دعت جامعة الدول العربية إلى حشد الجهود والطاقات من أجل دعم قضايا الشباب فى المنطقة وتعميق دورهم فى عملية التنمية المستدامة والتصدى للتحديات التى تواجههم خاصة على صعيد قضايا البطالة والتهميش والفراغ، فى ظل حالة الحراك غير المسبوق التى تشهدها المنطقة العربية فى الوقت الحالى. وشدد د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية فى كلمة له أمام افتتاح المنتدى الأول لرواد الأعمال العرب والأفكار المبتكرة "نحو افاق للتكامل الاقتصادى لرواد الأعمال والمبتكرين العرب" الذى انطلقت أعماله اليوم بالجامعة العربية، على ضرورة الاهتمام بقضايا الشباب وربطهم بعملية التنمية السياسية والاقتصادية بطريقة عملية صحيحة ومدروسة. وقال العربى: إن قوة الأمم فى عالم اليوم لا تقاس بما تملكه من إمكانات مادية فحسب بل أيضا بما لديها من عناصر بشرية قوية ومؤثرة وبما لديها من معرفة، مضيفا أن استمرار عقد هذه المنتديات من شأنه تحقيق ذلك. وأوضح أنه إدراكا من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب بأهمية هذه المرحلة فإن المنتدى سيناقش فى جلساته الخاصة كافة القضايا التى تهم الشباب وعقد دورات لتأهيل القيادات الشابة والقيادات النسوية لتشجيعهم على الابتكار، مؤكدا أن هذه الأهداف هى من أبرز أولويات عمل الجامعة العربية. من جانبه، أكد طاهر أبو زيد وزير الرياضة رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب أهمية انعقاد هذا المنتدى كونه يأتى من أجل مساعدة رواد الأعمال والشباب العرب على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم. وقال فى كلمة له أمام المنتدى إن التحولات الكبيرة التى تشهدها المنطقة تتطلب بذل الجهد من الجميع لتحقيق وتحسين أوضاع الشباب العربى، داعيا إلى إيجاد حلول مبتكرة تساعد الشباب فى أعمالهم من خلال تحركات مدروسة ومبنية على أسس علمية. وأثنى أبو زيد على دور الجامعة العربية فى دعم قضايا الشباب وحرصها على غرس الثقافة العربية وترسيخ التراث العربى، معربا عن أمله فى أن يكون هذا المنتدى خطوة نحو تنفيذ مقررات القمم الاقتصادية العربية وتقديم مشروعات استثمارية يمكن تنفيذها فى الوطن العربى تسهم فى خلق فرص عمل جديدة وغير تقليدية للشباب. كما تمنى أبو زيد أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ وتحقيق الأهداف المرجوة، معتبرا أن المحاور التى يناقشها المنتدى على مدى ثلاثة أيام تمثل رؤية ثاقبة لتدعيم مستقبل الاقتصاد العربى من خلال "واقع.. وطموح.. فرص وتطلعات". من جهتها، عبرت د. مشيرة أبو غالى رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة عن أملها فى أن يكون هذا المنتدى نواة لبرنامج عمل على أرض الواقع لتحقيق التلاقى الفكرى والمالى والعملى. وأكدت أبو غالى فى كلمتها أمام المنتدى أنه بات لزاما التحرك ببرامج وخطط عمل فاعلة للنهوض بأوضاع الشباب العربى، معربة عن تطلعها إلى خروج المنتدى بخارطة مستقبل جديدة وبرؤية جديدة ترتكز على أفكار وسواعد شابة وأموال عربية. من جانبه، أكد حسن فهمى رئيس الهيئة العامة للاستثمار، أن انعقاد المنتدى من شأنه أن يحفز القطاع الخاص العربى على خوض غمار التنمية والاستثمار فى ظل مرحلة الانفتاح الاقتصادى التى يشهدها العالم، معتبرا أن هناك حاجة لتحقيق الرخاء والرفاهية من جانب الشعوب والحكومات. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى توقيع برتوكول تعاون بين مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة ومؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، حيث وقع البروتوكول عن المؤسسة د. عيسى الأنصارى الأمين العام للمؤسسة وعن المجلس د. مشيرة أبو غالى رئيس مجلس الإدارة، وذلك بحضور د. نبيل العربى ووزير الرياضة طاهر أبو زيد. يناقش الملتقى الذى ينظمه مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة تحت رعاية جامعة الدول العربية عددا من المحاور من بينها: واقع الاستثمارات العربية بين الجلب والمعوقات، وصناديق التمويل العربية، وسبل دعم الابتكارات الشبابية، وعرض برنامج عمل منظمة العمل العربية فى حل مشكلة البطالة.