تحت شعار «نحن نحارب الإرهاب» يظن البعض أن كل «بطشة» يد أمنية يجب أن تكون مقبولة والنظر لها بعين «التمس لأخيك سبعين عذراً فإنه يحارب الإرهاب»، ويؤمن البعض الآخر بأن المواطن لابد أن يستقر فى قلبه شعار المرحلة «مش وقته.. إحنا بنحارب الإرهاب» ويصدقه فى العمل بالرد على كل من يتحدث عن عنف الداخلية المفرط، أو يسأل عن حوادث التعذيب فى الأقسام بأن كل هذه أمور مؤجلة، ولا يجب طرحها أصلاً لأن مصر تحارب الإرهاب. كان الإخوان يستخدمون غطاء الحرب على الدين لردع كل معارض وصاحب انتقاد لأداء سلطتهم الضعيف والمرتبك، واليوم يستخدم «مطبلاتية» مابعد 30 يونيو غطاء الحرب على الإرهاب، لردع كل رافض لتوحش بعض ضباط الداخلية، أو كل ناقد لممارسات الأمن مع الألتراس أو المحبوسين الذين أصبحنا نسمع ونرى شهادات تعذيبهم، ونحن محرم علينا أن نطلب تحقيقاً أو نبدى امتعاضاً من سوء معاملتهم. السيد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.. بعد التحيات والإشادات والكثير من الكلام المعسول، وقصائد المدح التى تتلوها عليك يومياً فضائيات وبرامج آخر الليل.. هل تسمح لى بأن أعكر عليك صفحة نهر الود المتبادل بينك وبين مقدمى برامج التوك شو، ورموز الأحزاب السياسية، وأذكركم بأن الأصل فى الحدوتة كلها يقول بأن الشرطة فى خدمة الشعب، ومن أقسم يمينه على خدمة الشعب، لا يجوز له أبداً أن ينتهك كرامة الشعب، ولا تشفع له عينه الساهرة على حماية الوطن، أو روحه التى يضحى بها فى المواجهات مع البلطجية والإرهابيين، بأن يمد يده لتعذيب مواطن، أو ضرب مواطن، كيف يمكن للوزارة التى تشهد لأول مرة فى تاريخها كل هذا التقارب والدعم الشعبى، أن تضحى بكل شىء مقابل رغبة أمين شرطة مريض نفسى، أو ضابط شرطة يعانى عقدة نقص، لم يستطع تمالك نفسه، وقرر أن يعتقل طالب لمجرد أنه يحمل لاب توب عليه صور رابعة أوحقيبة عليها إشارة لا للمحاكمات العسكرية، أو يسحل شابا لمجرد أنه يرفع أعلام وشعارات الألتراس ويهتف ضد الداخلية، أو يغنى فى مدرجات الاستاد ساخراً من حبيب العادلى، كما حدث مع ألتراس أهلاوى وألتراس الزمالك. افتح ملف التحقيق فى هذه التجاوزات الصغيرة، قبل أن تتضخم داخل النفوس، وتتحول إلى وحش غاضب لن تتحمل أنت أو ضباطك صراخه، ولن يهدأ قبل أن يدفع بك خلف قضبان السجون، مثلما فعل مع مبارك، ومرسى، والعادلى، تحرك ياسيادة اللواء قبل أن ينتهى شهر العسل بين رجال الداخلية والمواطنين فى الشوارع، تحرك لأن الأطفال قبل الكبار لن يقبلوا إلا بشعار واحد يقول «الشرطة فى خدمة الشعب»، لا «قفا الشعب فى خدمة كف سعادة البيه».