فى وطن جريح وطن مهموم محموم بنيران القتل والدماء فى وطن لا يهنأ بضعة أيام متصلة دون أن تسمع تفجير هنا أو قتلى هناك أو مشكلة هنا وكارثة هناك فى وطن أقصى آماله الآن أن يحقق الاستقرار ويحافظ على وحدته الشعبية والجغرافية فى وطن نحاول جاهدين أن نلملم جراحه ونعيده لدوره الطبيعي ومكانته التاريخية ولو جزئيًا فى وطن لم تكتمل مؤسساته حتى الآن فبعد نجاح دستوره بشكل لائق بمصر وبمكانتها لم يمهلونا حتى نكمل بناء باقي مؤسساته فلا عندنا رئيس منتخب بفترة كاملة ولا عندنا برلمان منتخب ومع ذلك لم يمهلونا ولم يصبروا علينا ببساطة أتحدث عن السادة الساخرين وعن السادة العاطلين وعن السادة الفاشلين أتحدث عن كل من سن سلاحه على وطنه بالنقد اللاذع والمطالبات الفئوية هنا وهناك أتحدث عمن سخر من وطن حتى الآن ليس له نظام منتخب يسخر منه أتحدث عن وطن حتى الآن يحاول باستماتة أن يحقق استقراره ومع ذلك تجد من يخرج عليك بلا فهم ولا وعي فقد لمجرد السخرية ليحدثك عن تجاوز هنا وعن مصيبة هنا وعن نقص وأزمة هنا أو هناك ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات الزمنية والسياسية وما يمر به الوطن الجريح منهم من يفعل ذلك رغبة فى حصد مال ممن يتاجرون بقضايا الوطن الجريح ومنهم من يفعلها لصنع شعبية وشهرة زائفة بالظهور فى الميديا والإعلام ومنهم بكل أسف من يفعلها لمجرد النقد فقط والتهكم فقط أى ما اسميه شهوة السخرية إنها حقًا مشكلة ولكنها تتحول إلى مأساة حينما تعلم أن أغلب هؤلاء الساخرين الفاشلين العاطلين هم أبناء الداخل هم من ارتزقوا من هذا الوطن والآن يرتزقون عليه وعلى مشكلاته أنا لا أطالب أبدًا بوطن فوق النقد أو فوق المساءلة أو حتى فقط التهجم والسخرية أحيانًا أنا فقط أطالب بإمهال وطن جريح أن يلملم جراحه ويضمدها أطالب فقط بأن يتمهل السادة الساخرون حتى يبنى الوطن ويكون له نظام حينها انتقدوه كما شئتم أطالب فقط أن يكون نقدكم بناءً وسخريتكم يكون هدفها رفض الخطأ وإحلال الصحيح وليس العكس أطالب فقط بدلاً من أن تتحلوا بعمق السلبية أن تتحلوا بروح الإيجابية وبدلاً من السخرية حاولوا ان تساهموا بأي شىء ولا يفوتني أن أذكر أن حديثي لا يطول أبدًا كل ناقد شريف يسعى للبناء من وراء نقده أو كل ساخر طاهر يريد من السخرية ضد الخطأ وإحلال الصحيح أو كل شاب أو كل مواطن أراد فقط رفض الظلم على العكس ادعوك أن تنتقد وان تسخر وأن ترفض مثلما شئت ولكن بأهداف شريفه وبمراعاة لظروف كل مرحله وأخيرًا.. أمهلوا الوطن حتى يلتقط أنفاسه وبعد ذلك حاسبوه