سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد ساعات..إطلاق القمر الصناعى المصرى..رئيس "هيئة الاستشعار": إطلاق "إيجيبت سات" ليس مفاجأة ويخدم أغراض البحث العلمى..تلقينا دعم "الوزراء" و"القوات المسلحة"..وعلماء يرجعون التكتم لاستخدامه مخابراتيا
تكتم شديد أحاط بالقمر الصناعى المصرى "إيجيبت سات" المحمول على الصاروخ الروسى "سايوز واى" والمقرر إطلاقه من كازاخستان، وهو الأمر الذى جعل الكثيرون يتهكمون بأنه لأغراض مخابراتية، إلا أن هذا التكتم صاحبه تناقض فى عدد من الآراء داخل الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء حول مدى إسهام مصر وعلماؤها ومؤسساتها البحثية فى القمر الصناعى المصرى. ففى الوقت الذى أكد فيه رئيس الهيئة عن إسهامات عدد من علماء الهيئة ومعرفتهم بموضوع الإطلاق على مدار الثلاث سنوات الماضية، إلى أن عددًا آخر من الأساتذة والعلماء فى برنامج الفضاء المصرى القومى التابع للهيئة أكدوا أنه لم يكن للبرنامج صلة بالقمر الصناعى المقرر إطلاقه غدا. وقال الدكتور مدحت مختار، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، إن هناك أكثر من 70 مصريًا شاركوا فى جميع مراحل القمر الصناعى بداية من التصميم وحتى إجراء الاختبارات الخاصة بالإطلاق. وانتقد مختار ما أثير حول أن الموضوع كان سريًا، وتم التكتم عليه وظهر مفاجأة للجميع، مؤكدًا أن القمر يتم العمل عليه منذ 3 سنوات، وأنه سبق وصرح بأنه سيتم توفير بديل للقمر الصناعى المصرى المفقود إيجيبت سات 1، الذى فقد منذ يوليو عام 2010. وأوضح مختار، أن القمر الصناعى المصرى الروسى سيعوض فقدان إيجيبت سات 1، بتوفير خرائط وروسومات وصور حول المشاكل والموضوعات التى تحتاج مختلف الوزارات إلى دراستها مثل نحر الشواطئ والتعدى على الأراضى الزراعية، وتوفير صور للقضايا التى تتعلق بالرى والبيئة. وأشار مختار أن الهيئة تلقت دعما كبيرا بشأن إطلاق القمر الصناعى المصرى من عدة جهات مثل رئاسة الوزراء والقوات المسلحة ووزارة البحث العلمى. وحول تكلفة تصنيع وإطلاق القمر، أوضح رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، أن تكلفة القمر وصلت إلى 300 مليون جنيه، وأن مصر تحملت وحدها جميع التكاليف دون مساهمة مالية من الجانب الروسى. بينما أكد عدد من الأساتذة والمهندسين ببرنامج الفضاء المصرى القومى، أنهم لم يشاركوا فى هذا القمر وأنه لا تتوافر معلومات دقيقة بشأن خصائص هذا القمر، ومن المتوقع أن يكون جزء من استخدامات القمر وأهدافه غير تقليدية، لأن طبيعة الحمولة على القمر لها مميزات أخرى غير التى تستخدم فى الأعراض المدنية. وقال الدكتور مسلم شلتوت، رئيس أبحاث البيئة الفضائية ببرنامج الفضاء المصرى القومى التابع للهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، إن أمر القمر الصناعى المصرى المصنع فى روسيا والمحدد إطلاقه غدًا لم يعرض على برنامج الفضاء القومى المصرى، مشيرًا إلى أن هذا القمر أضر بالبرنامج، حيث تم توجيه الأموال لخدمته والتأخر فى إطلاق إيجيبت سات 2 الذى كان مقررًا إطلاقه العام الماضى ليتم التأجيل إلى عام 2016. وأوضح الدكتور شلتوت، أن سعى مصر للغرب بتصنيع أقمار صناعية وإطلاقها يأتى نتيجة طبيعية لإهمال برنامج الفضاء المصرى، الذى يعانى منذ سنوات من صعوبات عدة بسبب إهمال القيادات السياسية والمسئولين لأهمية وجود برنامج فضاء لمصر، وأن الكثير من القيادات تنظر إلى البرنامج على أنه كماليات ورفاهية، فيتراجع ويتم تجميده أمام أزمات رغيف الخبز والمياه والطاقة، وذلك تبقى مصر من الدول المتخلفة فى مجال الفضاء. وأضاف شلتوت أن ضعف التمويل يعد عائقًا أمام تطوير برنامج الفضاء المصرى، كاشفًا أن برنامج الفضاء المصرى كان قوياً فى البداية وكان مقرراً له 400 مليون جنيه تم خفضها إلى رقم ضعيف جداً لا يتعدى نحو 5 ملايين جنيه تذهب أجورًا للمهندسين والأساتذة العاملين بالبرنامج، وأن البرنامج يعانى من تقاعس حاليًا، وهو ليس من جانب العلماء أو المهندسين العاملين بالبرنامج إنما يأتى من تقاعس المسئول السياسى عن البحث العلمى على مدار الحكومات السابقة والحالية أيضًا، مما جعل البرنامج فى حالة سيئة جدًا. وأكدت بعض المصادر بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، أن التكتم بشأن القمر والإعلان عنه بصورة مفاجأة جاء بسبب وجود أغراض غير بحثية للقمر. وأرجع البعض التكتم إلى تجنب خروج إسرائيل لتقف حائلا أمام الموضوع وعرقلته مثلما حدث فى "إيجيبت سات 1 الذى تم تأجيل إطلاقه لمدة عام بسبب ادعاءات إسرائيلية بأنه للتجسس، فى حين أنه كان لأغراض الاستشعار عن بعد والتجسس.