سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوم المرأة العالمى رمز لنضالها.. إضرابات 1856 فى أمريكا أشعلت شرارة الحركة النسائية بالعالم.. والاحتفال تخليدا لمظاهرات "الخبز والورد".. "كريمة الحفناوى":البرلمان معركتنا المقبلة لتفعيل نصوص الدستور
فى اليوم الثامن من شهر مارس كل عام تحتفل نساء العالم بيومهن الدولى، حيث تستعرض النساء فى كل بقاع الأرض إنجازاتهن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومدى إسهام النصف الحلو فى المجتمع. وتحصل المرأة فى بعض الدول كفلسطين والصين وروسيا وكوبا على إجازة فى هذا اليوم من كل عام، كما تولى مصر اهتماماً خاصاً به وتقيم المؤتمرات والفعاليات الاحتفالية المختلفة. تاريخ الاحتفال بيوم المرأة الدولى: يقول البعض إن تخصيص هذا اليوم للمرأة جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى فى باريس عام1945 ، فيما يرجع بعض الباحثين أن اليوم العالمى للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التى حدثت فى الولاياتالمتحدة، ففى عام 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت فى دفع المسئولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وتحت شعار "خبز وورد" تظاهرت آلاف من عاملات النسيج فى 8 مارس 1908م فى شوارع مدينة نيويورك وهن يحملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود فى خطوة رمزية لها دلالتها. وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، وشكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولاياتالمتحدة خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، وعلى رأسها الحق فى الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1908. تعميم المناسبة عالمياً: ساهمت النساء الأمريكيات فى دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة، وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكى بتخصيص يوم واحد فى السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمى بعد نجاح التجربة داخل الولاياتالمتحدة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمى للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك، لأن منظمة الأممالمتحدة لم توافق على تبنى تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أى يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس, وتحول بالتالى ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم فى مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن. الحركة النسائية فى مصر بعد ثورة يناير: تصاعدت الحركة النسائية المصرية فى السنوات الأخيرة بشكل كبير بعد إنشاء عشرات المؤسسات والجمعيات والمبادرة الهادفة للنهوض بالمرأة وتنميتها وتقديم الدعم لها، للحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية وحمايتها من التحرش والانتهاكات، كما تكونت فى أعقاب الثورة عشرات الحركات النسائية التى تطالب بحقوق المرأة التى شاركت بدور عظيم فى ثورة يناير وقدمت الشهداء، وبذلت التضحيات لكنها لم تحصل على كامل حقوقها. محاولة تحجيم دور المرأة فى عهد الإخوان كان لها أيضاً تأثير كبير فى ظهور حركات مقاومة لذلك، مثل مبادرة "فؤادة ووتش" والحركة النسائية المصرية وغيرها من المبادرات النسائية. وتقول الدكتورة كريمة الحفناوى، عضو تنسيقية العمل الجماهيرى التى تضم تحت مظلتها عشرات الحركات والمنظمات النسوية، ل"اليوم السابع": "الحركة النسائية تطورت كثيراً عقب الثورة التى كان لها دور أساسى فى تنوير الناس ومعرفتهم بحقوقهم فى التعبير السلمى، ومن بعدها ارتفع وعى المرأة بالحصول على حقها". وتضيف: "بعد الثورة ومجىء الإخوان فوجئت المرأة بتهميش دورها وحصرها من خلال الأفكار المتشددة فى البيت والإنجاب، وجاء تمثيلها هزيلاً فى اللجنة التأسيسية للدستور، وهو ما دفع الحركة النسائية لأن تتوحد فى حركة تنسيقية العمل الجماهيرى". وتشير الحفناوى إلى أن دستور 2012 جاء بما لا يعبر عن حقوق المرأة، فكل مكتسباتها تم إهدارها، مما زاد من قوة الحركة النسائية التى كان لها دور كبير فى 30 يونيو أكثر من الرجال لحرصها على استرداد هوية الوطن. أما دستور 2013 فجاء مرضياً بنسبة كبيرة للنساء كما تقول الحفناوى، وكان ذلك قاعدة لمزيد من النضال لأننا نريد تمييز إيجابى فى قانون الانتخابات البرلمانية، مضيفة: "نضغط من أجل تمثيل المرأة بشكل قوى فى لجنة وضع قانون مباشرة الحقوق السياسية لعمل تمييز إيجابى للمرأة يجعلها تمثيل بنسبة الثلث على الأقل فى البرلمان المقبل". ولفتت الناشطة النسائية إلى أن الدستور جرم العنف والتمييز، وأعطى المرأة كثيراً من حقوقها، لكن حتى يتم تفعيل هذه النصوص نحتاج دخول المرأة لتضع تشريعات لتفعيل وتنفيذ هذه النصوص حتى لا تكون مجرد حبر على ورق". السيدات فى الأحزاب والمجلس القومى للمرأة والجمعيات الأهلية للمرأة تعمل بشكل كبير فى الشارع، كما تقول الحفناوى، من أجل عمل قاعدة جماهيرية كبيرة للمرأة تساعدها فى الانتخابات المقبلة، مشيرة إلى وجود شبكة تواصل بين كل هذه الجهات.