر القومية العربية ........ ولولا أحمد بن بيلا ما تحدثت الجزائر بالعربية تارة أخرى، فهو من عمل على استقدام المدرسين العرب إلى الجزائر، خاصة المصريين منهم.......
الآن صارت هناك أجيال وأجيال تتحدث بالعربية ببركات من مجهودات المدرسين المصريين الذين كانوا من الرواد الأوائل نحو بعث اللغة العربية من مرقدها طوال 130 عاما هى عمر الاحتلال الفرنسى للجزائر.
وماذا بعد ؟؟ صار الآن أمرا لازما لنا_ بعد الأحداث الأخيرة _ أن نمتنع تماما عن أى مساجلات رياضية أوغيرها حتى تمر فترة زمنية طويلة للغاية، يمكن فيها للشخصية الجزائرية أن تجتاز بعضا مما هو ماثل فيها من هنات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.