"حسناً.. تصبحون على خير" تلك كانت آخر عبارة أرسلها مساعد الطيار الشاب للطائرة الماليزية بوينج 777 إلى مركز المراقبة فى تمام الساعة 01:19 فجر السبت الثامن من الشهر الجارى وأغلق بعدها مباشرة جهاز المستجيب، لتختفى بعدها الطائرة أثناء رحلتها من كوالالامبور إلى بكينالصينية، حاملة على متنها 239 شخصاً من بينهم 153 صينيا. الرحلة MH 370 المختفية منذ ذلك الوقت وحتى الآن تحدت جميع القوانين العلمية والطبيعية، حيث لم يبد لها أثر فى أى بقعة من البقاع المحددة لمسار رحلتها، وقد كان آخر اتصال لها مركز المراقبة الجوى بعد سبع ساعات ونصف من إقلاعها، ولم تبلغ أى دولة بدخولها مجالها الجوي، حيث أكدت دولتا الهندوباكستان أنه لو كان قد تم رصدها بالفعل كانت القوات ستتعامل معها باعتبارها تهديد لأمانها الجوى. وبحسب تقرير لقناة سى إن إن الإخبارية الأمريكية دار بشأن هوية من بعث بالرسالة الأخيرة، إلا أن التحقيقات الأولية تشير إلى مساعد الطيار الشاب، وكانت الشرطة الماليزية قد فتشت فى وقت سابق منزلى قائد الطائرة زاهارى شاه ومساعده فريق عبد الحميد، ولكن خبرتهما الطويلة فى مجال الطيران واستبعاد الشبهات عنهما ألغت احتمال تلاعبهما بمسار الرحلة، ليطفو احتمال آخر افترضته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سى آى أيه ومكتب التحقيقات الفيدرالية إف بى آي، وهو احتمال الاختطاف من قبل إرهابيين مؤكدين أن تحول الطائرة غرباً عن مسارها المفترض بجانب انقطاع الاتصالات عمداً هما عاملان يدفعان للاعتقاد بذلك. وبذلك تكثف فرق البحث التى تشترك فيها 25 دولة بأساطيلها وطياراتها فى واحد من مسارين: شمالي، يبدأ من شمال تايلاند إلى حدود كازاخستان وتركمانستان، وجنوبى يبدأ من إندونيسيا باتجاه المحيط الهندي، وذلك بعد أن حدد الرادار آخر موقع حلقت فوقه وهو خليج تايلاند. وكان رئيس الوزراء الماليزى نجيب رزاق قد أعلن فى وقت سابق إن أجهزة الأمن تكثف التحرى عن كل شخص سمح له بالصعود إلى الطائرة 370 نظراً لأن انحراف الطائرة باتجاه الغرب ربما تم تنفيذه من خلال نظام كمبيوتر، ويبدو على الأغلب أنه تم برمجته من قبل شخص داخل قمرة القيادة، وهذا ما يرجح احتمال اختطاف الطائرة من قبل مجهولين لأسباب غير معلومة حيث أنه لم تعلن أى جهة عن اختطافها أو حددوا مطالب كما هو متعرف عليه من تلك العمليات الإرهابية، كما أن رئيس الشرطة الماليزية خالد أبو بكر أكد أن الركاب لم يكن بينهم أى شىء يثير الشك، كما أكدت السلطات الصينية أن مواطنيها على متن الطائرة لم تثبت صلتهم بالحادث، وحتى هذه اللحظة فجميع الركاب إما ضحايا أو مختطفون محتملون. وعلى صعيد آخر، صرح مسئول بسلاح الجو التايلندى أن الرادار التقط إشارة بعد ستة دقائق مفادها أن طائرة غير معروفة (من المحتمل أن تكون الرحلة 370) متجهة بعكس اتجاهها الأصلى، فيما يحاول المحققون الحصول على بيانات أجهزة الرادار فى الدول التى عبرت أجوائها الطائرة الماليزية. احتمال آخر تردد وهو إمكانية أن تكون الطائرة قد توجهت إلى منطقة تسيطر عليها حركة "طالبان"، فى أفغانستان أو باكستان، حيث يسيطر مقاتلو حركة طالبان على مناطق واسعة على الحدود بين أفغانستانوباكستان، من ضمنها المنطقة الجبلية الوعرة "تورا بورا" المعروفة بأنها كانت معقلاً لعناصر تنظيم "القاعدة"، فى انتظار أن تسمح السلطات الباكستانية والأفغانية لفرق البحث بالتحقيق. أما عن الظواهر الغريبة فى ذلك الحادث فهو أن نظام الأقمار الصناعية الذى تشغله شركة إنمارسات للاتصالات اللاسلكية - ومقرها لندن - استقبل إشارة آلية من الرحلة MH370 خمس مرات على الأقل بعدما تم الإبلاغ عن فقدان الطائرة، وهذا ما ينفى احتمال تحطم الطائرة وفقاً لصور فضائية نشرتها الصين تظهر ما يشبه حطاما طافيا فى بحر الصين الجنوبي، ولكن وزير النقل الماليزى أكد أن تلك الصور قد نشرت عن طريق الخطأ. الظاهرة الثانية هو استمرار رنين الهواتف المحمولة لركاب الطائرة أثناء اتصال ذويهم بهم خلال الساعات التى أعقبت فقدان الطائرة، مما يدل أن الطائرة لم تتحطم أو تسقط فى قاع المحيط، ولكن خبير الشئون المعلوماتية والاتصالات جيف كاغن صرح لCNN أنه عند إجراء اتصال هاتفى تحاول شبكة الهاتف المرسل العثور على هاتف المتلقى، ويمكن فى هذا الوقت سماع رنين الهاتف فى الجهة المقابلة، ولكن فى الواقع فإن الاتصال سيتوقف بعد دقائق نظرا لعدم العثور على الشبكة، لذلك فهذه الأصوات ليست أصوات رنين، وإنما الإشارات المرسلة من الشبكة خلال البحث. فى نظرية أخرى رجح البعض احتمال تحليق قائد الطائرة متخفيا بحيث لا يلتقطه أى جهاز رادار، ولكن هذا الاحتمال أيضاً غير وارد لأنه يتطلب طيار عسكرى مدرب على تلك المهارة كما أن طائراتهم المقاتلة مزودة بأجهزة لمراوغة الدفاعات الأرضية، لكن لا تتوفر هذه الميزة فى الطائرات التجارية مثل بوينج. ويقول خبراء الطيران، إن انعطاف الطائرة عن مسارها تم بعد آخر اتصال لها مع برج المراقبة بكوالالامبور وقبل موعد اتصالها ببرج المراقبة الفيتنامي، مما يعد موعد مثالى لإخفاء الطائرة، مما يثير الشكوك حول ضلوع قائدى الطائرة بتغيير مسارها إلى اليسار وهو ما كان مبرمجا على نظام الملاحة بالطائرة وهو أمر يتطلب خبرة واسعة بالطيران، وهذا غير مستبعد حيث عثر فى منزل الطيار الرئيسى على جهاز محاكاة طيران.