قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن أمير قطر يواجه أول اختبار له، إذ كان من المفترض للأمير الشاب تميم بن حمد آل ثانى أن يكون أكثر مرونة وتوافقا، كما اعتقد جيرانه الخليجيين عندما تولى حكم الإمارة الصغيرة، يونيو الماضى. وتشير الصحيفة البريطانية، فى تقرير الاثنين، إلى أن الجيران فى الخليج يشعرون بالغضب حيال الدوحة التى تستعرض قوتها فى المنطقة، فقبل أن يكمل تميم عامه الأول فى السلطة، فإنه يخوض خلاف علنى غير معتاد مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وسرعان ما تطور الخلاف إلى سحب الدول الثلاث سفرائها من الدوحة لعدم التزام قطر باتفاق يقضى بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول المجاورة، مما يعنى أن الدوحة رفضت بعناد إنهاء دعمها للجماعات الإسلامية فى المنطقة واستضافتها للإخوان الهاربين والمتعاطفين معها. وتقول الصحيفة "بينما تمتلئ صفحات وسائل الإعلام العربية بالادعاءات والادعاءات المضادة، فإن أمير قطر، الذى يبلغ 33 عامًا فقط، ترك ليواجه أول اختبار كبير له وسط خيارات مقيدة"، وتضيف أن هذه ليست المرة الأولى، وربما ليست الأخيرة، التى تتنازع فيها قطر مع دول الخليج، فلسنوات عديدة كانت قناة الجزيرة القطرية، المملوكة للسلطة الحاكمة، تعمل على إزعاج الحكومات العربية من خلال توفير منبرا تليفزيونيا لمعارضى هذه الحكومات. وتتابع "أن الشكوك المتبادلة، دائمًا ما شابت العلاقات بين الدوحة وجيرانها فى الرياض، الثقل الإقليمى التى تقود الضغط الحالى على تميم، وحتى فى تعاونهما على صعيد دعم المتمردين السوريين، فإنهما يتنافسان ويحاولا تقويض كل منهم الآخر". وأضافت الصحيفة "لكن هذه المرة فإن المخاطر أعلى، ففى ظل الاضطرابات السياسية فإن دول الخليج، تشعر بتهديد أمن الشرق الأوسط سواء من الإسلاميين أو إيران أو الولاياتالمتحدة، لذا فإنهم يريدون من قطر أن تتماشى سياستها مع سياستهم، وهذا يتعارض مع دولة طموحة. وتحذر الصحيفة، أن فى ظل الضغوط الشديدة التى تواجهها قطر من جيرانها والتى ربما تتطور إلى اتخاذ إجراءات عقوبية تصل إلى فرض قيود على المجال الجوى والحدود البرية، فإن الأمير القطرى بحاجة إلى العمل لإيجاد حلول تزيل حدة التوتر سريعا.
