سيطرت حال من الرعب والفزع على أهالى سوهاج عقب حادث تسمم 14 تلميذًا بمعهد نزلة القاضى، أمس، و50 تلميذًا بمدرسة نجع الدموكى اليوم، وكان اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج، قد أعلن أن عدد حالات التسمم الغذائى بين تلاميذ مدرسة حماد أبو السنون هما حالتان فقط، وأن حالات التسمم الموجودة هى حالات بالإيحاء. بينما تمكن "اليوم السابع" من الحصول على أسماء الطلاب المصابين عقب تناولهم وجبة غذائية مدرسية، عبارة عن لبن معلب وهم: "راغب صلاح عزمى، وأحمد طلعت السيد، وكيرلس سمير صليب، ومارينا وليم مرقص، وولاء السيد محمد، ويساف أسد نظيم، وأسماء كمال أحمد، ودينا خالد محمد، وبسكال محمد قاسم، ورانيا عبد العال فواز، وهند حمدى عبد الهادى، وسهام السيد محمد عبد العزيز، ويسى بخيت أنور، ومريم عبد المعز صبرة، وهاجر طاهر حسنى، وميرنا ناجح عطية، ومحمد عبد العال محمد، وسارة محمد طلب، ويسى دردير مخائيل، ومحمد حمودة أحمد، والموندا أسعد عياد، ومينا عادل فهيم، ويوستينا رأفت نجيب، ودعاء عبد الرحمن عبد اللطيف". وينتمى جميع التلاميذ لمدرسة حماد أبو السنون الشرقية، كما انضمت إلى قائمة المصابين حالتان جديدتان من مدرسة حماد أبو السنون الغربية؛ ليصل عدد الحالات طبقًا لدخول وخروج مستشفى سوهاج العام إلى 27 حالة إصابة. وتم تحرير محضر شرطى من قبل الأجهزة الأمنية بمعرفة ضباط مركز شرطة سوهاج محل الواقعة وضباط قسم أول سوهاج محل العلاج بمستشفى سوهاج العام. وقد ألقت الحادثتان الضوء على وقائع الفساد فى تغذية المدارس حيث بدأت عقب رفض لجنة الإغذية بمدرسة الابتدائية الحديثة بمركز طما بسوهاج استلام كمية من الأغذية الواردة للمدرسة لتوزيعها على الطلاب كتغذية مدرسية، بعد ملاحظتهم لسوء رائحة علب الألبان وانتفاخها وخروج ديدان منها. ولاحظ المسئولون فى المدرسة عدم جودة المظهر الخارجى لشحنة الألبان المخصصة للتغذية، وبفحصها تبين أن رائحة اللبن غير سليمة، علاوة على وجود ديدان على علب الألبان، فتم التحفظ عليها واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة. ترجع الحادثة عقب تلقى اللواء إبراهيم صابر، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، إخطارًا من المقدم محمد سليمان رئيس مباحث مركز طما بأن "محمد على فرغلى" 44 عامًا مدير المدرسة الابتدائية الحديثة بطما تقدم ببلاغ إلى مركز الشرطة، أفاد فيه بأنه عقب استلامه الأغذية الواردة للمدرسة لتوزيعها على التلاميذ، تلاحظ له أن بعض علب الألبان يبدو عليها آثار الانتفاخ وتفوح منها رائحة كريهة وتخرج منها بعض الديدان، مما يدل على عدم صلاحيتها. ومن جهة أخرى، استقبل مستشفى سوهاج العام، اليوم، 50 تلميذًا منذ لحظات تابعين لمدرسة نجع الدموكى الابتدائية التابع لقرية نجع النجار دائرة مركز سوهاج، مصابين بحالات قئ وإعياء كامل عقب تناولهم وجبة غذائية مدرسية بسكوت وألبان". وقامت الأجهزة الأمنية برئاسة الرائد حامد القرضاوى، رئيس مباحث مركز سوهاج، بالإنابة بالتوجه على رأس قوة للتحفظ على مخزن المواد الغذائية ومتعهد توريد الأغذية، الذى يقوم بتسليم الكميات للمدارس. بينما أكد أهالى التلاميذ بأن أبناءهم أصيبوا بالتسمم عقب تناولهم وجبة مدرسية "وحمّل الأهالى المسئولية كاملة لمديرية التربية والتعليم فى واقعة تسمم التلاميذ". وعلى جانب آخر، استقبل مستشفى طهطا العام أمس 14 تلميذًا وتلميذه تابعين لمعهد نزلة القاضى، مصابين بحالة إعياء ومغص وقئ، وتم حجزهم داخل قسم الأطفال بالمستشفى وصرح لهم بالخروج عقب منحهم العلاج اللازم، واستقرار حالتهم الصحية. وأكد الدكتور على خيرى حراز، مدير مستشفى طهطا العام، أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة نحو التلاميذ المصابين، وتم أخذ عينات وإرسالها للمعمل المشترك بمديرية الصحة، لتحليلها وتم منح المصابين المحاليل والمطهرات والمضادات الحيوية اللازمة. وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن هناك متابعة حالية مع رئيس منطقة سوهاج الأزهرية ومدير التعليم الابتدائى، لمعرفة ما تم الوصول إليه مع ال14 تلميذًا الذين أصيبوا بحالة تسمم، عقب تناولهم وجبة غذائية مدرسية "بسكويت"، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغ الجهات المعنية لأخذ عينات من الوجبة ومياه الشرب للمعهد لمعرفة سبب التسمم. وأضاف "شومان"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن 8 من التلاميذ خرجوا من المستشفى، على أن يخرج باقى التلاميذ مع نهاية اليوم، مشيرًا إلى أن باقى الحالات إعياء وحالتهم مستقرة. وأشار وكيل الأزهر إلى أنه فى حال ظهور أى حالات اشتباه يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية، وفحص الوجبة، مؤكدًا أن الوجبة تم توزيعها على آلاف الطلاب، ولم يصبهم شىء، فلابد من التحقق فى الواقعة، ومعرفة ما إذا كان هؤلاء التلاميذ قد تناولوا أطعمة من خارج المعهد أم لا. أما فيما يخص أن هذه هى المرة الثانية التى يصاب فيها طلاب بتسمم عقب تناولهم الوجبة الغذائية، أوضح شومان أنه إذا ثبت أن التغذية هى السبب فى تسمم الطلاب، فسيتم اتخاذ موقف حاسم لتطويرها واتخاذ أشياء بديلة.
