يعد فن الكاريكاتير أحد أهم الفنون التى تشتبك مع الواقع اليومى فى المجتمعات، حيث لعب دوراً مهماً فى كشف الفساد من خلال إلقاء الضوء على كافة جوانب المجتمع، ورغم دورها المهم إلا أن الرسوم الكاريكاتيريه سُرعان ما يتم إغفالها بمجرد طى الصحيفة التى تحتويها، ومن هذا المنطلق سعى بعض رواد هذا الفن إلى توثيق أعمالهم فى كتاب ولعل أحدث هذه الكتب "بسمة وضوء" للرسام سعيد بدوى، إلا أن مثل هذه الكتب تظل قليلة ونادرًا ما يصدر كتاب يتناول أعمال لأحد الرسامين أو دراسة تتناول أعماله، ناهيك عن فكرة إقبال الجمهور على هذه النوعية من الكتب. قال الفنان أحمد طوغان قال فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن الجمعية المصرية للكاريكاتير أبرمت مع هيئة الكتاب برتوكول تعاون لتوثيق الكاريكاتير وتضمينه فى كُتب تصدر عن الهيئة. كما أن الهيئة أصدرت جزأين عن أعمال جاهين منذ عامين، ورغم أن هذا الإصدار تأخر لكنى أؤمن بمقولة "أن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتى". وأشار "طوغان" إلى تزايد الاهتمام بتوثيق الكاريكاتير فى الفترة الحالية مقارنة بالماضى، حيث تزايد رسامو الكاريكاتير، فى الماضى كنا 3 رسامين فقط بينما تضاعف العدد ودخلت المرأة هذا المجال. وتابع "طوغان" أقوم حالياً بإصدار كتاب من جزأين عن الكاريكاتير عن المجلس الأعلى للثقافة، جمعت فيهما 5 رسومات من كل عام بداية من عام 1953 وحتى العام الماضى، كتأريخ للأحداث الكبرى فى هذا العام. ومن جانبه قال جورج البهجورى، إن توثيق الكاريكاتير فى كتاب شىء مهم جداً للحفاظ على عمل الفنان وتعريف الأجيال الجديدة به، لأن هذا الفن يلعب دوراً خطيراً فى حياتنا، وقد قمت بهذه التجربة عدة مرات، مشيراً إلى أن غالية الشعب المصرى لا يحترم الكاريكاتير ويراه رفاهية ومجرد نكت. وأكد "بهجورى" على أن ما دفعه إلى جمع رسوماته فى كتب رغم عدم رواج هذه الكتب أحياناً، هو إصراره وتمسكه بالرأى والفكرة التى يطرحها فى رسوماته وعشقه لأسلوب العمل الخاص به. ورأى "بهجورى" أن الكاريكاتير سوف ينجح ويزدهر أكثر فى السنوات القادمة. قال رسام الكاريكاتير "سعيد بدوى" أصدرت كتاب "بسمة وضوء" وهو عبارة عن توثيق وتأريخ للفنان وعمله، فلقد تجاوزت ال82 عاماً، وأرى أن الذكرى الخاصة بى سوف تكون من خلال كتاب يجمع أعمالى وما أرخت به لمصر، لأنى كنت أرسم على حسب الأحداث. وأضاف "بدوى" جمعت حوالى 1000 رسم كاريكاتيرى وأخترت منها 300 فقط، كما بتقسم الكتاب لثلاثة أجزاء: الفساد، المرأة، 25 يناير، أيضاً تضمن جزءاً بدون تعليق، وقد أهديت الكتاب لكل من يفتقد البسمة ومن هنا أطلقت عليه "بسمة وضوء"، حيث إن رسام الكاريكاتير يصوب الضوء على الفساد الموجود فى المجتمع. وقال الفنان "محمد حاكم" على الرسام أن يهتم بعمله ويسعى للحفاظ عليه عليه بالطريقة التى يراها ملائمة له، وقد صدر لى كتيبات عن رسوماتى تبع الجمعية المصرية للكاريكاتير، وهذه تجربة ضرورية لكل رسام. مضيفاً أن الكاريكاتير ابن المدرسة التعبيرية فى الفن التشكيلى. وأضاف "حاكم" أن البنك الأهلى قال إنه سوف يطبع كتبا لخمس رسامين كبار تركوا بصمة فى هذا المجال منهم "زهدى، الليثى، حسن حاكم، مصطفى حسين"، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة لم تر هؤلاء الفنانين ومن ثم لابد من الإطلاع والتعرف عليهم من خلال الكتب التى ستصدر عنهم. وأشار "حاكم" إلى أن رسام الكاريكاتير يخاطب الرأى العام وليس إحساس الناس، يقول للناس الذى تعجز الحكومة والمسئولين عن ذكره. فى الغرب يعتبرونه من المفكرين بينما يسخر منه الناس فى الشرف باعتباره مجرد شخص يطلق نكتا.