بدأت، اليوم الجمعة، احتفالات الصوفيين بمولد الرفاعى، والذى يستمر لمدة أسبوع، حيث ينطلق يوم الخميس المقبل، موكب كبير لأتباع الطريقة الرفاعية من ناحية القلعة وصولا إلى مسجد الرفاعى بحى الخليفة يمتطى خلالها شيخ الطريقة الرفاعية الشيخ طارق يس الرفاعى، فرسا، مرتديًا على رأسه عمامة سوداء كبىرى، حيث تتخذ الطريقة اللون الأسود تميزها عن باقى الطرق الصوفية. وعقب انتهاء أهل التصوف من مولد السيدة نفيسة، والذى اختتم أول أمس الأربعاء، تحرك الصوفيون صوب مسجد الرفاعى بمنطقة الخليفة لبدء الاحتفالات بمولده، وقاموا بنصب الخيام لتقديم الخدمات لمريديهم. والطريقة الرفاعية ينتشر أتباعها فى العراق ومصر وسوريا وغرب أسيا، ولهم راية باللون الأسود تميزهم عن باقى الطرق الصوفية، وتُنسب إلى الفقيه الشافعى الأشعرى، أحمد بن على الرفاعى (512 ه - 578 ه) الملقب ب "أبو العلمين" و"شيخ الطرائق" و"الشيخ الكبير" و"أستاذ الجماعة". ومسجد الرفاعى الذى يقام حوله المولد هو أحد مساجد القاهرة الأثرية، شيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية، وسمى بذلك الاسم نسبة إلى (أحمد عز الدين الصياد الرفاعى) أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعى، الذى ولد بالعراق وسافر لمصر وتزوج فيها من فتاة من سلالة الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبى، فأعقب منه السيد على أبى الشباك. ويتميز المسجد بالتفاصيل الدقيقة فى الزخارف على الحوائط الخارجية والعمدان العملاقة عند البوابة الخارجية، وكانت والدة الخديوى إسماعيل هى أكثر من أراد بناء هذا المسجد، وقد استمر بناء هذا المسجد 40 عامًا، ويحتوى مسجد الرفاعى على العديد من مقابر أكثر أفراد الأسر الحاكمة فى مصر، لهذا أصرت خوشيار هانم والدة الخديوى إسماعيل على بنائه، وكلفت أكبر مهندسى مصر (فى وقته) حسين فهمى باشا بتصميمه، ويوجد بداخل المسجد قبر الملك فاروق الأول، والخديوى إسماعيل ووالدته، وقبر شاه إيران رضا بهلوى، ومحمد رضا بهلوى، وقد تم بناء مسجد الرفاعى على شكل مستطيل على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 مترًا مربعًا لخدمة الصلاة. ويقع المسجد فى مواجهة مسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة بمصر القديمة حاليًا، ويعتبر مسجد الرفاعى الآن مقصدًا للسياح بمختلف أجناسهم لزيارته، ويتوافد أيضًا السياح لزيارة قبر شاه إيران محمد رضا بهلوى وغيره.
