نقلا من العدد اليومى «اليهود بنوا الأهرامات» كذبة أطلقها «مناحم بيجين» فى السبعينيات، وصدقها سياسيون إسرائيليون، وروج لها الإعلام فى تل أبيب، كوسيلة من وسائل الضغط والحرب النفسية على المصريين طول هذه العقود المنقضية، وعملت عليها مراكز أبحاث فى جامعات إسرائيل، وبددها مؤخرا اعتراف رئيس معهد الآثار بجامعة تل أبيب فى تصريحات له، أكد فيها أن مزاعم «بيجين» مجرد كذبة، مشيرا إلى أن الثوابت والشواهد والحقائق التاريخية والأثرية عجزت عن إثباتها. وفجرت تصريحات البروفسور يسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، خلال دراسة بحثية له نشرها موقع «مكور» الإخبارى الإسرائيلى مؤخرا، قنبلة مدوية، هدمت الأساطير الإسرائيلية التى تزامنت مع احتفال اليهود بعيد «الفصح» اليهودى الذى يحتفلون به خلال الأيام الجارية، بذكرى خروجهم من مصر بعد سنوات من الاضطهاد على يد فرعون نبى الله «موسى»، حيث أكد فينكلشتاين أن بنى إسرائيل لم يبنوا الأهرامات فى مصر. وأضاف الخبير الأثرى الإسرائيلى أن معظم الأهرامات الموجودة فى مصر بنيت فى حقبتى المملكة القديمة والمملكة المتوسطة، وأن هذا الأمر غير ممكن من ناحية «كرونولوجية»، حيث إن بناء الأهرام توقّف كليا قبل نهاية عهد المملكة المتوسطة «نحو عام 1640 قبل الميلاد»، بينما خروج اليهود من مصر مع النبى موسى، وتاريخه الدقيق غير معروف، حدث بعد ذلك، فى ظل المملكة الحديثة. وأوضح البروفسور الإسرائيلى: «أنه لا شهادات على أننا كنا نحن اليهود فى مصر، خلال عصر بناء الأهرامات، كما أنه ليست هناك أى إشارات أثرية أو تاريخية فى مصر على أننا بنَينا الأهرامات». وأضاف رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، أنه فى الواقع، لم يكن هناك يهود أثناء فترة بناء الأهرامات، كما أنه ليس هناك أى ادعاء يختص ببناء بنى إسرائيل للأهرامات، لا فى «الكتاب المقدّس» و«التلمود» - كتاب تفسير التوراة- ولا فى أى كتابات دينية يهودية أو تاريخية أخرى. وقال الموقع الإخبارى الإسرائيلى إن أساطير عديدة ارتبطت بالمبانى الرائعة فى بلاد النيل - مصر - مشيرا إلى أنه فى «عيد الفصح» - العيد اليهودى المبنى على قصة خروج بنى إسرائيل من مصر - يطرح مجددًا السؤال المرتبط بمصر: «من بنى المبانى الهندسية المذهلة فى بِلاد النيل «الأهرامات»؟، مشيرا إلى أن هناك أسطورة منتشرة فى إسرائيل والعالم ببناء بنى إسرائيل الأهرامات فى ظروف عبودية وإكراه، مضيفا فى الوقت نفسه أن هذا الادعاء دحضه معظم علماء الآثار منذ وقت بعيد، ونفاه مؤخرا فينكلشتاين. وحسب موقع «مكور» فإن مكتشَفات أثرية فى الفترة الأخيرة أكدت أن المصريين هم من بنوا الأهرامات، مضيفا أن بعض علماء الآثار يدعون أن الأهرامات بنيت بدافع الولاء للفراعنة. وأضاف الموقع الإسرائيلى أنه وفقا لما تم اكتشافه فى محيط الأهرامات فى الجيزة، تبيّن أن من بنَوها لم يكونوا عبيدًا مطلقًا، حيث إنه من خلال البحث فى القبور المكتشفة هناك، اكتشف الباحثون أن بناة الأهرامات كانوا عمالا أجراء، من طبقات مختلفة، عاشوا فى مدينة الجيزة، قرب موقع البناء. وأوضح الموقع الإخبارى أنه وفقا للعظام والجماجم التى وجدت هناك، يتعزز الاعتقاد بأن العمال كانوا مصريين.